عدد اليوم
سامي عبدالرؤوف (دبي)
أعلنت شعبة العلاج الطبيعي في جمعية الإمارات الطبية، أن فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19» أثر بشكل كبير في المرضى الذين يخضعون للعلاج الطبيعي، وأسهمت هذه الجائحة في توقف علاجهم لفترة استمرت لثلاثة أشهر، ما استدعى ابتكار آليات جديدة لاستمرارية تلقيهم العلاج.
وكشفت الشعبة، أمس، أنه تم إيجاد بدائل متعددة أبرزها الجلسات العلاجية «عن بُعد»، والتواصل المستمر عبر الهاتف، وتمكينهم من الإدارة الذاتية لعلاجهم، لافتة إلى أن توقف العلاج الطبيعي يؤثر بشكل سلبي في المرضى، والآلام العادية تتحول إلى معقدة ومزمنة.
وقالت أمل الشملان، رئيسة مؤتمر الإمارات للعلاج الطبيعي، ورئيسة شعبة العلاج الطبيعي في جمعية الإمارات الطبية، في تصريحات على هامش افتتاح فعاليات النسخة السابعة من مؤتمر الإمارات للعلاج الطبيعي عن بُعد: «الإجراءات الأخيرة سمحت بتقديم العلاج الطبيعي في الفترة الحالية، إلا أن هناك إقبالاً بسيطاً من أفراد المجتمع على مراكز العلاج الطبيعي».
وأرجعت ضعف الإقبال إلى الخوف والقلق من فيروس كورونا، لافتة إلى أن الفئة الأكثر تضرراً هم الأطفال الذين لديهم تأخر في النمو، حيث إن عدم حصولهم على العلاج الطبيعي يسهم في فقدانهم القدرات الحركية التي اكتسبوها ويؤدي لتراجع الحالة.
ودعت الشملان أولياء الأمور إلى مساعدة أبنائهم في الحفاظ على تلك المهارات بالتعرف على المهارات الأساسية للعلاج الطبيعي، مشيرة إلى أن هناك بروتوكولات عديدة وضعتها الجهات الصحية من أجل افتتاح مراكز العلاج الطبيعي، تتمثل في التباعد الجسدي، والالتزام بالإجراءات الاحترازية كارتداء الكمامات والقفازات، سواء من قبل المعالجين أو المرضى.
كما تتضمن التدابير الوقائية، إجراء فحوص «كوفيد- 19» للمعالجين قبل تقديم الخدمة، والتأكد من سلامة المرضى، وعدم مخالطتهم لمصاب في آخر 14 يوماً، وأنه ليس لديهم أعراض «كوفيد- 19»، وقياس الحرارة قبل الدخول للمركز، وتجنب الازدحام في أماكن الانتظار، وترك 20 دقيقة بين كل مريض وآخر.
ويعد مؤتمر الإمارات للعلاج الطبيعي، في دورته السابعة، أول مؤتمر طبي «عن بُعد» في الدولة، ويقام تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة الصحة بدبي، وبدعم من جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية.
وذكرت الشملان أن المؤتمر يتضمن معرضاً افتراضياً لعرض مجموعة من أحدث الأجهزة، فضلاً عن معرض افتراضي للملصقات، وورش افتراضية بساعات معتمدة، وحضور محاضرين من 12 دولة، وهناك حضور لافت في جلسات المؤتمر، مشيرة إلى أن شعبة العلاج الطبيعي نجحت في الفوز باستضافة مؤتمر الاتحاد العالمي للعلاج الطبيعي في دبي في أبريل 2021.
وأفادت بأن المؤتمر طرح هذا العام دور العلاج الطبيعي لمرضى الارتجاج الدماغي بين الرياضيين والمتعرضين لحوادث السيارات، والذين يفقدون الاتزان بشكل عام، ويحتاجون إلى العلاج التأهيلي وخاصة للحالات الشديدة، وإضافة إلى ذلك تم التطرق إلى الإصابات الرياضية والأربطة، ولا يخلو مؤتمر من التطرق لآلام الظهر.
وقالت: «حسب الدراسات العالمية، فإن 80% من المجتمع تعرضوا لآلام الظهر في فترة من فترات حياتهم، والنسب المحلية شبيهة بتلك النسب العالمية، ومؤخراً ثمة دراسات أثبتت أن الآلام لم تعد مرتبطة فقط بالإصابة العضوية، فالعامل النفسي والقلق والاكتئاب والنوم والتغذية والعوامل الاجتماعية لها تأثير على مسألة استمرارية الألم لدى المصاب».
وأوضحت أن البقاء في المنزل وقلة النشاط الحركي وعدم ممارسة الرياضة تسهم في زيادة الوزن وفقدان اللياقة ومشاكل في العضلات والعظام، مؤكدة أن الإجراءات الاحترازية مهمة والتباعد الجسدي ضروري، وممارسة الرياضة ضرورية جداً، وعلى أفراد المجتمع الحرص على ممارسة الرياضة.
وقالت الشملان: «إن الجلوس لساعات طويلة على الكمبيوتر مع استخدام الأجهزة الإلكترونية بشكل مستمر طوال اليوم يؤدي إلى تضاعف آلام ومشاكل الرقبة، وخاصة مع العمل عن بُعد، وعلى الموظفين الحرص على الحركة المستمرة خلال مزاولة العمل عن بُعد».
وتحدثت الدكتورة إيما ستوكس رئيسة الاتحاد العالمي للعلاج الطبيعي في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حول المستجدات المهنية في الوضع الراهن لانتشار جائحة «كوفيد- 19».
وتضمنت فعاليات المؤتمر 15 ورقة بحثية للعرض الشفوي عبر المنصة الإلكترونية للمؤتمر، إلى جانب 25 ملصقاً استضافه المعرض الافتراضي المصاحب للفعالية، وسبق انعقاد مؤتمر الإمارات للعلاج الطبيعي عن بُعد، ورشة عمل حول متلازمة الألم الفخذي الرضفي، وورشة عمل تتطرق إلى تقييم وإعادة تأهيل إصابات الكاحل والوقاية منها.
