السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أكاديمية افتراضية لجودة الحياة في العمل الحكومي

عهود الرومي خلال إطلاق الأكاديمية (من المصدر)
22 يونيو 2020 01:44

دبي (الاتحاد)

 أطلق البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة، الأكاديمية الافتراضية لجودة الحياة في العمل الحكومي، بهدف ترسيخ الفكر المستدام لجودة الحياة وتطبيقاته العملية في مجالات العمل كافة، وبناء قدرات الكفاءات الوطنية من موظفي الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، وإعدادهم وتدريبهم على أسس وآليات تضمين مبادئ جودة الحياة في البرامج والمبادرات والسياسات والخدمات، ما يطور الأداء في الجهات، وينعكس إيجاباً على جودة الحياة في مجتمع دولة الإمارات.
ويأتي إطلاق الأكاديمية ضمن جهود الحكومة لتنفيذ محاور الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031 التي اعتمدها مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في يونيو 2019 التي تتضمن إطلاق أكاديمية جودة الحياة لتتولى تطوير برامج تدريبية عامة وتخصصية بنظام التعلم عن بُعد في مبادئ جودة الحياة في العمل الحكومي، بالتعاون مع أفضل الخبراء والجهات العالمية في هذا المجال، بهدف إعداد وتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية الحكومية المؤهلة لتضمين مبادئ جودة الحياة في صميم العمل الحكومي، بما يسهم في تحقيق الأثر المطلوب في تعزيز جودة الحياة في القطاعات كافة.
وتركز الأكاديمية على 6 مواضيع عملية لتطبيق جودة الحياة في العمل الحكومي، تشمل المفهوم العام لجودة الحياة في العمل الحكومي والسياسات العامة والخدمات الحكومية، وقياس أثر جودة الحياة المستدام، والتميز المؤسسي في جودة الحياة، والجاهزية للمتغيرات المستقبلية في جودة الحياة. 
ويتم تنفيذ برامج الأكاديمية بالتعاون مع أفضل الخبرات الدولية والوطنية، وبالشراكة مع عدد من المؤسسات الدولية المرموقة مثل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وجامعة كولومبيا وهارفرد بزنس ريفيو، ومؤسسة What Works البريطانية.

 جيل من الرواد 
وأكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة الدولة للسعادة وجودة الحياة، مدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء، أن أكاديمية جودة الحياة تجسد توجيهات قيادة دولة الإمارات، وتستلهم رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بترسيخ نموذج حكومة جودة الحياة التي تركز على الفرد والمجتمع، وتترجم فكر سموه القيادي بشكل مستدام وعملي في مجالات العمل الحكومي كافة.
وقالت معاليها: «إن أكاديمية جودة الحياة تمثل أحد المحاور الأساسية في الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031 التي اعتمدها مجلس الوزراء، وتهدف لتأهيل جيل متكامل من رواد جودة الحياة، بالتعاون مع أفضل الخبراء العالميين، ما يشكل إضافة مهمة لتمكين ودعم عمل الجهات الحكومية، وتعزيز أدائها في تحقيق جودة الحياة الشاملة في دولة الإمارات»، مضيفة معاليها أن إطلاق الأكاديمية يأتي بالتزامن مع استعداد دولة الإمارات لمرحلة ما بعد جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19»، خصوصاً أن الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم اليوم تؤكد محورية وأهمية جودة الحياة والمجالات المرتبطة بها في دعم خروج الحكومات والمجتمعات حول العالم من هذه الأزمة بأفضل الطرق.

جلسة تفاعلية افتراضية 
وافتتحت أكاديمية جودة الحياة أول برامجها، بتنظيم جلسة تفاعلية افتراضية بعنوان «جودة الحياة ودور الحكومات»، حضرها أكثر من 500 مشارك من مسؤولي الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والموظفين الحكوميين، وتحدث فيها البروفيسور جيفري ساكس، مدير مركز التنمية المستدامة بجامعة كولومبيا، مدير شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، رئيس المجلس العالمي للسعادة وجودة الحياة الذي أطلقته دولة الإمارات، عن أهمية جودة الحياة في الدول والمجتمعات، خصوصاً في ظل الظروف التي يمر بها العالم، وتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، وأكد أهمية التركيز على جودة الحياة في العمل الحكومي. 
ويعد جيفري ساكس أحد أبرز أساتذة الاقتصاد، ورائداً عالمياً في مجال التنمية المستدامة، وأحد كبار المستشارين لدى الأمم المتحدة، ويشغل منصب مدير مركز التنمية المستدامة في جامعة كولومبيا، وعمل مديراً لمعهد الأرض في الجامعة ذاتها خلال الفترة من 2002 حتى 2016، ومستشاراً لثلاثة من الأمناء العامين للأمم المتحدة، وأستاذاً لأكثر من عشرين عاماً في جامعة هارفرد، وصنّفته مجلة «ذا إيكونوميست» بأنه واحد من أهم ثلاثة اقتصاديين في العالم حالياً.
 جهود الإمارات ملهمة
وأكد البروفيسور جيفري ساكس، خلال الجلسة الافتتاحية لأكاديمية جودة الحياة، أن جهود دولة الإمارات في قيادة ملف جودة الحياة، تلهم حكومات العالم وصانعي القرار، وتساعد الخبراء والمختصين في تحديد أبرز فرص الارتقاء بجودة حياة المجتمعات، وتعزز جاهزيتها لوضع برامج وسياسات جديدة لما بعد «كوفيد - 19».
وأوضح أن للإمارات دوراً واضحاً وفعّالاً في دعم الجهود لتحقيق الأجندة العالمية للسعادة وجودة الحياة، وتحفيز الحكومات على تبني المبادرات النوعيّة التي تعزز جودة الحياة عالمياً، مؤكداً أن الرؤى الطموحة لقيادة دولة الإمارات كانت السبب الرئيس لتصدرها التقرير العالمي للسعادة إقليمياً، وتحقيقها مراكز متقدمة عالمياً.
وقال: «إن أكاديمية جودة الحياة التي تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم، تشكل إحدى أهم المساهمات التي ترسخ مكانة دولة الإمارات وريادتها، إذ إنها تقوم على مبدأ أن جودة الحياة مفهوم يمكن تعلمه وغرسه كأسلوب حياة وثقافة مجتمعية، وتبنيه في العمل الحكومي ومختلف مجالات الحياة، وتسخير جميع المبادرات الحكومية للارتقاء بجودة حياة الأفراد»، مشيراً إلى أن الأكاديمية ستلقى صدى واسعاً بين حكومات العالم التي ستسعى إلى تبني تجربة حكومة دولة الإمارات، وتطبيق المبادرة، وتشجيعها على نطاق واسع.

