الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الإسراف والتبذير».. مظاهر دخيلة يمنعها الـوعي المجتمعي

الجميع مدعو للحد من الهدر والإسراف ( تصوير راميش )
17 مايو 2020 01:52

محمد صلاح (رأس الخيمة)

شكلت دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للمجتمع بالابتعاد عن سلوكيات الإسراف والتبذير، التوجيه الأمثل الذي يجسد حرص الأب على أبنائه، والسبيل الأنجع لراحة المجتمع في ظل الظروف الاحترازية والتدابير الحالية المتعلقة بجائحة كورونا التي تعيشها دول العالم اليوم، إذ أن هذه السلوكيات ليست من مجتمعنا وبعيدة عن ديننا الحنيف الذي حثنا على عدم الإسراف والتبذير، وزرع الوعي في البشرية منذ آلاف السنين، لما له خطورة على الأفراد والأسر نواة المجتمع، وهو أمر أيضاً ضد مفهوم تحقيق الأمن الغذائي الذي تبذل دولة الإمارات جهوداً كبيرة لتحقيقه، وبالتالي فإن تعزيز الوعي ونشر الثقافة الخاصة بأضرار البذخ والإسراف والتبذير أصبح ضرورة ملحة، من شأنه المساهمة في الحد من هذه الظاهرة مستقبلاً.   
قال منذر بن شكر الزعابي، مدير عام بلدية رأس الخيمة، إن الدعوة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للمجتمع بالابتعاد عن مظاهر الإسراف والتبذير في عمليات الشراء، جاءت في الوقت المناسب في ظل ما نشاهده من إجراءات احترازية متعلقة بجائحة كورونا، في العديد من دول العالم، لافتاً إلى أن ترتيب الأولويات بالنسبة لأفراد المجتمع فيما يخص المشتريات أمر مهم، حتى يتم الابتعاد عن شراء الأشياء غير الضرورية للأسرة.
وأضاف: نسبة كبيرة في المواد الغذائية تفقد بسبب عمليات التخزين غير الجيدة في البيوت، ولدينا اليوم منافذ بيع منتشرة بأعداد كبيرة، وتلتزم بالشروط التخزينية التي تضمن سلامة هذه الأغذية والمواد الأخرى، والابتعاد عن عمليات الشراء غير المحسوبة يضمن الاستفادة من هذه المواد الغذائية، بدلاً من التخلص منها نتيجة لعدم استخدامها، لافتاً إلى ضرورة تكاتف جميع الجهات في تعزيز وعي جميع أفراد المجتمع بخطورة الإسراف والتبذير.

