الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«التربية»: تدريس الفلسفة للطلبة العام المقبل

«الفلسفة» ستنضم إلى حزمة المواد الدراسية (الاتحاد)
26 يوليو 2020 01:03

 إبراهيم سليم (أبوظبي) 

تنفذ وزارة التربية والتعليم حالياً برنامج «تعليم الفلسفة للمعلمين عن بُعد»، تمهيداً لتدريس علم الفلسفة للطلبة بالمراحل الثلاث العام المقبل. ويأتي برنامج تعليم المعلمين المنفذ حالياً انطلاقاً من إيمان الوزارة بأهمية الاستثمار في مجال اقتصاد المعرفة ورأس المال البشري، وبناء اقتصاد عقلاني، وبناء مدرسة وطنية بجودة عالمية تهدف إلى تكوين المواطن الإماراتي المعتز بانتمائه للوطن وللأمة العربية والمجتمع الإنساني. مواطن يقدر ذاته، ويحترم غيره، ويدرك حقوقه وواجباته داخل الدولة ومؤسساتها، كما ينبذ العنف والتعصب.
وكشفت الوزارة عن أن «الفلسفة» ستنضم إلى حزمة المواد الدراسية بداية من العام الدراسي 2020 - ‏‏2021، وستتاح دراستها للطلبة والمهتمين، وستقسم إلى ثلاثة مستويات دراسية.
وقالت وزارة التربية والتعليم، إنه بالنسبة لبرنامج المعلمين، فقد تم عقد 5 جلسات حتى الآن، تناولت موضوع وحدة التفكير الفلسفي: قضايا وإشكالات ما الفلسفة؟ وتم خلال البرنامج توضيح الهدف من تعليم الفلسفة ومقاصدها التربوية، مع عرض فيديو كمدخل لتناول وحدة التفكير الفلسفي، بوصفها الوحدة الأولى المبرمجة في المنهاج المستقل لمادة الفلسفة في المستوى الثالث. وقد تلا عرض الفيديو، تقديم عرضين: تناول الأول الفلسفة وسؤال المعنى، واستعرض قضايا متعددة منها منطلقات للتفكير في وحدة «التفكير الفلسفي»، واستراتيجية إنجاز قضايا الوحدة والوضوح الفلسفي ومواجهة ثقل التقليد،
فيما أوضح الثاني قضايا وإشكالات المضامين النظرية لوحدة «التفكير الفلسفي»، انطلاقاً من المحاور الأساسية الآتية، وهي: نواتج التعلم الخاصة بالوحدة، وشملت ثلاثة محاور «ميلاد الفلسفة، منطق الفلسفة، قيمة الفلسفة».

حدث ثقافي
وأكدت الوزارة، أن إدخال تعليم الفلسفة في النظام التربوي الإماراتي، لا يمكن اعتباره حدثاً تربوياً اعتيادياً، إنه حدث ثقافي وفكري يعبر عن تحول في الرؤية الاستراتيجية الرسمية لاستكمال بناء المواطن الإماراتي، المستقل في تفكيره والمتوازن في عناصر شخصيته، يجمع داخل وحدة كلية متجانسة بين ما هو عالمي في الثقافة الإنسانية، وكل ما تحويه ثقافته الوطنية. يعبر هذا الحدث التأسيسي عن إرادة سياسية وثقافية تريد لهذه الدولة ومواطنيها أن يواصلوا السير قدماً على درب تعزيز الريادة والابتكار في المجالات العلمية والاقتصادية والتربوية، فلا غرابة أن تكون مادة الفلسفة تتويجاً لمسارات تفكير الطالب الإماراتي وتهييئاً له للانخراط الواعي في قضايا مجتمعه والإنسانية عامة.

