الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«بيئة رأس الخيمة».. جهود حثيثة لتنمية الثروة السمكية

«بيئة رأس الخيمة».. جهود حثيثة لتنمية الثروة السمكية
6 يونيو 2020 00:17

 رأس الخيمة (وام)

تتنوع الكائنات البحرية والثروة السمكية على امتداد سواحل رأس الخيمة البالغ طولها 64 كيلومتراً على المدخل الشمالي الشرقي للخليج العربي، ويتوسطها خور رأس الخيمة أكبر أخوار الإمارة، فضلاً عن عدد من الأخوار الأخرى، مثل خور حليلة وخور المزاحمي، والذي تم إعلانه كأول محمية طبيعية بالإمارة تحت إدارة هيئة حماية البيئة والتنمية برأس الخيمة، بموجب المرسوم الأميري رقم 16 لسنة 2018. وتحرص الهيئة من جانبها على هذه المحميات كموائل طبيعية لصغار الأسماك والإصبعيات، وفي إطار جهودها للحفاظ عليها طبقت قرار منع الصيد والدراجات المائية في المحميات والأخوار برأس الخيمة، لحماية وتنمية الثروة السمكية بالإمارة. ووفقاً لقائمة وزارة التغير المناخي والبيئة يوجد نحو 406 كائنات بحرية على مستوى الدولة، ومن أبراز أنواع الأسماك التي تشتهر بها سواحل رأس الخيمة أسماك الهامور والشعري والصافي والشخيلي والقرش والقباب والمحار والقبقوب والبراكودا والبياح والحبار وخيار البحر، فضلاً عن القشريات، مثل الروبيان وأم الروبيان.
وتم إسناد مهمة إدارة وتنظيم شؤون الصيد البحري، وكل ما يتعلق بحماية والمحافظة على الثروة السمكية في الإمارة لهيئة حماية البيئة والتنمية برأس الخيمة فضلاً عن إدارتها لشؤون الصيادين وموانئ الصيد، بموجب المرسوم الأميري رقم/‏‏11/‏‏ لسنة 2015 بشأن تنظيم مهنة صيد الأسماك برأس الخيمة.

خدمات للصيادين
وبموجب هذا المرسوم تقدم الهيئة خدمات ترخيص وتجديد الرخص للصيادين الحرفيين والنزهة والمترجل وإدارة موانئ الصيد الثمانية برأس الخيمة مثل موانئ رأس الخيمة والمعيريض وخور خوير والجزيرة الحمراء وغيرها، فضلاً عن متابعة الثروة السمكية بالإمارة، وبذل الجهود التحسينية، وإطلاق المبادرات التي من شأنها ضمان تكامل وترابط جميع أنشطة عملية الحفاظ وتنمية الثروة السمكية، وتنظيم مهنة الصيد من أولها إلى آخرها.
وبعد أن تسلمت الهيئة إدارة موانئ الصيد تم افتتاح «مركز الحصباة» لإسعاد الصيادين بميناء رأس الخيمة، لتقديم الخدمات التي يحتاجها الصيادون وعمال الصيد، مثل إدارة موانئ الصيد، ومتابعة سكن عمال الصيد ومخازن ومراسي الصيد ومن ثم تكاملت لدى الهيئة جميع أنشطة عملية إدارة مهنة الصيد، وخلال عام 2019 بلغ عدد المتعاملين مع الهيئة بمركز الحصباة لإسعاد الصيادين 5049 متعاملاً «3049 صياداً، و1500 عامل صيد يقيمون بسكن العمال بموانئ الصيد».

2227 خدمة ترخيص
وقدمت الهيئة خلال عام 2019 نحو 2227 خدمة ترخيص وتجديد رخص للصيادين الحرفيين والنزهة والمترجل، إضافة إلى تقديم خدمات الصيانة والمتابعة لـ1558 مرسى صيد، و349 غرفة سكن لعمال الصيد، و552 مخزناً للصيادين، فضلاً عن تنظيم لقاءات دورية بين صيادي رأس الخيمة، ومعالي وزير التغير المناخي والبيئة، لتلبية وتوفير متطلباتهم واحتياجاتهم، وهو ما نجم عنه تحسن كبير في درجة سعادة الصيادين من 79.9% في عام 2015 إلى 95.5% في عام 2019.