عدم هدر الأموال
وقال الدكتور عبدالرحمن الشايب النقبي، مدير عام الدائرة الاقتصادية في رأس الخيمة، إن دعوة صاحب السمو ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تأتي ترجمة للمشهد العالمي الحالي الذي يقع تحت تأثير الإغلاق الكامل أو الجزئي لمفاصل الاقتصاد، وهذا بدوره انعكس على جميع القطاعات الإنتاجية بهذه الدول، مشيراً إلى أن جميع الجهات مدعوة لترجمة هذه الدعوة وتوعية أفراد المجتمع، وحثهم على الابتعاد عن السلوكيات والأنماط المجتمعية الخاطئة، المتعلقة بشراء السلع والمستلزمات، وعدم هدر الأموال في شراء سلع ومستلزمات غير ضرورية، مشيراً إلى أن عملية اختيار السلع وتطبيق سياسة الادخار وتنظيم ميزانيات الأسر، من شأنه أن يقضي على مظاهر شراء السلع غير الضرورية وعدم الإسراف وهدر الأموال، كما أن تقدير الاحتياجات من شأنه أن يقنن المشتريات وفق هذه الحاجة، لافتاً إلى أن الدائرة تقوم بتوعية الجمهور بخطورة الإسراف والتبذير وعدم شراء السلع التي يمكن الاستغناء عنها، لافتاً إلى العالم شهد العديد من الأزمات الاقتصادية الحادة في السابق، والكثير من الدول استفادت من هذه الأزمات في تعزيز مفهوم الأمن الغذائي، وغرس ثقافة الادخار لدى أفراد المجتمع.
 من ناحيته، أكد المهندس أحمد محمد الحمادي، مدير عام دائرة الخدمات العامة في رأس الخيمة، أن نسبة كبيرة من النفايات التي يتم جمعها بشكل يومي ونقلها للمكبات، تتعلق بالمواد الغذائية، وبعض هذه المواد يتم رميها في القمامة دون استخدامها، مشيراً إلى أن الدائرة تقوم بتجميع هذه المواد وفرزها ونقلها لمحطات خاصة بإنتاج السماد وغيرها، مشيراً إلى أن التخلص من هذه المواد في سلة القمامة، يعد نوعاً من هدر مواردنا الغذائية، وهدر الجهود المبذولة حتى وصول هذه المواد ليد المستهلك، لافتاً إلى أن السبيل الوحيد لمنع هذه السلوكيات، هو تحقيق دعوة صاحب السمو والابتعاد عن مظاهر الإسراف والبذخ في شراء مستلزمات أكبر من احتياجات الأسرة.
قال محمد حسن السبب، مدير عام غرفة تجارة رأس الخيمة بالوكالة، إن الإسراف والمبالغة في النفقات التي تصرف على الطعام خاصة، تتنافى مع التقاليد المجتمعية الموروثة، كما أنها تتنافى مع تعاليم ديننا، التي تحث على الابتعاد عن هذه السلوكيات، خاصة في ظل الأوضاع التي يمر بها العالم أجمع مع أزمة كورونا، لافتاً إلى أن الإسراف والتبذير والمبالغة في إعداد الطعام والشراب، أمور دخيلة ويجب بدلاً من هذه السلوكيات، إعانة الفقراء والمحتاجين.
وأضاف: المبالغة بشراء المواد التموينية وتخزينها، وبكميات تفوق احتياجات الأسر، يهدر جانباً كبيراً منها، داعياً جميع أفراد المجتمع لشراء المواد اللازمة والضرورية لهم فقط، وعدم المبالغة بالشراء، مؤكداً على حرص قيادات الدولة على اتخاذ إجراءات وترتيبات لازمة، تحقق استدامة إمدادات السلع الأساسية لكافة المستهلكين، في مختلف مناطق الدولة، مواطنين ومقيمين، بما يلبي احتياجاتهم الضرورية، في ظل الظروف الصعبة الراهنة، التي تسبب بها انتشار فيروس كورونا. 

تصحيح المفاهيم الخاطئة
 أكد جاسم محمد المكي، مستشار بدائرة محاكم رأس الخيمة، على ضرورة تبني المزيد من الجهود التوعوية والتثقيفية لتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى البعض، والتي تؤدي إلى مظاهر وسلوكيات ضارة، مثل البذخ والإسراف والتبذير في المأكل والمشرب واللبس والحفلات وغيرها، مشيراً إلى أن حفلات الزواج قبل توقفها بسبب إجراءات كورونا الاحترازية، كان بعضها يمثل صورة جلية لهذه الظاهرة، حيث كانت بعض الحفلات تعكس بعض مظاهر البذخ، نتيجة لإصرار البعض على شروط معينة في هذه الحفلات، لافتاً إلى أن الأكل المجهز في هذه الحفلات كان يذهب منه أكثر من 25% لصناديق القمامة، لافتاً إلى أن البعض يعتقد أن إقامة هذه الحفلات بهذه الصورة يعكس الصورة الاجتماعية لأصحاب هذه الحفلات، دون النظر لانعكاسات هذه المظاهر السلبية على حياة ومستقبل الأسرة، فكثير من الشباب كبلتهم الديون بسبب هذه الحفلات.
وتابع: الجميع مطالب بترجمة دعوة صاحب السمو ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في تثقيف المجتمع وتعريفه بأضرار الإسراف والتبذير والبذخ والتي حتماً تؤدي للاستدانة، كما عليهم دور مهم في تصحيح الصورة التي من شأنها الحفاظ على الاستقرار الأسري ونبذ العادات السيئة. وطالب المكي بضرورة تعميم الأفراح الجماعية، كحل مقبول، للقضاء على مظاهر البذخ والإسراف، مع إيجاد الحافز للأسر للموافقة على إتمام زواج أبنائهم من خلال هذه الحفلات، من خلال حضور كبار الشخصيات بالدولة وتكريم العرسان المشاركين، وغيرها من الإجراءات التي تحد من كافة أشكال التبذير والبذخ والإسراف.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©