الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«التعلم عن بُعد» يحول الطالب من متلقٍ إلى مشارك

محمد جودت
16 مايو 2020 01:46

أبوظبي (الاتحاد)

قال الدكتور محمد جودت، الأستاذ بجامعة محمد الخامس أبوظبي: «إن التعلم عن بُعد الذي فرضته علينا الظروف الحالية بسبب انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد - 19)، إنما له أوجه إيجابية، أهمها أن الطالب تحول من المتلقي في الطرق التقليدية إلى أن يصبح مشاركاً، ويمارس مهاراته من خلال الأدوات الجديدة لـ (التعلم عن بُعد)». جاء ذلك، في محاضرة إلكترونية نظمتها جامعة محمد الخامس أبوظبي، أمس، في إطار سلسلة محاضرات «روح وريحان» في شهر رمضان الفضيل، وأضاف جودت: «إن الكوارث والنكبات تغير من وجه العالم، فترفع أمماً وتحط من أخرى، وتدعونا للتدبر والبحث عن أسئلة جديدة، كما قال المفكر إدوارد سعيد لأحد محاوريه (هل من سؤال جديد؟)، وذلك للتدبر والبحث من خلال رؤية عقلانية في التربية والتعلم، خاصة ما طرأ من تغير ودفع المدارس والجامعات للتعلم عن بُعد».
وأشار إلى أنه في الماضي كان التعلم عن بُعد استثناءً، وفي فرنسا تم ابتكار التعليم بالمراسلة والمؤسسات التعليمية التي كانت تفعله من الدرجة الثانية، أما الآن فأصبح الجميع يطبقه، وفي الظروف الحالية أصبح لا مفر منه، وسوف يقلب مفاهيم الجميع عن التعليم.
وقال الدكتور جودت: «الآن، نحن أمام نوع آخر نخرج فيه من مفهوم الفصل الذي يمارس فيه التعليم، والمدرس هو من يمارس السلطة، ودخلنا نوعاً آخر وهو تعليم الكبار، وفي العالم العربي نمارس التعليم التقليدي معهم، وإذا رجعنا لتعليم الكبار فنجد أنه في عام 1833، حيث قام به ألكسندر كاب، والآن تكتمل هذه النظريات التي بدأت في الماضي».
ولفت إلى أنه الآن، لم يعد التعامل من خلال الفصول التقليدية، حيث يتلقى الطالب الآن مهارات تعليمية عبر أدوات جديدة، ويجب علينا تفعيلها، وهي حرية المتلقي الآن، بعيداً عن الفصول الدراسية، والآن المتلقي بعيداً عن سلطة الأستاذ الذي كان ينفذ عنفاً رمزياً على الطلاب في المدارس، الذي كان في بعض الأحيان متقبلاً عند الطلاب، والآن المتعلم كبير يختار المعرفة بإرادته، ويسير في المسار التعليمي برغبته، وتأتي مهمة الأستاذ هنا في الدرجة النهائية أو التقييم النهائي، مضيفاً: «إن دور الأستاذ أصبح مهارة توزيع الأدوار، في الوقت الذي يتحول فيه المتلقي (الطالب) إلى شخص مشارك في مرحلة التعليم، وليس متلقياً فقط، و(التعلم عن بُعد) يسهم في هذا التحول الإيجابي، وإحداث نقلة نوعية يوجدها التعلم عن بُعد، والذكاء الاجتماعي يأتي من الدراسة ومتابعتها، ويمكن اكتساب الذكاء الاجتماعي من التعلم عن بُعد».
وأكد أن التعلم عن بُعد يجعلنا نطلع على الطرق المختلفة من التعليم في ظروف الحجر الصحي للوقاية من فيروس «كوفيد - 19»، ويخلق هذا النهج الجديد متعة التعلم لدى الطلاب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©