الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مسؤولون وأطباء لـ «الاتحاد»: وعي المجتمع سلاح مواجهة «كورونا»

مسؤولون وأطباء لـ «الاتحاد»: وعي المجتمع سلاح مواجهة «كورونا»
10 أغسطس 2020 01:24

سامي عبد الرؤوف (دبي)

أكد مسؤولون وأطباء بالقطاع الصحي، أن حكومة دولة الإمارات قامت وتقوم بأدوار كبيرة في مواجهة فيروس «كورونا» المستجد، مما جعلها مثالاً يحتذى به لدى كثير من دول العالم في الحد من تداعيات هذا الوباء العالمي. 
وأشاروا، في تصريحات لـ «الاتحاد»، إلى أن المرحلة الحالية هي دور الفرد، الذي يعد الخط الموازي لجناحي معادلة الانتصار على فيروس «كورونا»، لافتين إلى أن الوسيلة المتاحة حالياً للتعامل مع فيروس «كورونا» هي وعي المجتمع، في ظل عدم التوصل حتى الآن إلى لقاح أو تطعيم لعلاج المرض. 
وذكروا أن التزام المجتمع بالإجراءات الوقائية، وتحمل‪ ‬المسؤولية الذاتية مع العودة التدريجية للحياة الطبيعية، يؤديان إلى التعافي المبكر، أما التهاون فيؤدي إلى الانتشار، والالتزام يؤدي إلى الانحسار، ويأتي دور المجتمع في الالتزام والتقيد بجميع القرارات والإجراءات، باعتبار ذلك أولى خطوات تحقيق مزيد من التعافي، وانحسار المرض. 
وقالوا: «بذلت دولة الإمارات الكثير من الجهود بإمكانيات وكفاءات عالية لمواجهة مرض كوفيد - 19، وحققت الكثير من المنجزات لاحتوائه، والحفاظ على هذه المنجزات والمكتسبات مرهون بمدى تفاعل الجمهور والتزامهم، فالتزام المجتمع ما هو إلا إكمال لمسيره الإنجازات والتغلب على الجائحة».

المراهنة المضمونة 
قال الدكتور سيف درويش، المتحدث باسم جمعية الإمارات للصحة العامة: حكومتنا الرشيدة قامت بما عليها، حتى صارت الإمارات مثالاً ونموذجاً يحتذى به للعالم في الكثير من جوانب مواجهة فيروس كورونا المستجد. 
وأضاف: دولتنا من بين أكثر دول العالم إجراء للفحوص للكشف المبكر عن الإصابة بمرض «كوفيد - 19»، وأيضاً المستشفيات الميدانية، وإنشاء مراكز الفحص من السيارة. 
وأكد درويش أن حكومة الإمارات تراهن على ثقافة المجتمع، وهذه هي الاستراتيجية الأفضل عالمياً، مشيراً إلى أن حكومتنا تراهن على المواطن والمقيم معاً للقيام بدورهما في الوقاية من الإصابة بالمرض والقضاء عليه نهائياً. 
وشدد المتحدث باسم جمعية الإمارات للصحة العامة، على أنه ما زال أمامنا خطوات وأدوار للقضاء على المرض، موضحاً أن دور الأفراد يتمثل في درء الأعراض عن طريق تجنب بعض العادات الاجتماعية مؤقتاً، مثل «المخاشمة» والمصافحة باليد. 
وأوضح درويش أنه يمكن التطوير أو التعديل بعض الشيء في العادات الاجتماعية حفاظاً على صحة المجتمع، فمثلاً بدلاً من أن يكون السلام من قرب يكون من مسافات بعيدة، وبدلاً من الاقتراب كثيراً من كبار السن يكون التعامل عن بُعد حفاظاً عليهم وليس إهداراً لحقوقهم. 
وقال: حكومتنا لم تنح منحى الكثير من الدول التي فرضت عزلاً كاملاً على المجتمع، وعلينا التأكيد على أن المواطن والمقيم في مركب واحد والكل له دور، وهذا النهج يدل على ثقة الحكومة في الشعب. 
وأضاف: قيادتنا تعطي الأمان في ذروة انتشار الخوف في العديد من دول العالم من المرض، وهي تكون مثال للشخصية الإماراتية التي تتميز بالحكمة والمسؤولية.
 
