الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

فيديو.. وداعاً.. سمير غانم..إمبراطور الضحك

وفاة سمير غانم
20 مايو 2021 19:34

محمد قناوي (القاهرة)
«إمبراطور الضحك.. القشاش.. عملاق كوميديا الارتجال.. ملك خشبة المسرح بلا منازع، إمبراطور المسرح الكوميدي».. ألقاب حصل عليها الفنان الراحل «سمير غانم» خلال مشواره الفني الطويل، الذي يمتد لأكثر من ستين عاماً، استطاع خلالها رسم الابتسامة على الوجوه وأن يخلق لنفسه مكاناً ومكانة لا ينافسه فيها أحد.
فهو حالة خاصة في عالم الكوميديا، وتفنن في كيفية إسعاد الملايين، ببساطة وسلاسة دون فلسفة أو تعقيد، فقدم كوميديا السهل الممتنع التي لا يستطيع غيره تقديمها، وعلى امتداد تاريخه الفني الطويل كان مختلفاً، وذكياً طوال الوقت، قدم فناً لا يشبه غيره، فأصبح إمبراطور المسرح الكوميدي بلا منازع. 
ابن اللواء 
اسمه بالكامل سمير يوسف غانم، وهو من مواليد 15 يناير عام 1937، تفتحت عيناه في طفولته على البدلة العسكرية التي يرتديها والده، وفى منزل منضبط تحكمه قواعد صارمة وضعها الأب الصعيدي ضابط الشرطة، والصرامة والشدة العسكرية التي يتعامل بها الوالد الذي ظل يترقى حتى وصل إلى رتبة اللواء والذي لم يجد في نجله سوى امتداد لمشواره في جهاز الشرطة.
لكن الشاب الصغير الذي التحق بكلية الشرطة إرضاء لوالده لم يجد نفسه وسط تلك الأجواء، فرسب فيها في السنة الثانية مرتين. كشف سمير غانم عن علاقته بوالده، حيث قال: إن والده كان يرفض انضمامه لعالم التمثيل، لكنه مع النجاح الذي حققه تراجع عن موقفه وبات يظهر معه أثناء العروض الفنية التي كان يقدمها.
وقال: «بعد انضمامي لكلية الزراعة، علم والدي بأّني لدي موهبة التمثيل، وكان حزيناً من ذلك في البداية، لكن بعد نجاحي وشهرتي، افتخر والدي بي لدرجة أنه بات يَرد على المعجبين، وذهب معي إلى خارج مصر لتقديم عروض مسرحية هناك». 
الأم الكوميديانة 
في مقابل صرامة الوالد العسكرية التي كانت تكهرب المنزل بكامله، تفتحت أيضاً عيناه على خفة ظل والدته التي تأثر بها بشدة لما كانت تتمتع به من تلقائية وحرفية عالية في تركيب القفشة الكوميدية. 
يقول عنها سمير غانم: لو كانت والدتي قد دخلت مجال العمل بالفن لكانت قد تفوقت على «ماري منيب وزينات صدقي» وكل «الكوميديانات» في عصرها، لم أر في حياتي سيدة تعادلها في خفة ظلها، كانت روحها المرحة هي بمثابة النسيم الذي يخفف عنا صرامة الوالد العسكرية، ولكني مع الوقت اكتشفت أن والدي كان بين الحين والحين يكشف في ساعات الصفا ما يتمتع به هو الآخر من خفة ظل يغلفها بالمهابة والوقار، لهذا ورثت خفة الظل أنا وجميع إخوتي من والدتي. 
انضم لفرق التمثيل والموسيقى بالمدارس التي درس بها، سرعان ما انضم للفرقة الفنية فيها ليجتمع مع وحيد سيف وعادل نصيف، فقدما وقتها «اسكتشات» غنائية على مسرح الجامعة، إلا أن هذه الفرقة لم تستمر طويلاً بعد انسحاب الفنان وحيد سيف لتركه الإسكندرية.
وبعدها، انسحب عادل نصيف أيضاً. وفي نفس العام، تعرف سمير غانم على جورج سيدهم الذي سبقه في دخول الكلية بعام واحد. وقتها، كان جورج سيدهم والضيف أحمد يتمتعان بشهرة على مسارح الجامعات واكتشف جورج ما يتمتع به سمير من خفة ظل فحدث تآلف روحي بينهما.
وشكل الثلاثي الفرقة الشهيرة «ثلاثي أضواء المسرح»، وهي الفرقة التي قدموا خلالها مجموعة كبيرة من الأفلام والمسرحيات، وأيضاً «الاسكتشات» المميزة بالألحان السريعة والخفيفة أيضاً منها: «كوتومو يا حلوة يا بطة»، و«بص شوف مين يا وعدي»، و«جمبري مشوي»، و«مجانين بس نعيش»، و«مبروك يا عريسنا»، وغيرها من الأغنيات ومن المسرحيات «الراجل اللي اتجوز مراته»، و«حواديت».
إلا أن الانفصال تم في عام 1970 بعد وفاة الضيف أحمد، وكان الفنان عادل إمام قدم عرضاً مسرحياً بدلاً من الضيف أحمد، لكنه لم يكن مناسباً مع الفرقة. 
وبعدها، قدم سمير غانم مجموعة من المسرحيات مع جورج سيدهم، ولكنه انفصل بعدها عنه ليقدم أعمالاً من بطولته، حيث كان آخر عمل جمع بينهما هو مسرحية «أهلا يا دكتور» في عام 1981.

