الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

15 مهندساً يتابعون «مسبار الأمل» خلال التشغيل المبكر

فريق المحطة الأرضية في دبي (من المصدر)
3 أغسطس 2020 01:44

آمنة الكتبي (دبي)

يعمل 15 مهندساً في غرفة العمليات في المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء، كخلية نحل، لتتبع حركة مسبار الأمل في مرحلة التشغيل المبكر، وضمان أنه في طريقه إلى الكوكب الأحمر في رحلته التي تستغرق سبعة أشهر.
تعمل شبكة «ديب سبيس»، التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، على جعل الاتصال بمسبار الأمل ممكناً من خلال الهوائيات الموزعة في كل من غولدستون بكاليفورنيا، ومدريد في إسبانيا، وكانبيرا في أستراليا، مما يساعد ذلك في الحفاظ على متابعته على مدار 24 ساعة، أثناء دوران الأرض.
وتتلقى شبكة «ديب سبيس» قياسات عن بُعد للمسبار، ومن ثم يتم إرسالها لفريق التحكم في المحطة الأرضية، ويحتاج المسبار خلال رحلته إلى تغيير موضعه من وقت لآخر، حتى يمكنه توجيه ألواحه الشمسية نحو الشمس، بهدف شحن بطارياته، ومن ثم لإعادة توجيه لاقط الموجة الخاص به باتجاه كوكب الأرض، بهدف المحافظة على الاتصال مع مركز العمليات والمراقبة، وسيحتاج المسبار إلى تحديد موقعه بدقة في الفضاء بشكل دائم، ليتمكن من توجيه اللاقط الخاص به باتجاه الأرض، ولهذا يعتمد على مجسات تعقب النجوم، مستخدماً أنماط التجمعات النجمية. بما يشبه، إلى حد كبير، الأسلوب الذي اعتاده البدو والبحارة في قديم الزمان للاستدلال على طريقهم وهم يشقون عباب البحار وفيافي الصحراء.
ويتم استخدام جهاز يسمى تعقب النجوم، لرسم موقع المركبة بجوار النجوم، مما يساعد المسبار في الوصول إلى وجهته، على الرغم من أن نظام الملاحة سلس الآن، ويتم تلقي القياس عن بُعد في غضون ثانية. وستنتقل مهمة المسبار بعد 7 أيام إلى مرحلة أكثر تعقيداً، حيث يتم الاتصال بالمسبار مرتين أسبوعياً، بواقع 6 ساعات لكل نافذة اتصال.
وسيتم اختبار الأدوات العلمية الثلاث؛ التصوير الفوتوغرافي، مطياف الأشعة فوق البنفسجية ومطياف الأشعة تحت الحمراء، في هذه المرحلة، للتأكد من أنها تعمل بشكل صحيح وبكفاءة عالية، وفي نهاية هذه المرحلة، سيقترب المسبار من المريخ بسرعة محددة، وزاوية انحراف دقيقة، حتى يتمكن من الدخول إلى مداره.
ويعمل فريق العمليات في المحطة الأرضية لـ«مسبار الأمل» باستمرار، وهو يشق طريقه نحو المريخ وعلى مدار الأشهر القادمة، على إجراء سلسلة مناورات لتحسين مساره، وتُعرف هذه السلسلة باسم «مناورات تصحيح المسار» وخلال هذه المرحلة، يتم تشغيل الأجهزة العلمية وفحصها للتأكد من أنها تعمل بشكل صحيح، ويتم فحص الأجهزة، بتوجيهها نحو النجوم، للتأكد من سلامة زوايا المحاذاة الخاصة بها، والتأكد من أنها جاهزة للعمل.
وسيتم البدء بإجراء المزيد من الاختبارات، بمجرد اقتراب المسبار من المريخ، وسيتعين على المسبار تقليل سرعته من 120000 كيلومتر في الساعة، إلى 14000 كيلومتر في الساعة، للتحضير للمدار. 
وعمل فريق مسبار الأمل على وضع خطط طوارئ قائمة، كما يضمن الفريق أن اللوحتين الشمسيتين اللتين توفران طاقته، أنها تواجهان الشمس، وذلك بحذر؛ لأن الطاقة الشديدة من الشمس يمكن أن تتلف أنظمة المسبار الفرعية، والأدوات العلمية الرئيسية الثلاثة التي تحملها لدراسة الغلاف الجوي للمريخ. 
وعلى غرار يوم الإطلاق، سيكون إدخال المدار يوماً حرجاً، ومن المتوقع أن يكون هناك تأخير لمدة 20 دقيقة في استقبال القياس عن بُعد من المسبار. وبمجرد وصوله إلى المريخ، ستنتقل المركبة الفضائية بعد ذلك إلى «مدارها العلمي»، حيث ستبقى لمدة عامين لجمع البيانات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©