عدد اليوم
عبد الله أبو ضيف (القاهرة) ينتاب الكثير من البشر مخاوف من سيطرة الذكاء الاصطناعي والآلات على زمام الأمور في العقود المقبلة، مثلما توقعت الكثير من الأفلام السينيمائية، بأن تتحكم الآلات في حياة البشر بشكل كامل، دون تلقي أي أوامر منهم.
تجسد هذا التخوف في واقعة حدثت في مارس 2020، ولم يتم الكشف عنها إلا في تقرير جديد صادر عن الأمم المتحدة، يسجل أول واقعة قتل لطائرة مسيرة دون إعطائها الأوامر، حيث قتلت الطائرة شخصاً دون موافقة القائد المتحكم عن بُعد.
وقعت الحادثة على الأراضي الليبية، عندما قتلت الطائرة تركية الصنع من نوع KARGU-2، جندياً في الجيش الوطني الليبي، خلال عملية كان الهدف منها التفجير الذاتي خلال المعركة مع المجموعات المسلحة، ولكن الطائرة المسيّرة اختارت أحد جنود الجيش وأردته قتيلاً دون إذن قائدها، بعد أن اعتبرته خطراً ونفذت الأمر من تلقاء نفسها.
وكانت الواقعة محل بحث من جانب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي أصدر تقريراً يوضح فيه أن الأسلحة الآلية القاتلة تعمل وفق نظام يسمح لها باستهداف العناصر الخطرة، دون الحاجة إلى التواصل مع قائدها البشري المتحكم فيها عن بُعد، وهذا ما حدث في تلك الواقعة بالتحديد، حيث اعتبرت الطائرة المسيرة الجندي الليبي مصدر خطر وقتله.
وأثارت الحادثة الفزع حول العالم بعد ظهور التقرير، وطالب الباحثون في نظام الأسلحة الآلية، وضع تشريعات وقوانين لضمان عدم تكرار هذا الأمر في القريب العاجل، ومن بينهم جاك واتلينغ، باحث في أنظمة الأسلحة الأرضية بمعهد رويال يونايتد للخدمات، حيث شدد على ضرورة مناقشة التشريعات المحتملة لتنظيم استخدام الأسلحة الذاتية في الحروب والمعارك.
