الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سلطان بن أحمد القاسمي: استراتيجيتنا الانتصار وليس التعايش

سلطان بن أحمد القاسمي: استراتيجيتنا الانتصار وليس التعايش
11 يونيو 2020 08:28

الشارقة (الاتحاد)

قال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام: «بعد شهور من الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمواجهة وباء (كورونا)، بدأ المجتمع وبتعليمات دقيقة من الجهات المختصة بالعودة للعمل وممارسة الشؤون اليومية بشكل تدريجي ومدروس، ما يعني الانتقال نحو مرحلة جديدة من مكافحة المرض وتجاوز التحديات التي يفرضها على مختلف نواحي الحياة». 
وأضاف: «إن هذه العودة لا تعبر عن اختفاء الفيروس أو زوال الخطر، بل عن قدرة البشر على ابتكار أساليب جديدة ومبدعة للعيش، تقلص من إمكانية الإصابة بالفيروس للحدود الدنيا وتحفظ للحياة دورتها الطبيعية في الوقت ذاته، وهنا يأتي دورنا كإعلاميين في توجيه الجمهور نحو الانتصار على الوباء وليس التعايش معه، ونحو ترسيخ الوعي والانتباه لكافة تفاصيل حياتنا حتى تلك الصغيرة منها والتي نظن للحظة أنها غير مهمة». وأشار إلى أن قرار العودة للنشاط اليومي هو في الحقيقة رهان على الوعي الفردي والجماعي وإيمان بقدرة البشر على الارتقاء الدائم بأشكال وأساليب حياتهم، هذه القدرة التي أثبتوها بكفاءة في محطاتهم التاريخية الحاسمة، عندما انتصروا على تحدياتهم وطوروا ممارساتهم وأدواتهم حتى وصلنا إلى هذه المرحلة من الرقي والتقدم والاختراعات العلمية. 
وذكر الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، أن الله ميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية بقدرته على الإبداع، ففي الوقت الذي تكيفت فيه الحيوانات مع البرد والحر والجفاف، توصل الإنسان إلى بناء البيوت واكتشف وسائل التدفئة والتبريد وشق الطرق وركب البحر وسخر طاقة الرياح والنار لتلبية احتياجاته، وعندما عانى في الماضي من الأوبئة والأمراض، استثمر في علومه ومعارفه واكتشف العلاجات واللقاحات لتستمر الحياة في التطور جيلاً بعد جيل.
وتابع: «لقد تجلى هذا الإبداع الإنساني في مرحلة الحظر والتزام المنازل، تباعدنا في المسافة وتقاربنا في المشاعر والتعاطف والتعاون. مكث الناس في بيوتهم، وكانوا مشدودين طوال الوقت لمهامهم وواجباتهم الوظيفية والاجتماعية. زادت الأعباء على البعض، فوجدوا من يتقاسم معهم همومهم ويعمل على تلبية احتياجاتهم من خلال المبادرات الفردية والمؤسساتية، وهذا كله حمل إشارة مهمة وهي أن المخرج من هذه الحالة الطارئة يبدأ بانتصار الوعي على الظروف، وتفوق الأخلاق الفردية والجماعية على تحديات المرحلة». 
وأكد أنه على الرغم مما أبدته كافة مكونات المجتمع الإماراتي من وعي والتزام ومسؤولية فردية وجماعية خلال الأزمة، إلا أن العودة للعمل والحياة الطبيعية تشكل نقلة حساسة ودقيقة جداً، تستوجب من الجميع ليس فقط الالتزام بتوجيهات الجهات الرسمية، بل وترجمتها في كافة الممارسات والمسلكيات والمواقف بشكل مبدع وخلاق. ‬
 وشدد على أن الانتصار وليس التعايش هو عنوان استراتيجيتنا للمرحلة المقبلة، ونجاح هذه الاستراتيجية لا يتعلق بالقرارات الرسمية فقط، بل بوعي كل فرد وإدراكه أننا في معركة لا تحتمل التراخي أو الإهمال والخسارة، وإن أهم سلاح نملكه في هذه المعركة هو الشراكة في الوعي ذاته، فنفكر معاً ونقرر معاً وننتصر معاً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©