مساهمة إماراتية بارزة 
وأكد جيفري ساكس أن البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة كان سباقاً في وضع وتوفير الأدلة العلمية العالمية في دراسات السعادة وجودة الحياة، ما جعل لدولة الإمارات الفضل الأكبر والمساهمة الرئيسة في التركيز على جودة حياة الأفراد في المجتمع، وقال «الإمارات اتخذت الخطوة الأولى في تنفيذ الأجندة العالمية لجودة الحياة، وشجعت حكومات العالم، وحفزتها على وضع خطط وسياسات حكومية تسهم في تعزيز جودة الحياة».
وأشار إلى أن حكومة دولة الإمارات أسهمت في وضع مبادرات وبرامج عالمية بالشراكة مع الحكومات، حيث قادت تشكيل التحالف العالمي للسعادة وجودة الحياة الذي يعد ثمرة الجهود للتركيز على جودة الحياة هدفاً أسمى للحكومات، وأهمية وضع السياسات والبرامج التي تركز على المواطنة العالمية.

 مقياس النجاح 
أكد ساكس رداً على سؤال خلال الحوار التفاعلي حول ارتباط جودة الحياة بمستوى الثقة المجتمعية بالحكومة: «إن الاهتمام بجودة حياة أفراد المجتمع يمثل إحدى أهم ركائز الثقة بالحكومات، وإن دولة الإمارات أثبتت نجاحها في ذلك بحلولها في المركز الأول عالمياً في مؤشر ثقة أفراد المجتمع بالحكومة»، مشيراً إلى أن الحوكمة هي الأداة المثلى لتعزيز هذه الثقة.
 ورداً على سؤال أحد المشاركين في الجلسة حول رؤيته المستقبلية لجودة الحياة في الإمارات والعالم، قال ساكس إن نجاح حكومة دولة الإمارات في مواجهة تحديات «كوفيد - 19» يمثل دلالة على رؤيتها الاستباقية لأهمية التركيز على جودة الحياة في مختلف جوانب العمل الحكومي، مشيراً إلى تجربة الدولة الرائدة ورؤيتها السباقة في مجال الاستدامة وجودة الحياة، وما تمثله من نموذج عالمي يمكن الاستفادة منه في مختلف الدول.

منصات عالمية 
قال ساكس خلال الجلسة: «لقد عملت حكومة دولة الإمارات على تطوير منصات عالمية مختلفة لاستشراف المستقبل، وتبني مفاهيم الابتكار في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال توظيف أحدث الوسائل التكنولوجية مثل منصة القمة العالمية للحكومات التي أتاحت لحكومات العالم فرصة تعلم وضع حلول مستقبلية في القطاعات الحيوية»، لافتاً إلى أن «إكسبو 2020 دبي» سيعزز ريادة دولة الإمارات في استشراف المستقبل وتبني التكنولوجيا الحديثة.
وأوضح ساكس أن السعادة وجودة الحياة يمكن قياسها بالتركيز على عدد من المؤشرات، مثل التنمية الاقتصادية والمجتمعية، وتبني القيم والمفاهيم الإيجابية مثل العطاء والتطوع، والتوازن بين العمل والحياة، والصحة النفسية والجسدية، وتوفير أفضل بيئة للسكن والعمل، وهذه المؤشرات تساعد الحكومات على تقييم السياسات وتطويرها، ووضع سياسات جديدة تلبي احتياجات الأفراد.
وأشار إلى أن أهم سؤال يمكن أن تطرحه الحكومات في الوقت الحالي، مع المتغيرات التي نشهدها، هو: كيف نعيد ترتيب المجتمعات وتشكيل السياسات المستقبلية بحيث تركز أولاً على صحة الأفراد وجودة حياتهم والارتقاء بها، وتعزز قيم المساواة والعدالة بين الأفراد؟
 




جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©