الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«صفر وفيات» بـ«كورونا» في الإمارات خلال 24 ساعة.. محمد بن زايد: النتائج مبشرة والتحدي مستمر

«صفر وفيات» بـ«كورونا» في الإمارات خلال 24 ساعة.. محمد بن زايد: النتائج مبشرة والتحدي مستمر
16 يوليو 2020 00:30

سامي عبد الرؤوف، منى الحمودي (أبوظبي، دبي)

أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عدم تسجيل أي حالة وفاة جراء فيروس «كورونا» المُستجد في الإمارات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأشاد سموه بالكادر الطبي في الدولة والتزامه وجهوده في مكافحة فيروس «كورونا»، وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تغريدة على «تويتر»: «بفضل الله وتوفيقه ثم بجهود خط الدفاع الأول وتفانيهم، وبالالتزام المسؤول من أفراد مجتمعنا.. نعلن عدم تسجيل حالات وفاة بسبب «كوفيد - 19» في دولة الإمارات خلال آخر 24 ساعة.. هذه نتيجة مبشرة لنا جميعاً.. التحدي مستمر ونحن بحاجة إلى مواصلة التقيد بالإجراءات الاحترازية».
من جانبهم، أكد مسؤولون بالقطاع الصحي الحكومي والخاص بالدولة، أن تحقيق دولة الإمارات «0» حالات وفاة بسبب فيروس «كورونا» المستجد خلال الـ 24 ساعة الماضية، انعكاس لمنظومة متكاملة من الرعاية الصحية وتوفير الإمكانيات اللازمة وتضافر الجهود.
وأشار هؤلاء المسؤولون، الذين تحدثوا لـ «الاتحاد»، إلى أنه خلال الأيام الماضية زادت نسب تحسن المؤشرات في انحسار المرض في جميع إمارات الدولة، وقالوا: «دولة الإمارات أصبحت مثالا يحتذى به عالمياً، وفاقت أكبر دول العالم من حيث التقنيات والكوادر الطبية والفرق المساندة على أعلى المستويات، مما ساعد على احتواء المرض وجعله يضعف وينحسر يوما بعد يوم».
وتوقعوا أنه في ظل التوجيهات السامية من القيادة الرشيدة، وفي ضوء الجهود التي تبذلها وزارة الصحة ووقاية المجتمع والهيئات الصحية في الدولة، أن تتصاعد نسبة التعافي بشكل ملحوظ خلال الأيام والأسابيع القادمة للوصول إلى الهدف المنشود «0» وفيات وصفر إصابات.
كما توقعوا حدوث انخفاض مستقبلي في أعداد المصابين، لوجود رقابة صارمة وشاملة على كل المستويات ومتابعة تغيرات المرض وجاهزية المستشفيات، والتزام الجميع في كل ما تفرضه الدولة من لوائح للسيطرة على مرض «كورونا».

دعم القيادة 
في البداية أكد الدكتور أنور سلام المدير التنفيذي لدائرة الشؤون الطبية في شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» أن عدم تسجيل حالات وفاة في دولة الإمارات، خلال آخر 24 ساعة يُعد تتويجاً للدعم اللامحدود الذي قدمته لنا حكومتنا الرشيدة، وتحصيلاً لثمار الجهود العظيمة التي قامت بها كوادرنا الطبية والتمريضية والإدارية.
وقال سلام: إن «خط دفاعنا الأول واجهوا هذه الجائحة بعزيمة لا تلين، ونبارك لجميع العاملين في القطاع الصحي هذا الإنجاز الكبير، الذي إن دل على شيء فإنما يدل على تضافر الجهود المخلصة، والتفاني في أداء الواجب تجاه مجتمع دولة الإمارات».
وأشار إلى أن جميع العاملين في شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» يعاهدون الله، ثم القيادة الرشيدة على مواصلة مسيرة التصدي لهذه الجائحة جنباً إلى جنب مع زملائهم في القطاع الصحي في دولة الإمارات، حتى يتم القضاء على هذا الفيروس بشكل تام.

تكامل وتكاتف 
من جهتها، قالت الدكتورة نوال الكعبي، رئيس اللجنة الوطنية السريرية لـ «كوفيد- 19»، المدير التنفيذي للشؤون الطبية في مدينة الشيخ خليفة الطبية التابعة لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»: إن «النتائج المهمة التي وصلت إليها دولة الإمارات في مواجهة فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، والمتمثلة بعدم تسجيل حالات وفاة خلال الـ 24 ساعة الماضية، يقف وراءها الدعم الكبير للقيادة الرشيدة للقطاع الصحي والعاملين فيه، والتشجيع الذي لقيه جميع العاملين في خط الدفاع الأول لمواجهة الفيروس».
وأضافت: «الإجراءات التي اتخذتها دولة الإمارات بتوجيهات من القيادة، والدعم المباشر من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للقطاع الصحي، كان لها أبلغ الأثر في السيطرة على انتشار الفيروس، والوصول إلى نتيجة صفر في حالات الوفاة».
وقالت الكعبي: «ستنتصر دولة الإمارات على الفيروس ونتطلع للإعلان قريباً عن صفر حالات إصابة»، موضحة أن الوصول للنتائج المبشرة في التعامل والسيطرة على فيروس «كورونا» في دولة الإمارات، جاء كذلك نتيجة لاستشعار كل من يعيش على أرض الإمارات للمسؤولية، والتزام الجميع بالإجراءات الوقائية والاحترازية التي أعلنتها الجهات المختصة.
وأكدت الكعبي، أنه بمواصلة الالتزام، فإن جميع أفراد المجتمع سيتمتعون بالنتائج الإيجابية لهذا الالتزام، ويحتفلون جميعاً بالانتصار على الفيروس قريباً.

