الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مبادرات وسياسات تعزز جودة الحياة ضمن «استراتيجية الأسرة»

بشرى الملا
1 يونيو 2020 00:58

ناصر الجابري (أبوظبي) 

أكدت بشرى الملا، المدير التنفيذي لقطاع التنمية المجتمعية في دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي، أن استراتيجية جودة حياة الأسرة في أبوظبي ستعمل على رصد التحديات المجتمعية التي تواجه الأسر خلال الفترة الراهنة والناتجة عن فيروس كورونا المستجد «كوفيدـ 19»، بهدف إيجاد السياسات والتشريعات والمبادرات، والتي من شأنها تعزيز مؤشرات جودة الحياة وتعزيز التلاحم والترابط والتكاتف بين مختلف أفراد الأسرة. 
وأشارت خلال حوار أجرته معها «الاتحاد» عن بُعد، أن الاستراتيجية تستهدف رفع مستويات الترابط والتلاحم المجتمعي للأسر المواطنة والمقيمة في أبوظبي، إضافة إلى تقليل مستوى الخلافات الأسرية والعنف الأسري، وترسيخ أساليب التعامل الأمثل بين الآباء والأبناء ونشر المفاهيم والمقومات التربوية الصحيحة والتي لها بالغ الأثر على جودة الحياة المرتبطة بمختلف أفراد الأسرة بشتى فئاتهم العمرية. 
وقالت: «نتوقع أن ينقسم الأثر المجتمعي للاستراتيجية بين آثار قصيرة المدى وأخرى متوسطة المدى وبعيدة المدى، حيث تتطلب السياسات والبرامج وقتاً لقياس أثرها ورؤيته واقعاً مجتمعياً، وهو الأمر الذي سنعمل عليه عبر الاستراتيجية، فهناك حلول بالإمكان إنجازها لتجاوز التحديات الراهنة فوراً، وهناك حلول تتماشى مع مفاهيم الخطط المستقبلية وسيتم قياس أثرها المجتمعي وفقاً للمدى الطويل. 
وأشارت إلى أن الاستراتيجية لا ترتبط فقط بالأسرة بل تتعمق إلى تفاصيل جودة الحياة، حيث سيتم النظر ومراجعة السياسات والتشريعات والقوانين المتبعة حالياً ومدى ملائمتها للتطورات الحالية والمتغيرات المستقبلية وتأثيرها على مستوى جودة الحياة، حيث سنعمل على دراستها وتحليلها وتقييمها بصورة شاملة وبحث إمكانية تطويرها وتعزيزها، بما يجعلنا قادرين على دعم وتمكين مستويات جودة الحياة في مختلف عناصرها. 
ولفتت إلى أن الاستراتيجية ستنظر إلى المنظومة الأسرية المتكاملة باختلاف أنواعها وأقسامها، حيث ستنظر إلى الأسرة النووية التي تتكون من الزوج والزوجة والأبناء، إضافة إلى الأسرة الممتدة التي تضم مستويات أكبر من الأسرة، خاصة مع وجود العديد من الأسر الممتدة التي تعيش معاً، بما يعزز من ضرورة النظر إلى العلاقات بين الأزواج وآبائهم أيضاً، والعلاقات بين الأجداد والأحفاد والأخوة، وهي جميعاً أمور ستتطرق لها الاستراتيجية لتكون شاملة لمختلف أنواع العلاقات الأسرية التي تشكل مفهوم الأسرة في المجتمع. 
ورداً على سؤال حول آلية تنفيذ الاستراتيجية خلال الفترة المقبلة، أوضحت الملا، أن دائرة تنمية المجتمع ستستعين بمجموعة من الدراسات التي أطلقتها الدائرة خلال الفترة الماضية ومنها مؤشرات مسح جودة الحياة واستطلاع الأسرة، كما سيتم النظر إلى الممارسات العالمية المتبعة حالياً في المجال الأسري عبر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كما سيتم العمل مع عدد من الخبراء العالميين والذين يمتلكون التجربة والحصيلة اللازمة لتقديم خبراتهم النوعية في الاستراتيجية، بما يجعلها قادرة على تلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية في أبوظبي. 
ولفتت إلى أن تعاون الدائرة سيشمل أيضاً مجموعة من الجهات الدولية والمحلية، منها التعاون مع مركز أوكسفورد لجودة الحياة وجامعة الإمارات، إضافة إلى مختبر الشباب للسياسات في ألمانيا ومختبر أبحاث ودراسات كبار السن في استراليا، بهدف ضمان معايير التنمية المستدامة ضمن الاستراتيجية التي سنضعها، حيث يستهدف التعاون العمل على الاستراتيجية وجعلها مستمرة ومستدامة وإيجاد المبادرات التي ستنطوي ضمن الاستراتيجية وما سيترتب من الاستراتيجية من إيجاد استراتيجيات للشباب وكبار المواطنين. 
وبينت، أنه سيتم العمل أولاً على تحديد التحديات المستجدة التي نتجت عن فيروس «كوفيدـ19» وما ترتب عليها من تغيرات مجتمعية وأسرية وفي أسلوب الحياة اليومي، حيث اختلفت التحديات خلال الفترة ما قبل الفيروس وبعده، واستجدت تحديات أخرى لم نشهدها سابقاً، ومنها التحديات الأسرية التي تغيرت مع الوضع الراهن بوجود آليات عمل جديدة من مثل الدراسة عن بُعد والعمل من المنزل والبقاء في البيت والالتزام بعدد من الإجراءات والتي لها الأثر على الأحوال الأسرية عموماً.  
وأضافت: «التحديات المستجدة ستضاف إلى المعلومات المبدئية التي لدينا عن التحديات السابقة، ومنها تحديات نسب الزواج والطلاق ومعدل قضاء الوقت مع الأسرة، حيث التمسنا في السابق وجود انخفاض في مستويات قضاء الوقت الذي يمضيه الآباء مع الأبناء بسبب الانشغال في العمل، حيث سنعمل على تحليل هذا التحدي عبر تقييم الوضع الذي تسبب في ذلك، وإن كنا بحاجة إلى قضاء وقت نوعي أو وقت كمّي معهم، إضافة إلى تحليل جودة الوقت الذي يتم من قبل أفراد الأسرة مع بعضهم البعض، للخروج بالمبادرات التي تسهم سواء على مستوى أفراد الأسرة أو الشباب وكبار المواطنين». 
وأشارت إلى أنه من المتوقع وحود مبادرات تتضمنها الاستراتيجية منها تشريعات وسياسات مختلفة تضمن جودة الحياة للأسرة، ومبادرات تضمن تحقيق التوازن بين العمل والحياة وهو الأمر بالغ الأهمية، خاصة في ظل الأوضاع الحالية التي تحتم وجود التوازن بين العمل والحياة الشخصية، نظراً لتحول المنزل إلى مقر للعمل وممارسة الحياة وهو ما يعزز من أهمية إيجاد التوازن.   ولفتت الملا إلى أن دائرة تنمية المجتمع تواصل جهودها المختلفة لتحقيق رؤيتها وقيمها، ومنها بناء أسرة متماسكة تشكل نواة لمجتمع متسامح وحاضن لشتى فئاته، حيث تعد الأسرة المتماسكة والمترابطة مستهدفاً رئيسياً في مختلف المبادرات والخطط والاستطلاعات التي أطلقتها الدائرة، باعتبار أن أفراد الأسرة هم ركيزة المجتمع وقاعدته الأساسية في التنمية والبناء.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©