الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ضوابط وقواعد لاستخدام الاختبارات المصلية لـ «كورونا»

الفحوص المصلية ستلعب دوراً كبيراً في رصد جائحة «كورونا» (أرشيفية)
28 يونيو 2020 01:25

سامي عبد الرؤوف (دبي) 

أكدت اللجنة العلمية الطبية التي أعدت الدليل الإرشادي للفحص المصلي لـ«كوفيد - 19»، إمكانية استخدام الفحوص المصلية لمصابي فيروس «كورونا» المستجد، لتحديد أهلية التبرع ببلازما الدم من المرضى الذين تعافوا، ليستفاد منها في علاج المصابين الحاليين، مشيرة إلى إمكانية استخدام الفحص المصلي في التجارب المخبرية.
أشارت اللجنة، في هذا الدليل الذي أعدته الجهات الصحية في الدولة، إلى أن من أهم فوائد استخدام الفحوص المصلية لمصابي «كورونا»، تشخيص المرضى الذين ليست لديهم أعراض، وتحديد من لديهم مناعة ضد الفيروس، وبالتالي لا يحتاجون إلى تطعيم في حال التوصل إليه لاحقاً.
وحدد الدليل ضوابط وقواعد استخدام الاختبارات المصلية لفيروس «كورونا» المستجد «كوفيد - 19»، في الرعاية السريرية والصحة المهنية والتطبيقات الوبائية والبحثية. 
 وأشار الدليل إلى أن الاختبارات المصلية التي تمت الموافقة عليها من قِبل إدارة الأغذية والدواء الأميركية FDA أو التي تم منحها إذن استخدام الطوارئ (EUA) من الإدارة نفسها، وتُعد مجموعات الفحص «أداة الفحص» التي تحمل علامة CE «المطابقة الأوروبية» مقبولة طالما كانت هناك أدلة على أنه تم التحقق من المجموعة من خلال هيئة تقييم المطابقة المستقلة.
وأوضح الدليل أنه تم تطوير الأساليب المصلية، وستكون لها استخدامات مهمة للصحة العامة والسريرية لرصد جائحة «كوفيد - 19» والاستجابة لها، مشيراً إلى أن المقاييس المصلية لفيروس «كورونا»، تتمتع الآن بترخيص استخدام الطوارئ (EUA) من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، التي راجعت أداءها بشكل مستقل.
وأكد الدليل أهمية تقليل نتائج الاختبار الإيجابي الكاذب، عن طريق اختيار مقياس ذي خصوصية عالية (أكبر من 99.5 %)، واختبار السكان والأفراد الذين لديهم احتمال مرتفع للتعرض السابق لفيروس «كورونا».
وأشار الدليل إلى أنه غالباً ما تصبح الأجسام المضادة قابلة للكشف بعد أسبوع إلى 3 أسابيع من ظهور الأعراض، وفي ذلك الوقت تشير الأدلة إلى أن العدوى من المحتمل أن تنخفض بشكل كبير، وأن درجة معينة من المناعة للعدوى المستقبلية قد تطورت.
ولفت الدليل إلى أنه يمكن أن تساعد فحوص الأجسام المضادة المصلية في تشخيص حالات عدوى «كوفيد - 19» القديمة في حال إذا كانت نتيجة فحص RT-RCR سلبية، وبالتالي يمكن تتبع انتشار المصل في المجتمع، ويمكن أن يدعم ذلك قرارات العودة للعمل مستقبلاً، ويمكن أيضاً استخدام فحوص الأمصال لتحديد أهلية التبرع بالبلازما من المرضى الذين تعافوا من مرض «كوفيد - 19»، كما أن له قيمة كبيرة في الدراسات الوبائية لوباء فيروس «كورونا». 
وحدد الدليل 5 أنواع للفحوص المصلية هي: اختبارات نقطة الرعاية (POCT)، وفحوص الممتص المناعي المرتبط بالإنزيم (ELISA) «متعدد الخطوات، النوعي، وشبه النوعي»، والمقاييس المناعية الكيميائية (CLIMA) (متعددة الخطوات، النوعية، شبه الكمية، الكمية)، وفحوص التحييد أو المعادلة، وفحوص تحييد الكشف عن الأجسام المضادة، إلا أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية لم تسمح حتى الآن باستخدام اختبارات التحييد فيروس «كورونا».
