عدد اليوم
أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)
بدأت شركات مقاولات في الدولة، اتخاذ خطوات إضافية في مجال السلامة والصحة المهنية، لتستعد بها لتنفيذ قرار «وقف العمل» وقت الظهيرة تحت أشعة الشمس في أشهر الصيف، الذي اتخذته وزارة الموارد البشرية والتوطين، فضلاً عن الإجراءات الاحترازية للوقاية من «كورونا»، بحيث تبدأ الشركات والمنشآت تطبيق القرار اعتباراً من منتصف يونيو الجاري، وحتى منتصف شهر سبتمبر المقبل.
ويأتي القرار الذي يطبق منذ أكثر من 16 عاماً، ضمن حزمة تشريعات أنجزتها دولة الإمارات، في إطار حماية صحة العمال وسلامتهم، بحيث يتم وقف العمل في أوقات الظهيرة تحت أشعة الشمس المباشرة، وفي الأماكن المكشوفة في الأوقات المحددة، من الساعة الثانية عشرة ظهراً وحتى الثالثة من بعد الظهر.
وقال المهندس عائد خليل المجدلاوي: إن الشركة تستعد لتنفيذ قرار وقف العمل وقت الظهيرة، من خلال توعية العمال عن طريق لافتات الإرشادات المعتمدة باللغات التي يفهمها العمال، مضيفاً أن ضباط السلامة والصحة المهنية يقومون بمراقبة العمال خلال وجودهم في مواقع العمل، وفي حال ظهور أي علامات للإرهاق على أي عامل، يتم تقديم الإسعافات الأولية ونقله للمستشفى على الفور.
وأضاف أنه في دراجات الحرارة ما بين الـ 35 درجة مئوية والـ 50 درجة مئوية، يتم تنفيذ ما يسمى ببرنامج الإجهاد الحراري، ويتم حساب حد العمل الحراري، يتطلب لذلك حساب درجات الحرارة في الظل وفي الشمس، وسرعة الرياح والرطوبة، وبناءً على النتائج يتم حساب حد العمل الحراري، ومن خلاله يتم تحديد كمية «محلول الإماهة» وأوقات الراحة التي يحتاج إليها الشخص، الذي يعمل تحت هذه الظروف في كل ساعة.
الظهيرة و«كورونا»
وقال الدكتور المهندس عبد السلام حسني ناعسة: إننا نلتزم بتوفير دلائل إرشادية لعمالها ومنشورات توعية للحفاظ على صحتهم من خلال الالتزام بالقرار، كما نوفر مياهاً نقية مبردة للشرب، واعتاد الكثير منها في السنوات الماضية على نقل العمال إلى مساكنهم خلال فترة الظهيرة، لكن انتشار فيروس «كوفيد 19» هذه الأيام، قد يحد من قدرتها على ذلك في ظل الإجراءات الاحترازية، التي تحد من عدد العمال في الحافلة الواحدة، مما يضطر الشركات أحياناً لتوصيل العمال إلى مواقع عملهم على دفعات لمحدودية عدد الحافلات لديها، لكن تبقى المسؤولية مضاعفة في ظل هذه الجائحة، بحيث تتقدم أولوية منع انتقال المرض أولاً، ثم رفع مناعة العاملين من خلال توفير الظروف الصحية الأمثل لهم.
وأضاف أن القرار يعكس تقدم دولة الإمارات، وشمولية الخطوات التي تتخذها لحماية العمالة، والتزامها تجاه كل من يساهم في بناء نهضتها، فقد أبقى على ساعات الدوام اليومية للعمال ضماناً للحفاظ على معدلات إنتاجيتهم المعتادة، لكنه حظر العمل في الظروف التي ترتفع فيها درجات الحرارة، بحيث تتعدى حدود طاقاتهم وتهدد صحتهم.
صحة العمال
وقال المهندس محمد ناصر: إننا نلتزم بالقرار؛ حرصاً على صحة العمال وسلامتهم، ولا نسمح لهم بالعمل حتى في الأماكن المظللة، حيث إن درجات الحرارة تكون شديدة في ساعات الظهيرة، ومن الأفضل لهم أن يتم توفير حافلات مكيفة لتوصيل العمال إلى السكن لأخذ قسط من الراحة، ثم العودة بعد الساعة الثالثة عصراً.
وأضاف أن العمال يعملون لدينا منذ سنوات مضت، ولديهم خبرات متراكمة بقرار وقف العمل في الظهيرة، وإن توعيتهم أصبحت أمراً اعتيادياً، ونذكرهم بمواعيد تطبيق القرار من الساعة الثانية عشرة ظهراً، علاوة على الاهتمام بتوفير المياه الباردة والعصائر والأملاح، مشيراً إلى أن ضابط السلامة والصحة المهنية في الموقع عليه دور كبير لمراقبة العمال، خلال ساعات العمل قبل وقت الظهيرة وبعدها، للتأكد من سلامة العمال، وعدم إصابة أحد بالإرهاق.
5000 درهم غرامة مخالفة القرار
تضمن قرار وزارة الموارد البشرية والتوطين، لوقف العمل في وقت الظهيرة، عقوبات للمنشآت التي لن تلتزم بالقرار، حيث بتطبيق شروط وأحكام القرار، يتم فرض 5000 درهم عن كل عامل، وبحد أقصى 50 ألف درهم، في حالة تعدد العمال الذين يتم تشغيلهم في فترة وقف العمل، بالإضافة إلى إيقاف ملف المنشآت المخالفة أو خفض درجة تصنيفها المعتمد لدى الوزارة، وذلك بناء على مدى جسامة المخالفة المرتكبة.
