الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء ومسؤولون لـ «الاتحاد»: الترشيد مبدأ اقتصادي واتجاه عالمي.. ولا مجال للإسراف

خبراء ومسؤولون لـ «الاتحاد»: الترشيد مبدأ اقتصادي واتجاه عالمي.. ولا مجال للإسراف
21 مايو 2020 02:08

محمد صلاح (رأس الخيمة)

أكد خبراء ومسؤولون، أن دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الخاصة بالترشيد وعدم الإسراف، وجدت صدى كبيراً لدى جميع أفراد المجتمع، مشيرين إلى أن الترشيد مبدأ اقتصادي مهم يحافظ على الفرد والأسرة والمجتمع، ويمثل في الوقت الحالي اتجاهاً عالمياً، يهدف للحفاظ على مقدرات الأفراد والمجتمعات، إلى جانب الحفاظ على الموارد الطبيعية والسلع بالقدر الكافي، الذي يعزز قدرة الدول على مواجهة الظروف الطارئة، وتنفيذ برامجها في تقديم يد العون والدعم للدول المحتاجة. وقال المستشار أحمد محمد الخاطري، رئيس دائرة المحاكم في رأس الخيمة: إن دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لجميع أفراد المجتمع، بالابتعاد عن الإسراف والتبذير واعتماد الترشيد، وجدت صدى كبيراً لدى أفراد المجتمع الذين يعتزون بهذه التوجيهات، كونها تخدم مصلحة الفرد والمجتمع والمصلحة الوطنية، مشيراً إلى أن هناك تجارب ناجحة لتوجيهات قيادتنا الرشيدة في هذا الجانب، نجني اليوم ثمارها، وتمثلت في انتهاء ظاهرة البذخ والإسراف في الحفلات، خاصة حفلات الزواج وغيرها، والتي كانت تكلف الأسر أكبر من طاقتها.
وأضاف: لدينا موروثنا الثقافي والقيمي، الذي ساهم في وصول هذه الرسالة لجميع أفراد المجتمع، مشيراً إلى أن حديث سموه حمل عدة رسائل لأفراد المجتمع، وكذلك للتجار والمتسوقين، بالتأكيد على ضمان الغذاء والدواء تحت أي ظروف، وهي رسالة طمأنت الجميع، وخلقت نوعاً من الاطمئنان، ومن ثم اختفت مظاهر التزاحم على منافذ البيع للحصول على السلع، عكس ما حدث في العديد من دول العالم.
وقال نجيب الشامسي، مستشار اقتصادي ومدير عام المسار للدراسات الاقتصادية: إن الترشيد مبدأ اقتصادي مهم، تلجأ له جميع دول العالم في جميع الظروف، مشيراً إلى أن الإمارات تعتمد على الاستيراد، في سد جانب كبير من احتياجات المجتمع من الغذاء، وهذا الاستيراد يكلف الدولة المليارات، خاصة أن السلع التي يجرى استيرادها سلع نوعية ذات أسعار عالية.
وتابع الشامسي: دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أفراد المجتمع بالبعد عن الإسراف، يجب أن تترجم من قبل كل رب أسرة، بوضع ميزانية يتعلق جانب منها بالمصاريف التي تحتاجها الأسرة، والجانب الآخر يتعلق بالادخار، لافتاً إلى أن وضع ميزانية للأسر سنوية وشهرية، يساعد في ضبط عمليات الشراء، ومن ثم الابتعاد عن مظاهر البذخ والإسراف، كونها من المظاهر الضارة بالفرد والأسرة والمجتمع على حد سواء، مشيراً إلى أن العالم يعاني حالياً من قلة الموارد الطبيعية، خاصة في مثل هذه الظروف التي خلفتها جائحة كورونا، والتي تسببت في تراجع معدلات الإنتاج وغيرها.
وأكد الشامسي، أن اختفاء التزاحم على منافذ البيع، وعدم لجوء الناس لتخزين السلع، كان ترجمة فورية على أرض الواقع لرسالة سموه من قبل أفراد المجتمع، في الوقت الذي عانت الكثير من الدول من نفاد السلع من منافذ البيع، جراء لجوء الناس فيها الشراء بكميات كبيرة.
 