وأوضحت اللجنة العلمية والطبية التي أعدت الدليل، أن الأجسام المضادة لفيروس «كورونا» الذي يسبب مرض «كوفيد - 19»، تبدأ في التطور بعد حوالي 6 إلى 10 أيام من الإصابة بالعدوى، حيث تظهر (IgM)، وهي الأجسام المضادة أثناء الإصابة الحديثة، تبلغ ذروتها بعد 12 إلى 15 يوماً تقريباً من الإصابة بعدوى الفيروس، وتستمر بكميات كافية لمدة 35 يوماً، وبعد ذلك تنخفض الكمية بسرعة. 
فيما لوحظ أن (IgG)، وهي الأجسام المضادة التي تستمر لفترة طويلة، تصل إلى الذروة بعد 17 يوماً تقريباً من الإصابة بهذا الفيروس وتستمر لمدة 49 يوماً على الأقل.
ووضعت اللجنة توصيات عدة في الدليل أهمها، النصح بإجراء فحوص بأداة فحص ذات حساسية أكثر من 99.5 %، ولا ينصح فريق العمل باستخدام مجموعات POCT؛ لأن المجموعات الحالية المتاحة حتى الآن ليست لها الخصائص والحساسيات المطلوبة.
كما أوصت اللجنة باختبار الأشخاص أو السكان الذين لديهم احتمال كبير للاختبار الأولي لوجود أجسام مضادة، مثل الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الأعراض المتوافقة مع «كوفيد - 19» أو الذين يتعرضون لمناطق أو مؤسسات تعاني تفشي المرض، كما يوصى باستخدام منهج اختبار من خطوتين أو خوارزمية اختبار متعامدة لزيادة القيمة التنبؤية. 
وقالت اللجنة: «إنه لا يوصى باختبار الأجسام المضادة الـ(IgA)، حتى يتوافر مزيد من المعلومات حول ديناميكيات الكشف عن (IgA) في المصل، كما يجب طلب إجراء الفحص المصلي كطريقة للمساعدة في تحديد التشخيص عندما يكون هناك مرضى سابقون بـ(كوفيد - 19)، أو في المرضى الذين يعانون مضاعفات متأخرة لهذا المرض، مثل متلازمة الالتهابات المتعددة في الأطفال».
وشددت اللجنة على أنه لا ينبغي استخدام الاختبارات المصلية لتشخيص عدوى «كوفيد - 19» الحادة أو لاستبعاد العدوى في المرضى الذين يعانون العرض السريري المتوافق مع هذا المرض، ولا يجب استخدام نتائج الاختبارات المصلية لاتخاذ قرارات بشأن تجمع الأشخاص المقيمين في البيئات الجماعية أو دخولهم إليها، مثل المدارس أو أماكن النوم المشتركة أو المرافق الإصلاحية.
وأكدت اللجنة أنه لا ينبغي استخدام نتائج الاختبارات المصلية لاتخاذ قرارات بشأن إعادة الأشخاص إلى مكان العمل مستقبلاً، ويجب عدم استخدام نتائج الاختبارات المصلية لتشخيص الالتهابات الحاد، كما لا ينبغي استخدام الاختبارات المصلية لإصدار جوازات مناعة للأشخاص حتى يتم إثبات وجودها ومتانتها ومدتها.
وشددت لجنة عمل الدليل، على أهمية تثقيف المجتمع فيما يتعلق بالقيود الحالية على الاختبارات المصلية.
ونصحت اللجنة بكتابة تعليقات معينة عند ظهور نتائج الاختبارات المصلية السلبية نصها: لا تحتوي هذه العينة على أجسام مضادة (IgG) أو (IgM) لفيروس «كورونا»، وأن هذه النتيجة السلبية لا تستبعد عدوى الفيروس، ويوصى بالربط مع عوامل الخطر الوبائية وغيرها من النتائج السريرية والمختبرية للمريض، ولا ينبغي استخدام النتائج المصلية كأساس وحيد لتشخيص أو استبعاد عدوى الفيروس الحديثة أو السابقة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©