المطلوب بسيط 
 قال الدكتور خالد النعيمي، استشاري أمراض جلدية: هذه الفترة التي نعيشها الآن من التعامل مع فيروس «كورونا» المستجد، هي فترة دور الأفراد، بعد أن قامت وتقوم الحكومة بدورها.
وأضاف: مرض كوفيد - 19 لن يتم السيطرة عليه، إلا من خلال 3 أشياء، هي: اللقاح والتطعيم للعلاج والوعي، والأمران الأول والثاني غير متوفرين حتى الآن، وبالتالي ليس أمامنا غير الوعي. 
وأشاد النعيمي، بالدور الكبير للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، حيث أظهرت قدرات متميزة في التعامل مع أزمة جائحة «كورونا»، وقدمت نموذجاً ملهما في الحد من تداعيات ذلك الوباء العالمي. 
وذكر أن دولاً عظمى كانت تتباهى بما لديها من إمكانات وقدرات بما في ذلك القطاع الصحي، ورغم ذلك لم تصل إلى ما وصلت إليه دولة الإمارات في التعامل مع تداعيات الفيروس، مشدداً على ضرورة ألا يهدر هذا الإنجاز من خلال غياب دور الفرد. 
وقال النعيمي: «نريد أن نبني على هذا الإنجاز ونحافظ عليه، وليس مطلوب من الأفراد لتحقيق ذلك سوى أشياء بسيطة، يجب عليهم القيام بها، مثل عدم الاقتراب من كبار السن حفاظاً عليهم، والتعقيم والتباعد الجسدي». 
ووصف النعيمي هذه التعليمات بأنها «بسيطة، وأصبحت واضحة للجميع»، لافتاً إلى أن بعض الأشخاص لا يريدون الالتزام، وهذا يمثل مكمن الخطورة، حيث من الممكن أن يؤدي التهاون في التدابير الاحترازية إلى ظهور موجة ثانية من الوباء. 
وشدد النعيمي على أن الموجة الثانية تكون بسبب قلة وعي المجتمع، وليس بسبب الفيروس نفسه، مؤكداً أن دور الأفراد حيوي وأساسي، لافتاً إلى أن القيادة الرشيدة تراهن على مستوى الوعي المجتمعي في التزام الأفراد بالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية، وتحمل الجميع لمسؤولياته، لضمان أكبر قدر من السيطرة والتحكم.
وأكد النعيمي أن الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية، ومراعاة السلامة العامة وصحة المجتمع، يحققان سرعة عودة الحياة لما كانت عليه، والتعافي السريع للجوانب المتأثرة سواء اجتماعية أو اقتصادية.‬

التوازن المطلوب
قال الدكتور رمضان البلوشي، الرئيس التنفيذي لقطاع التنظيم بسلطة مدينة دبي الطبية: «أدعو كافة أفراد المجتمع للتعاون مع الجهات الصحية، ومن أبرز الجوانب الواجب التعاون بشأنها التقيد بالإجراءات الوقائية». 
وأضاف: «التكامل المجتمعي ضرورة ملحة، ومن أهم ما يميز دولتنا أن المجتمع واعٍ، ونتيجة لتضافر جهود الجهات الحكومية المختلقة والقطاع الخاص والمجتمع، انخفضت أعداد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا».  وأشار البلوشي إلى التوازن الاستراتيجي بين مكافحة الفيروس والجوانب الاقتصادية، وما يضمن ويحقق هذا التوازن هو قيام الأفراد بما عليهم من واجبات تتمثل في حماية أنفسهم ومن حولهم من الإصابة بالفيروس، من خلال اتباع الإجراءات الاحترازية.  وأكد البلوشي، أهمية القيم المتأصلة في المجتمع وخصائله مثل ثقافة ووعي شعب دولة الإمارات، حيث يتميز شعبنا بأنه شعب متضامن ويصنع النجاحات مع الحكومة، شعب يصنع المعجزات ويعزز اللحمة الوطنية وقيم التكاتف والتسامح.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©