الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات والصين تعززان التعاون في سياق تحولهما نحو الاقتصاد الرقمي

الإمارات والصين تعززان التعاون في سياق تحولهما نحو الاقتصاد الرقمي
18 يوليو 2020 16:50

أجمع متحدثون رفيعو المستوى، خلال المعرض الرقمي الأول للتجارة والاقتصاد، بأن التجارة الثنائية بين الصين والإمارات ستواصل النمو في السنوات المقبلة؛ بفضل العلاقات التجارية القوية بين البلدين والتعاون المستمر بين شعبيهما في ظل انتقالهما نحو الاقتصاد الرقمي، معبرين عن تفاؤلهم بأن الظروف الراهنة الناجمة عن «كوفيد- 19» مجرد عقبة مؤقتة، وأن البلدين سيحققان التعافي معاً قريباً. واستضافت المعرض وزارة الاقتصاد والمجلس الصيني لترويج التجارة الدولية وتنظمه «هلا بالصين»، بالشراكة مع مجموعة مركز الصين الدولي للمعارض، وتحدث من الجانب الإماراتي معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، وسعادة الدكتور محمد الزرعوني الأمين العام لمجلس المناطق الحرة بدبي، وهدى بوحميد عضو مجلس إدارة هلا بالصين من بين آخرين، وحضر أكثر من 300 من كبار الشخصيات والضيوف، عن بُعد، من جميع أنحاء الصين والإمارات، في أول حدث افتراضي من نوعه. ويتطلع المعرض في نسخته الأولى إلى تحقيق إنجاز رقمي، بوجود أكثر من 3000 جهة عارضة تسلط الضوء على أحدث منتجاتها افتراضياً، عبر تقنية الواقع المعزز ثلاثي الأبعاد، لتسريع جهود البلدين في تعزيز التجارة بينهما.
وخلال كلمته، قال معالي الدكتور الزيودي: تمثل دولة الإمارات الشريك التجاري الأهم للصين في العالم العربي، وتساهم بـ 28% من إجمالي التجارة غير النفطية بين الصين والدول العربية، وتستضيف دولة الإمارات حالياً أكثر من 4000 شركة صينية، بما يشمل الشركات الموجودة في المناطق الحرة، كما سُجلت 404 وكالات تجارية و 8782 علامة تجارية صينية في دولة الإمارات، اعتباراً من عام 2019.
وبدأ حفل افتتاح المعرض الذي استضافه تشانغ شينفنغ نائب رئيس المجلس الصيني لترويج التجارة الدولية، بكلمة سعادة غاو يان رئيسة المجلس الصيني لترويج التجارة الدولية، قالت خلالها: يعد هذا المعرض دليلاً عملياً على طريق التعافي الذي تسير عليه الإمارات والصين، وقد ساهمت الصين بأكثر من 30% في الاقتصاد العالمي أثناء قيادتها لمبادرة الحزام والطريق، وكعضو في منظمة التجارة العالمية وإذ فرض الوباء توقفاً مؤقتاً فقط على العالم، فإن هذه المبادرة تتزامن مع استعداد العالم لفتح الشركات مرة أخرى.
وقال سعادة ني جيان، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة في كلمته: يجمعنا تاريخ مشترك منذ أكثر من ألفي سنة، وتعززت وتوطدت أواصر العلاقة الثنائية في ظل الزيارات المتبادلة لكبار المسؤولين في البلدين الصديقين.
وأضاف: يمنحنا هذا المعرض فرصة لزيادة تجارتنا الثنائية عبر مختلف القطاعات مثل المدن الذكية والتعليم والسفر والسياحة، وتعد الإمارات سابع أكبر شريك تجاري للصين، وواصلت الصين الحفاظ على مكانتها كأكبر شريك تجاري للإمارات.
بدوره، رحب سعادة الدكتور علي عبيد الظاهري، سفير الدولة لدى جمهورية الصين الشعبية، بالمشاركين في أول معرض تجاري رقمي، وأشاد بالتزام كلا البلدين بالتجارة الثنائية وتنمية العلاقات، على الرغم من الأزمة الحالية.
وقال السفير الظاهري: إن الاقتصاد الرقمي العالمي يزداد قوة في هذا الوقت، حيث انتقلت الكثير من الأنشطة إلى الإنترنت خلال أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، وقد لعبت تدفقات البيانات وتقديم الخدمات الرقمية، وخاصة عبر الحدود، دوراً حاسماً في الاستجابة للوباء ومن التسوق إلى الثقافة وممارسة الأعمال التجارية والتواصل الاجتماعي، تعلمنا دروساً سنمضي بها قدماً، مما يجعل المعرض الرقمي الأول للتجارة والاقتصاد بين الصين والإمارات في المكان والزمان المناسبين. ومن جانبها، لفتت هدى بوحميد عضو مجلس إدارة هلا بالصين، خلال كلمتها، إلى أنه بين عامي 2018 و2019 نمت التجارة الثنائية بين الصين والإمارات بنسبة 16% لتتجاوز 184 مليار درهم وفي المقابل، تعد جهود الإمارات