مقومات التقدم 
بدوره، قال شريف بشارة الرئيس التنفيذي للمستشفى الأميركي في دبي: «لقد أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة قدرتها على التعامل مع جائحة (كورونا) من ناحية تطبيق أفضل معايير العناية الطبية العالمية».
وأضاف: «هذا الأمر انعكس إيجابياً على نسبة التعافي بين المصابين وقلة عدد الوفيات مقارنة بدول أخرى كثيرة، ولا شك أن تطبيق الطرق العلاجية المبتكرة لعلاج هذه الجائحة، لعب دوراً بارزاً في زيادة نسبة المتعافين».
ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه البنية التحتية الصحية وقوانين اعتماد العلاجات المبتكرة، إلى جانب الرؤية الاستشرافية لقيادة دولة الإمارات وتأسيس بنية تحتية رقمية متطورة، والتي لعبت دوراً أساسياً في الاستباقية والجاهزية في إدارة أزمة فيروس «كورونا» المستجد بطرق حديثة، أدت للإعلان عن صفر وفيات في آخر 24 ساعة.

وذكر الرئيس التنفيذي للمستشفى الأميركي في دبي، أن الإمارات كانت من أوائل الدول التي بادرت إلى استخدام البلازما لعلاج الحالات الحرجة، بالإضافة إلى العلاج بالخلايا الجذعية باعتباره علاجاً مسانداً لتعزيز مناعة المرضى.
وقال: «كل ذلك انعكس بشكل ملحوظ إيجابياً على نسبة التعافي، ويجب الإشارة هنا إلى أهمية اتباع الإرشادات الصادرة عن الجهات الصحية، لا سيما مسألة التباعد الجسدي وارتداء الكمامات وتقليل الخروج من المنزل قدر المستطاع».
وأضاف: «كل ذلك كان له دور كبير في خفض عدد الإصابات والوصول إلى الحالة صفر على مستوى الدولة».
وشدد بشارة على أن هذا الهدف لا يمكن الوصول إليه فقط من خلال الإجراءات التي تتخذها الوزارة والهيئات الصحية، وإنما يعتمد تحقيق هذا الهدف بالدرجة الأولى على الوعي المجتمعي، فمن دون هذا الوعي سيكون من الصعب، بل والمستحيل خفض أعداد المصابين إلى الحالة صفر، لذلك يجب على الجميع الالتزام بالإجراءات الوقائية المعتمدة من قبل وزارة الصحة ووقاية المجتمع.
ووصف بشارة، نسبة التعافي العالية في دولة الإمارات، بأنها «جيدة جداً» مقارنة بالنسب العالمية والمعنيون في الدولة يقومون بجهود حثيثة لزيادة هذه النسبة خلال الأسابيع القليلة القادمة.

الكشف المبكر 
من جهتها، أكدت الدكتورة ريم عثمان، الرئيس التنفيذي لمجموعة مستشفيات السعودي الألماني- الإمارات، أن تحقيق دولة الإمارات 0% حالات وفاة بسبب فيروس «كورونا» المستجد، خلال آخر 24 ساعة «أمس»، نتيجة مشجعة للغاية ومؤشر على تحسن متوقع خلال الأيام المقبلة في انخفاض عدد حالات الوفاة في حال حدوثها، واستمرار السيطرة على معدلات الإصابة الجديدة، بالإضافة إلى قلة عدد حالات المرضى الموجودين على أجهزة التنفس الصناعي. وقالت الدكتورة ريم عثمان: «يقف وراء هذا النجاح، وما تحقق في مختلف المؤشرات المتعلقة بمكافحة مرض «كوفيد- 19»، الكثير من المقومات التي تثبت قدرة حكومة دولة الإمارات على مواجهة هذا التحدي بكفاءة عالية، وبالاعتماد على كوادرها الوطنية في الصف الأول، وبالتزام شعبها وتعاونهم مع مختلف الإجراءات والقرارات الاحترازية.
وأشارت إلى أن من أبرز المقومات التي ساعدت على انخفاض حالات الوفيات بسبب «كورونا» في الدولة، الكشف المبكر عن الإصابة، حيث تحتل المركز الأول عالمياً في عدد فحوصات «كوفيد- 19» للفرد، وذلك بعد تجاوز حاجز الـ 4.268 مليون فحص خلال فترة زمنية قياسية، بعد ارتفاع متوسط الفحص اليومي في الإمارات من 25 ألف فحص إلى أكثر من 40 ألف فحص حالياً.
ولفتت إلى أهمية الإجراءات التي اتخذتها الدولة للتعامل مع فيروس «كورونا»، وتكامل وتوزيع الأدوار على المستويين المحلي والاتحادي من جهة، وبالتعاون مع القطاع الصحي الخاص من جهة ثانية، بالإضافة إلى تعزيز دور مراكز الأبحاث العلمية والطبية.