ترسيخ الهوية
وتهدف الوزارة، بتدريس مادة الفلسفة، إلى تحقيق عدد من الأهداف من بينها ترسيخ الهوية الإماراتية وإغنائها بالانفتاح العقلاني على الثقافات الإنسانية، واعتبار التفكير حقاً ذاتياً لا يقبل التفويض أو التأجيل أو التعطيل، وتقبل الآخر واحترامه واحترام آرائه والقدرة على مجادلته من دون تعصب أو عنف أو تبعية، واحترام قيم المجتمع الإماراتي الضامنة لتماسكه وتطوره، والتوافق والانسجام مع الرؤية المستقبلية للدولة ومخططاتها. وانخراط الطالب بشكل إيجابي في مجاله المحلي والعالمي.
كما يهدف البرنامج إلى تطبيق قيم العدالة والإنصاف وربط المحاسبة بالمسؤولية بشفافية، واستقبال المعاني وإنتاجها بشكل واعٍ وواضح، وفك رموز الخطابات من حيث مسلماتها ومضمراتها ورهاناتها، والانفتاح على قيم الجمال والخير والصدق والمواطنة وحقوق الإنسان في بعديها المحلي والكوني، وإكساب الطالب القدرة على النظرة الكلية للثقافة الإنسانية في أبعادها المتعددة، والمساهمة في تكوين شخصية مستقلة ومتوازنة ومتفتحة للطالب الإماراتي، تقوم على معرفته لذاته، ولغته وتاريخ وطنه وتطورات مجتمعه.
وإعداد الطالب الإماراتي للانخراط الإيجابي في تحقيق نهضة وطنية شاملة: اقتصادية وعلمية.

مرتكزات منهاج الفلسفة 
تتضمن المرتكزات الرؤية الاستراتيجية للمواطن الإماراتي، حاضراً ومستقبلاً، وإدخال تعليم الفلسفة في المنظومة التربوية الإماراتية، والمساهمة في تكوين شخصية متوازنة مستقلة وعقلانية، وتعزيز ثقافة الريادة والابتكار في مجالات الاقتصاد والفكر والتربية، ومهارات القرن Soft-power skills مهارات القوة الناعمة.

مبادئ المنهاج
ويتميز الطابع التركيبي للمنهاج، وهو جعل مادة الفلسفة متفاعلة أفقياً ورأسياً مع مختلف المواد الدراسية المقررة في النظام التربوي، والبساطة والتدرج على مستوى اختيار المهارات والقدرات التربوية المستهدفة، وكذلك المضامين والأنشطة التعلمية وأساليب التقويم، واختيار المسار اللولبي، والعمل بمدخل تربوي وتطوير نمائي، على مستوى مختلف الكفايات والقدرات والمضامين المستهدفة من عملية التعلم.

الحلقة الأولى.. «الاكتشاف»
ويتضمن منهاج الفلسفة في الحلقة الأولى «الاكتشاف والعرف».. وفي هذه المرحلة تكون مرحلة اكتشاف الخطاب الفلسفي والتعرف على بعض أدواته المنهجية، من خلال ورشات فلسفة - فن «الرسم، لعب الأدوار، صناعة الدمى، الارتجال الفردي والجماعي، وتطبيق المنهجية الهوليستيكية التي تقوم على التعبير التلقائي عن تجربة وعي الطفل في حالة الاشتغال بحواسه وجسده، «من الإدراك الحسي إلى الإدراك العقلي».
الحلقة الثانية.. «الاستئناس»
وتتضمن مرحلة الفلسفة والحكاية، وهي مرحلة التعرف على خطاب حامل لقيم فكرية وأخلاقية «حكايات خيالية»، ومرحلة الفلسفة والحوار، وفيها ينفتح الطالب على التفكير في حوار داخل العائلة حول قضايا المعيش اليومي والتي تلامس مفاهيم ذات طابع فلسفي.

الحلقة الثالثة.. «التمرس والإبداع»
وهي مرحلة التمرس بآليات التفكير الفلسفي من خلال مواجهة الخطاب الفلسفي عبر نصوصه وأطروحاته، ثم إنتاج كتابة فلسفية شخصية انطلاقاً من مشكلة ذات طابع فلسفي، ويمكن تقسيم هذه المرحلة إلى فترتين: الصفوف 9 و10 و11، والصف 12.

تطوير المهارات  
تعليم الفلسفة ومهارات التفكير المنهجي، إذ إن الفلسفة هي إعمال للعقل وتربيته وتهذيبه، ونبذ العنف بكل أشكاله ومستوياته، وخاصة تطوير مهارات القرن الـ 21، كالتسامح والحوار مع الآخر، وقبول الاختلاف، والانفتاح على العالم والتفوق حول الذات، وإنتاج الحقائق المبنية ومواجهة المعرفة الساذجة، والريادة والشجاعة، والإبداع الفكري والفني، وممارسة الحرية المسؤولية، والإبداع والابتكار، والتفكير المستمر في الذات وتقويتها بحضور الآخر، وتقوية مناعة الذات وتحصينها تجاه كل خطاب يهدد عناصر هويتها عوض الاستسلام لخطابات الهيمنة والعولمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©