البطولة المطلقة 
شارك سمير غانم في العديد من الأفلام السينمائية، سواء مع «ثلاثي أضواء المسرح» أو في دور ثانٍ، وبدأها في عام 1963 بفيلم «القاهرة في الليل»، وشارك بعدها في أفلام، مثل: «منتهى الفرح»، و«آخر شقاوة»، و«ذكريات التلمذة»، و«المشاغبون»، و«آخر جنان»، و«الشقيقان»، و«المغامرون الثلاثة»، و«رحلة السعادة»، و«صغيرة على الحب»، و«إضراب الشحاتين»، و«30 يوم في السجن»، و«شنطة حمزة»، و«شباب مجنون جداً»، و«شاطئ المرح»، و«العريس الثاني»، و«أفراح»، و«بنت شقية»، و«الزواج على الطريقة الحديثة»، و«الحرامي»، و«نشال رغم أنفه»، و«فرقة المرح»، و«نار الشوق»، و«أضواء المدينة»، و«الأحضان الدافئة». 
كما قدم أيضاً بعدها عدداً من الأفلام التي تصدر بطولتها، مثل: «نهاية رجل تزوج»، و«القناص»، و«حادي بادي»، و«الرجل الذي عطس»، و«إحنا بتوع الإسعاف»، و«المشاغبون في الجيش»، و«محطة الأنس»، و«التريللا»، و«فقراء لكن سعداء»، و«عريس في اليانصيب»، و«النصاب والكلب»، و«المطب»، و«اقتل مراتي ولك تحياتي»، و«الأهطل»، و«الأغبياء الثلاثة»، و«الكابتن وصل». 
عاشق المسرح 
على الرغم من أنه في السينما لم يكن نجماً أول إلا في الثمانينيات، لكنه على العكس في المسرح استطاع أن يحصل على البطولة مبكراً، سواء مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح أو أعماله المسرحية التي قدم بطولتها، وقد بدأ من مسرح الجامعة، وهو يعتبر المسرح بيته الأول وعشقه الأكبر، واستطاع سمورة أن يصنع فيه حالة خاصة من النجاح والإبهار، وأن يكون علامة من علاماته التاريخية، وملكاً للارتجال والإفيهات، فحققت مسرحياته نجاحاً منقطع النظير واستمر عرض الكثير منها لسنوات عديدة.
ففي عام 1964، شارك في مسرحية «طبيخ الملايكة»، و«فندق الأشغال الشاقة»، و«انت اللي قتلت عليوة»، و«موسيكا في الحي الشرقي»، و«جوليو ورومييت»، و«منطقة ممنوعة» ومسرحية «المتزوجون» والتي حققت نجاحاً كبيراً ولا تزال تحقق النجاح أثناء عرضها على التلفزيون، و«فارس وبني خيبان»، و«أخويا هايص وأنا لايص»، و«بهلول في إسطنبول»، و«دو ري مي فاصوليا»، و«جحا يحكم المدينة، و«أنا والنظام وهواك»، و«أنا ومراتي ومونيكا»، و«ترا لم لم»، و«مراتي زعيمة عصابة». 
فوازير فطوطة 
في عام 1982، خاص سمير غانم تجربة خاصة وتحدياً جديداً في مشواره، عندما أقدم على تقديم فوازير فطوطة، ولمدة 3 سنوات فكانت الفوازير تحدياً جديداً اجتازه بنجاح مبهر. 
الدراما التليفزيونية 
نجح سمير غانم أيضاً في تقديم العديد من الأعمال الدرامية، منها: «الصياد والحب»، و«البحث عن السعادة»، و«تزوج وابتسم للحياة»، و«أنا وانت والزمن طويل»، و«مغامرات زكي الناصح»، و«دقات الساعة»، و«الأزواج الطيبين»، و«السيد هيصة»، و«كابتن جودة»، و«ميزو». 
بعد حصوله على البطولة المطلقة، عاد سمير غانم مؤخراً ليشارك في العديد من الأعمال، سواء ضيف شرف أو بدور ثانٍ في مسلسل «شربات لوز» مع يسرا، و«الكبير أوي» مع أحمد مكي، و«يوميات زوجة مفروسة» مع داليا البحيري ومع ابنتيه دنيا وإيمي في مسلسلات «في اللالاتد»، و«بدل الحدوته ثلاثة»، و«عزمي وأشجان»، و«سوير ميرو». 
باروكة ونظارة 
على الرغم من أنه في بداية ظهور سمير غانم كان الجمهور قد ألف ملامحه وهو أصلع، إلا أنه قرر التغيير بعد سنوات وأن يظهر دائماً، سواء في أعماله أو حياته الشخصية، مرتدياً الشعر المستعار. وبرر ذلك في أحد لقاءاته التلفزيونية، قائلاً بأن الشعر المستعار يتناسب أكثر مع الشخصيات التي يقدمها والشعر عامل من العوامل التي تميز الشخصية. 
تزوج الفنان سمير غانم مرتين قبل زواجه من الفنانة دلال عبد العزيز التي أنجب منها ابنتيه الفنانتين «دنيا وايمي». وبقي «سمورة» قادراً على الإبداع والإدهاش وإثارة البهجة والسعادة أينما وكيفما ظهر وطل على جمهوره.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©