«الكهوف» وتنمية الثروة

يعكس مشروع اللحوف «الكهوف» الاصطناعية البحرية، بالتعاون بين هيئة حماية البيئة والتنمية برأس الخيمة ووزارة التغير المناخي والبيئة، حرص الطرفين على تنمية الثروة السمكية، من خلال إنزال مشاد أو كهوف أو مجسمات إسمنتية إلى قاع البحر لتكون حاضنات لصغار الأسماك وموائل اصطناعية للكائنات البحرية، وهو مشروع يعكس التزامهما بالاستراتيجية البيئية للدولة، والمعبر عنها في الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 من خلال إنزال 973 مجسماً إصطناعياً في تسعة مواقع بحرية في إمارة رأس الخيمة تمتد من الجزيرة الحمراء، وحتى منطقة الرمس بأعماق تتراوح ما بين 5 و12 متراً، وتبعد عن الشاطئ بمتوسط 1500 متر، وتغطي طول ساحل رأس الخيمة البالغ 64 كيلومتراً.
وحقق المشروع نجاحاً كبيراً انعكس على زيادة حجم الثروة السمكية والمخزون السمكي وتنوع الكائنات البحرية داخل وحول هذه المجسمات، بواقع 21 نوعاً من الكائنات البحرية تمثل نحو 5.2% من عدد الأنواع البحرية الموجودة حول سواحل الإمارة، وفقاً لقائمة وزارة التغير المناخي والبيئة خلال عام 2019 مقارنة بنوعين فقط في بداية إنزال هذه الكهوف الاصطناعية في عام 2017.
وتمت الاستفادة من التجارب العالمية في تصميم الكهوف الاصطناعية التي مرت بمراحل عديدة عبر استخدام آخر التصاميم التي أثبتت جدواها وقوتها في تحمل الظروف والأحوال البحرية المتقلبة، وهي التصميم على شكل قبة.
واستفادت الهيئة من توافر مهارات الغوص الاحترافية لعدد من مراقبي الثروة السمكية ،وامتلاكها للقوارب اللازمة لمتابعة المجسمات المنزلة في قاع البحر في توفير التكلفة المتوقعة لتسيير أنشطة المشروع السنوية، الأمر الذي عكس كفاءة كبيرة في إدارة هذا المشروع. وكشفت النتائج المرصودة وفقاً لعمليات المسح البحري الدوري التي يقوم به الغواصون التابعون للهيئة أن هناك نمواً وبشكل متسارع للشعب المرجانية والطحالب واللافقاريات على تلك الكهوف، إضافة إلى استقطاب الكثير من أنواع الأسماك وبأعداد كبيرة تتفاوت من منطقة إلى أخرى، والتي بدأت بالتكاثر والعيش في الكهوف الاصطناعية بشكل دائم نتيجة توفير الحماية لها.

سمات أسماك «الكهوف»
لاحظت الهيئة أن الأسماك المحيطة بمواقع الكهوف المرجانية في منطقة الجزيرة الحمراء تمتاز بكبر حجمها، بينما تمتاز أسماك الكهوف في منطقة الرمس بالتنوع وكثرة أعدادها على الرغم من صغر الحجم، مقارنة بما هو الحال عليه في الجزيرة الحمراء، الأمر الذي يعزز نجاح مشروع نشر وإنزال الكهوف المرجانية في حماية الأسماك من مخاطر الاستنزاف أو الانقراض، ويدعم تنميتها بصورة مستدامة.
ومن أبرز الآفاق المستقبلية للمشروع تطوير محور السياحة البيئية من خلال استثمار هذه المجسمات الاصطناعية، وحالة تنوع الكائنات البحرية بداخلها وحولها، ونمو الشعاب المرجانية والأسفنج عليها في تحويلها إلى مركز جذب سياحي بيئي لهواة الغوص والسياحة البيئية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©