الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات.. نجاحات لا تتوقف

طارق هلال لوتاه
28 ابريل 2020 02:54

طارق هلال لوتاه

مع بداية تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19» وانتشاره عالمياً، اتضح بشكل جلي مدى جاهزية الدول للتعامل مع مثل هذه الأزمات، كما تكشفت قدرات الحكومات وجاهزيتها لإدارة الأزمات والكوارث غير المتوقعة، وليس من السهل على أي دولة أن تتعامل بشكل منظم ودقيق مع مشاكل وكوارث غير طبيعية وغير مسبوقة مع عدم وضوح الصورة والخبرات السابقة وتوافر المعلومات الكافية لاتخاذ القرارات المناسبة.
إلا أن دولة الإمارات نجحت في التعامل مع الظروف الحالية وإدارة الأزمة الحالية والتقليل من آثارها السلبية إلى حد كبير وفي كثير من القطاعات، ونجاح دولة الإمارات لم يبدأ خلال الأزمة الحالية، بل بدأ قبل ذلك بكثير وتجلى هذا النجاح في العديد من المبادرات المبتكرة مثل تأسيسها للهيئة الوطنية لإدارة  الطوارئ والأزمات والكوارث، وذلك للتعامل مع الأزمات ووضع خطط استباقية لضمان استمرارية الأعمال وتنسيق جهود إدارة الطوارئ والأزمات على المستوى الاتحادي لضمان الجاهزية التامة. نجاحات دولة الإمارات توالت هذه المرة من خلال التركيز على ملف الأمن الغذائي والمخزون الاستراتيجي للغذاء ووضعه ضمن أولى اهتماماتها، والحيلولة من دون وجود أي نقص في المواد الغذائية.
هذه الخطوة الاستشرافية سبقتها خطوات مهمة، تجسدت في تأسيس شركات أغذية حكومية وشبه حكومية داخل الدولة وخارجها، وتقديم الدعم إلى القطاع الزراعي والسمكي والثروة الحيوانية بكافة أنواعه حتى تتمكن من توفير جميع احتياجات الدولة من هذه المواد الرئيسة.
كما أن دولة الإمارات برؤيتها الاستراتيجية والاستباقية بعيدة المدى، حرصت كذلك على توفير المخزون الاستراتيجي لجميع المواد والسلع التي ترتبط بحياة الإنسان وتضمن استمرارية الأعمال، وهذا ما مكنها من إدارة ملف الأزمة بفاعلية والحد من الآثار السلبية لها.
ومع تداعيات انتشار هذا الوباء العالمي، تتكلل نجاحات دولة الإمارات في التعامل مع هذه الأزمة من خلال تأسيسها لبنية تحتية عالية الكفاءة وبمعايير عالمية تشتمل على منظومة صحية حكومية وخاصة.
كما أن دوله الإمارات نجحت في تأسيس شبكة نقل بري وجوي وبحري وأسست لمركز لوجستي إقليمي يخدم المنطقة والعالم وأسهم مساهمه فاعله في توفير سلاسل إمداد لكافة القطاعات الاقتصادية وعززت ذلك ببنية تحتية إلكترونية وبأنظمة تقنية وإدارية ومالية أسهمت بشكل كبير وفاعل في استمرارية الأعمال بالرغم من القيود التي وضعت للحفاظ على حياة المواطنين والمقيمين وللسيطرة على تفشي المرض بالسرعة الممكنة. 
قراءة دولة الإمارات الاستباقية مكنها من تقدير الوضع منذ البداية، وكانت لتوجيهات القيادة الرشيدة والمتابعة المستمرة الدور الرئيس في وضع الرؤية الاستشرافية واضحة الملامح، والتي مكنت المسؤولين وصناع القرار في جميع المجالات والقطاعات من التحلي بالثبات والحكمة واتخاذ القرارات والإجراءات المدروسة. هذه النجاحات كانت مدعومة بمنظومة تحول رقمي ذكي عملت عليه دولة الإمارات منذ سنوات، والتي أسهمت اليوم في تمكين جميع القطاعات من ممارسة أعمالها، وتوظيف أفضل الوسائل لضمان العمل والتعليم عن بُعد، والذي يعد الركيزة الرئيسة في نجاح دولة الإمارات في استمرار منظومة العمل والتعليم لديها.
كما أن دولة الإمارات نجحت في التعامل مع أزمات من نوع آخر، وأهمها أزمة انخفاض أسعار النفط وتباطؤ الاقتصاد بشكل كامل ووضعت الحلول والبرامج المحفزة للاقتصاد، وقبل ذلك كله أعلنت قبل سنوات عن خطتها للإمارات ما بعد النفط، وبدأت بتنويع مصادر دخلها واستثماراتها ومصادر طاقتها وكانت سباقة في ذلك. 
نجحت إنسانياً في معاملتها لكل من يقيم على أرضها بأسلوب حضاري وإنساني وحفظت أمنهم وحقوقهم ووفرت لهم برامج مساعدات متنوعة، نجحت دولة الإمارات في تنفيذ سياسة خارجية ناجحة وعملت بعثاتها الدبلوماسية في الخارج على التنسيق مع الحكومات وعلى إعادة مواطني الدولة إلى أرض الوطن، وذلك لضمان سلامتهم وصحتهم. ولم تكتف بنقل مواطنيها بل مدت يد العون لنقل وإيواء مواطنين من دول شقيقة وصديقة كانوا محتجزين في دول نتيجة إغلاق المطارات ومنع السفر ورفض دولهم استقبالهم. اليوم وبعد مرور قرابة الشهرين وصلت الجهات المعنية بالتعامل مع الأزمه إلى مرحلة النضج والاستقرار في آلية التعامل والتنسيق بين جميع الجهات المعنية، واتضح جلياً أن الإمارات نجحت في وضع وتنفيذ نظام صحي متكامل للتعامل مع الحالات المكتشفة، ووفرت لها جميع الإمكانيات.
النجاحات مستمرة على مستوى الأزمة بالتوازي مع استمرارية كافة الأعمال وعودة الحياه إلى طبيعتها تدريجياً مع المحافظة على الإجراءات الوقائية الضرورية لسلامة الجميع، وتستمر نجاحاتنا في ظل قيادة ميدانية استثنائية لا تؤمن إلا بالمركز الأول.

وكيل وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©