السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

في يومها العالمي.. «البيئة» تتعافى في «زمن كورونا»

في يومها العالمي.. «البيئة» تتعافى في «زمن كورونا»
5 يونيو 2020 02:04

هالة الخياط (أبوظبي)

يتزامن يوم البيئة العالمي العام الحالي مع حالة من تعافي البيئة نتيجة لظروف فرضتها الإجراءات الوقائية لتفادي الإصابة بمرض «كوفيد- 19»، ففي حين أدى تفشي  الجائحة إلى آثار سلبية على مستوى الحياة اليومية للأفراد، إلا أنه ترك مردودات إيجابية على البيئة.
وكما هو حال الكثير من دول العالم، شهدت دولة الإمارات تحسنا ملحوظا في جودة الهواء، وتراجع انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بسبب قلة حركة المركبات، والجمهور، ومع عودة الحياة لطبيعتها وتخفيف قيود الإغلاق وبدء الحركة خارج المنزل، يدعو خبراء ومختصون في البيئة الجمهور إلى الاستمرار في السلوكيات الصديقة للبيئة، والتي تتمثل في تقليل الحركة بالمركبات الخاصة، وترشيد استهلاك الطعام والطاقة، بالإضافة إلى اعتماد العادات الغذائية الجيدة والصحية.

وأكدت الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي أن البيئة تعيش هذه الأيام بفترة استراحة مع فرض قيود على حركة البشر، فبالرغم من أن تفشي جائحة «كوفيد- 19» كان له آثار سلبية على نواح كثيرة من حياتنا اليومية، إلا أنه ترك آثاراً إيجابية على البيئة من حولنا. ومثل الكثير من العواصم العالمية فقد شهدت إمارة أبوظبي انخفاضاً ملحوظاً في تراكيز ملوثات الهواء ترافق مع الانخفاض الكبير الذي شهدته حركة المرور والأنشطة البشرية الأخرى في الإمارة.
وأظهرت البيانات الإحصائية للهيئة، وفقاً للظاهري، انخفاضًا بنسبة 62% في متوسط غاز ثاني أكسيد النيتروجين خلال 8 أسابيع، بفعل انخفاض حركة المرور، حيث يعتبر قطاع النقل أحد المصادر الأساسية لإنتاج غاز ثاني أكسيد النتروجين، كما تم أيضا رصد انخفاضات كبيرة للملوثات الأخرى المرتبطة بالنقل البري، مثل المركبات العضوية المتطايرة، وأول أكسيد الكربون.

وقالت: «لوحظ الانخفاض في متوسط غاز ثاني أكسيد النيتروجين في أحياء مختلفة من أبوظبي، خلال هذه الفترة، فعلى سبيل المثال انخفض متوسط غاز ثاني أكسيد النيتروجين في شارع حمدان بما يعادل 57%، في حين انخفض في منطقة المقطع بنسبة 78%، وفي مدينة خليفة (أ) بنسبة 70%».
وأضافت الظاهري: أن هناك تأثيرا إيجابيا آخر على البيئة الطبيعية، حيث رُصد تعافي وتواجد العديد من أنواع الحيوانات في بعض المناطق حول العالم؛ بسبب انخفاض الأنشطة البشرية عن المعدلات السابقة، وقلة الضجيج سواء في البيئة البرية أو البحرية. فعلى سبيل المثال رصدت الهيئة مؤخراً ازدياداً في أعداد أعشاش سلاحف منقار الصقر في بعض الشواطئ مثل منطقة السلع ومحمية رأس غناضة البحرية ومنطقة السعديات، ويعتبر هذا الرصد مهماً نظراً لندرة حالات التعشيش على المناطق الساحلية في الخليج العربي بسبب التحديات التي تواجهها، حيث تتركز مواقع التعشيش عادةً في الجزر البحرية».
معدلات تلوث الهواء
من جانبه، أكد الدكتور فارس الهواري عميد كلية العلوم الطبيعية والصحية بجامعة زايد أن جائحة كورونا ساعدت في تصور المدة التي يمكن خلالها خفض معدلات تلوث الهواء، وأصبحنا على يقين بأنه يمكننا الحد أو خفض انبعاث تلوث الهواء وانبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري من خلال تضافر الجهود وتعزيز التعاون بين الجهات ذات العلاقة وتنظيم وضبط المسببات، وفي نفس الوقت الاستمرار بالتنمية الاقتصادية، وما نراه حاليا من استمرار عجلة الاقتصاد في الإمارات على الرغم من آثار الجائحة لهو خير مثال عملي يمكننا القياس عليه وأخذ العبر منه.
ولفت إلى أن «كوفيد- 19»  دفع الناس في جميع أنحاء العالم إلى تغيير عاداتهم وتبني ممارسات يومية جديدة وهنا لا بد من تبني التغييرات لجعل ممارساتنا أكثر استدامة لفترة طويلة، والترشيد في الاستهلاك على مستوى الأفراد والمجتمع لما من ذلك من أثر في المحافظة على الموارد الطبيعية واستدامتها كالمياه والتربة والطاقة وغيرها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©