المتواصلة لتنويع اقتصادها عاملاً هاماً في هذه العلاقة التجارية، ففي عام 2019 ارتفعت صادرات الإمارات غير النفطية إلى الصين من 5.1 مليار درهم، إلى 8.4 مليار درهم. وتعليقاً على مشاركة طيران الإمارات في المعرض الرقمي، قال أورهان عباس نائب رئيس أول العمليات التجارية لمنطقة الشرق الأقصى في طيران الإمارات: إن الصين سوق مهمة جداً لنا، وتشكل جزءاً حيوياً من شبكة خطوطنا؛ فقد كانت طيران الإمارات أول ناقلة جوية تطلق خدمة من غير توقف بين الشرق الأوسط والصين، فقد بدأت عمليات شحن إلى شنغهاي في عام 2002، تلتها خدمات الركاب في عام 2004، ونحن سعداء بالمشاركة في هذا المؤتمر، ونتطلع إلى مواصلة خدمات الشحن واستئناف رحلات الركاب إلى الصين قريباً.
وأضاف أورهان عباس: منذ أن بدأنا عملياتنا إلى الصين قبل 15 عاماً، نقلنا نحو 16 مليون مسافر من وإلى دبي، ونوفر الآن سعة شحن في كلا الاتجاهين تزيد على 2000 طن من خلال 11 رحلة شحن أسبوعياً، وساهمت خدماتنا للشحن والركاب بشكل كبير في تعزيز العلاقات التجارية والسياحية القوية والمتنامية بين الصين ودولة الإمارات العربية المتحدة، وسوف يتواصل نمو هذه العلاقات في العقود القادمة، ولقد واصلنا خلال انتشار الجائحة تطوير منتجاتنا وخدماتنا لتسهيل حركة البضائع بين الصين ودولة الإمارات، ودعمنا حركة الاستيراد والتصدير، ما ساهم في دعم الاقتصادات العالمية والمحلية، ومع وجود أكثر من 4000 شركة صينية مسجلة في دبي وما يقدر بنحو 200 ألف مواطن صيني، فإننا على استعداد تام لخدمة عملائنا بمنتجات وخدمات السفر والشحن لتلبية متطلباتهم.
وقد وصلت قيمة الاستثمارات الصينية المباشرة في الإمارات إلى 2.4 مليار درهم بين يناير وسبتمبر 2019، بزيادة سنوية قدرها 171%، ويغطي أحد المنتديات الهامة في المعرض موضوع الاستثمار والمناطق الحرة. وبدوره قام لي يوفي، نائب المدير العام لمكتب ميناء التجارة الحرة بميناء هاينان للتجارة الحرة الذي يعد أكبر منطقة حرة في الصين، بالتعريف بخدمات المنطقة الحرة، وأعلن عن منظومة داعمة للأعمال.
وقال: نهدف إلى دعم وترويج نمو التجارة الحرة والاستفادة من الفرص المميزة، وقد شهدنا خلال أول خمسة أشهر زيادة بنسبة 142% في تسجيلات الشركات الجديدة، ولكي نسهم في تلبية متطلباتنا، نشجع مشاركة الشركات المحلية، ونطبق سياسة صفر ضرائب على التجارة ولتشجيع التجارة الخارجية، فإننا نسمح بإعفاءات على التأشيرات لمواطني 59 دولة بإمكانهم الزيارة من دون تأشيرة لمدة ثلاثة أيام.
ومن جانبه، سلط سعادة الدكتور محمد الزرعوني الضوء في كلمته على المرونة المستمرة للتبادل الاقتصادي خلال الأزمات، لافتاً إلى أنه في عام 2019، شهدت المناطق الحرة بدبي نمواً سنوياً في حجم التجارة الكلي بنسبة 11%، وبلغت قيمة التجارة في المناطق الحرة 596 مليار درهم؛ أي نحو 43% من إجمالي حجم التجارة في دبي خلال هذه الفترة، وتعتبر الصين أكبر شريك تجاري لدبي، حيث تجاوز إجمالي حجم التجارة معها 107 مليارات درهم، وفي ظل وجود 45000 شركة تعمل في المناطق الحرة في أنحاء دبي وتوظف نحو 390 ألف شخص، فإن المناطق الحرة تشكل 33% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة.
ومن ناحيته، استعرض هي كايلونج رئيس شركة مجموعة مركز الصين الدولي للمعارض، أمام المشاركين، تقنية الإضاءة ثلاثية الأبعاد التي تسهل عرض المنتجات من قبل العارضين والمتوفرة بشكل مجاني لجميع المسجلين، واستعرض كايلونج قدرات التكنولوجيا التي تبناها المعرض للاجتماعات الافتراضية، بناءً على بيانات حللها النظام. وتسلط الفعالية الافتراضية، المستمرة لسبعة أيام، الضوء على الفرص الناشئة في المدن الذكية، والبيانات الضخمة، وتوفير الطاقة والمركبات العاملة بالطاقة الجديدة، والزراعة الحديثة، والمناطق الحرة، والتمويل والاستثمار، ومواد البناء الجديدة، والأقمشة والأزياء، والتعليم، وإمدادات الرعاية الصحية، والسياحة والسفر، وذلك عبر سلسلة من المعارض والحوارات الافتراضية، باستضافة متحدثين رئيسيين.
 
 

المصدر: وام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©