 الهدر والتخزين
 حث مزارعون في رأس الخيمة، المتسوقين على شراء ما يلزم فقط من الخضراوات والفواكه خاصة الخضراوات الورقية، التي تتعرض للتلف بسرعة، لعدم حفظها في المنازل بالطريقة الصحيحة، مؤكدين أن شراء الخضراوات بشكل يومي من الأسواق، يساهم في الحد من الكميات التالفة من هذه المنتجات.
وقال حمد العواني، أحد المزارعين في إمارة رأس الخيمة: إن الخضراوات الطازجة متوفرة في جميع أسواقنا المحلية، وبكميات كافية وأسعار ممتازة، وشراء كميات كبيرة من هذه المنتجات، يعرضها للتلف لعدم تخزينها بشكل جيد، لافتاً إلى أن إنتاج المزارع المحلية يتم حصاده من الخضراوات الورقية بشكل يومي، بحسب حاجة السوق، وهناك إنتاج يكفي الطلب الحالي على هذه المنتجات.
وقال سعيد شميل الخاطري، أحد المزارعين في إمارة رأس الخيمة: إن عمليات شراء احتياجات الأسرة من الخضراوات والفواكه، يتوقف على عدة أمور لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه المشتريات، أهمها التأكد من التخزين السليم لهذه المنتجات، إلى جانب حجم البرادات وتغليف المنتجات الورقية التي تتعرض بسرعة للتلف، لافتاً إلى أن الالتزام بمعايير التخزين يتفاوت بين المستهلكين، وهو ما يؤدي في النهاية لخسارة جزء من مشترياتهم التي تجد طريقها لصناديق القمامة.
وأضاف الخاطري: دعوة الترشيد التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، هي جزء أصيل من ثقافتنا وموروثنا الديني، الذي يحث على عدم الإسراف والتبذير، خاصة في المأكل والمشرب والملبس، وفي ظل الظروف الاستثنائية التي خلفتها جائحة كورونا، والتي تتطلب الحفاظ على المنتجات الغذائية ووقف هدرها، مشيراً إلى أن الإنتاج الزراعي المحلي من الخضراوات والفواكه، بدأ يتزايد خلال السنوات الماضية نتيجة لارتفاع معدلات الأمطار، وتحسن المياه الجوفية والتطور في الأساليب الزراعية، وهو ما ساهم في زيادة منتجاتنا المحلية بالأسواق. وأشار إلى أن بعض المستهلكين يشتري كميات كبيرة من الخضراوات ويقوم بتخزينها بشكل خاطئ، ما يعرضها للتلف خلال أيام قليلة، وبعض الأسر تهتم بعمليات الحفظ السليمة لهذه المواد، ولا ترمي منها شيئاً، مشيراً إلى أن نشر الثقافة المتعلقة بطرق تخزين المواد الغذائية يساهم في تقليل الفاقد منها.

رسائل توعية 
 أكدت وزارة الاقتصاد، على بدء بث رسائل التوعية الخاصة بالترشيد في جميع منافذ البيع، عبر شاشات العرض التي تضمها هذه المنافذ على مستوى الدولة، وذلك استجابة لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والخاصة بتوجيه أفراد المجتمع، بالبعد عن الإسراف والتبذير، وتعد رسائل التوعية التي تثبها الوزارة عبر هذه الشاشات، إحدى المبادرات الـ 13 التي كشفت عنها الوزارة، والتي تساهم في تحقيق الترشيد، والمحافظة على ميزانية الأسرة وشراء مستلزماتها المطلوبة. وقال الدكتور هاشم النعيمي، مدير إدارة حماية المستهلك بوزارة الاقتصاد، إن جميع شاشات العرض، وعددها حوالي 3500 شاشة في مختلف منافذ البيع، بدأت بث رسائل التوعية للجمهور والمتسوقين، وتحثهم على ضرورة التوفير، وعدم شراء المستلزمات غير الضرورية، إلى جانب عدم شراء ما يفوق احتياجات الأسر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©