عوامل النجاح 
قال الدكتور مروان الكعبي، المدير التنفيذي للعمليات بالإنابة في شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»: إن «النتائج المتميزة التي وصلت إليها دولة الإمارات في مواجهة فيروس «كورونا» المستجد «كوفيد- 19»، والتي تكللت بعدم تسجيل حالات وفاة خلال آخر 24 ساعة، جاءت بفضل من الله تعالى وتوفيقه أولاً، ومن ثم بالدعم اللامحدود للقيادة الرشيدة».
وأشار إلى أن القيادة الرشيدة وضعت كل الإمكانيات تحت تصرف القطاع الصحي، ووفرت كل الدعم لهذا القطاع من أجل تأدية واجبه والقيام بدوره في مواجهة الجائحة.
وقال الكعبي: إن القيادة والإرادة عاملان مهمان من عوامل نجاح عمليات الاستجابة في دولة الإمارات لمكافحة فيروس «كورونا»، وبمشيئة الله ستواصل دولة الإمارات تحقيق التقدم في التصدي لهذا الوباء العالمي، وسوف تنجح في القضاء عليه».
وأضاف أن دولة الإمارات واجهت انتشار الفيروس بحكمة وصبر، ووضعت الخطط والاستراتيجيات للتعامل مع الجائحة، واستفادت كذلك من التجارب العالمية الناجحة، والحمد لله تمكنت وفقاً للخطط الموضوعة، وباستخدام بروتوكولات العلاج المدروسة، من تحقيق نتائج إيجابية جداً».

المعايير العالمية 
أرجع الدكتور عثمان البكري، الرئيس الطبي ونائب المدير التنفيذي لمجموعة إتش «إم أس العالمية» ومستشفى القرهود بدبي، ما وصلت إليه دولة الإمارات، إلى التزام الدولة في تجهيز المستشفيات الحكومية والخاصة، وجاهزيتها الفنية والتقنية والتيقن من قدرتها على مجابهة هذا المرض.
وقال: «لقد كانت هذه هي نقطة البداية، والتي من خلالها قرر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات ستقوم بعلاج جميع المقيمين والسائحين، وكذلك مخالفي الإقامة على أرض هذا الوطن، مما خلق ارتياحاً من الجميع والتزامهم بكل قرار تتخذه الدولة للمحافظة على صحة الجميع».
ولفت البكري إلى إسراع الدولة بتجهيز مختبرات حكومية على أعلى مستوى من التقنيات الطبية الحديثة، بالإضافة إلى وجود مختبرات لدى القطاع الخاص لا تقل جودة عن مثيلاتها من مختبرات المستشفيات الحكومية، ووجود كوادر طبية ضمت استشاريين وأخصائيين في العناية المركزة، وازدياد عدد الأسرة بالعناية المركزة على مستوى الدولة.
ونوّه بإنشاء مستشفيات ميدانية على مستوى الدولة زادت عن عشرة آلاف سرير على أعلى مستوى من الجودة، والتي واكبت أكبر دول العالم من حيث التجهيزات والالتزام بالمعايير الدولية التي تصدر عن منظمة الصحة العالمية، مع تكاتف الجميع والتزام المواطنين والمقيمين وحنكة القائمين على مجابهة هذا المرض وتحديد الأولويات في طرق العلاج.
وأشار البكري إلى توفير غرف عناية مركزة أشرف عليها استشاريو وأخصائيو عناية مركزة على أعلى المستويات، وضمت أجهزة تنفس كثيرة وفنيين متمرسين على تشغيلها، مع التزام كامل من جميع المواطنين والمقيمين بما تقرره الدولة من تعليمات صارمة جعلت الجميع يلتزم بها لثقتهم في حكومتهم. وأفاد بأنه نتيجة لهذه النجاحات تم إغلاق المستشفيات الميدانية، وتخفيض فنادق العزل، وأغلقت جميعها تدريجياً، حيث خصصت لعلاج المرضى المصابين، والذين حالتهم مستقرة دون أعراض جانبية، وكانت كمستشفيات عزل. وقال البكري: «ونتيجة لانخفاض حالات الإصابة عادت المستشفيات الحكومية والخاصة إلى العمل الطبيعي لها قبل انتشار المرض، كمستشفيات خالية من «كورونا» وتمارس الآن عملها بفعالية كاملة مع جاهزيتها لأي أمر يحدث».
وأكد البكري أن العديد من دول العالم بدأت تحذو حذو الإمارات في كل ما قامت به للسيطرة على هذا المرض، وتطبيق برامج العلاج المتقدمة بالإمارات وما اتخذته الدولة من قوانين صارمة أوصلت البلاد إلى بر الأمان وصفر وفيات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©