عدد اليوم
مستنكر، ومستهجن، تطاول شربل وهبة وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، على المملكة العربية السعودية، ودول مجلس التعاون الخليجي، بادعاءات كاذبة، تتنافى مع أبسط القواعد والأعراف الدبلوماسية، وتهدد أسس العلاقات التاريخية.
التصريحات المسيئة والمشبوهة للوزير المذكور، والتي تطرح العديد من علامات الاستفهام، أقل ما يقال في وصفها أنها مشينة وعنصرية، وهو ما أكدته الإمارات والمملكة الشقيقة، خلال استدعائهما السفير اللبناني في كلا البلدين، وتسليمهما مذكرة احتجاج رسمية بهذا الشأن.
أما ما ورد على لسان الوزير من تبرير حول «تحريف كلامه»، و«استخدامه عبارات غير مناسبة كرد انفعالي»، فإنه مرفوض قطعياً. كما أنه من غير المقبول، محاولات التهوين من التصريحات المستفزة على أنها تمثل رأياً شخصياً، وليس موقف الدولة اللبنانية، والأمر متعلق بمقابلة تلفزيونية استضافته أساساً ممثلاً لمنصبه لا لشيء آخر.
لا يمكن التغاضي عما حدث، والتقليل منه بعبارات غير قابلة للتصديق. وأقل المطلوب قيام الوزير المذكور بتقديم اعتذار رسمي علني لدول مجلس التعاون الخليجي وشعوبها نظير ما بدر منه من إساءات غير مقبولة على الإطلاق.
لم تقدم دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها المملكة الشقيقة، إلى لبنان منذ استقلاله، وعلى مدى سنوات محنته، سواء في الحرب الأهلية أو غيرها من الحروب، سوى المساندة والدعم واستقبال عشرات آلاف اللبنانيين، وتقديم مليارات الدولارات لإعادة الإعمار التي لا ينكرها إلا جاحد.
ما ارتكبه وهبة باختصار جريمة لا يمكن السكوت عنها، لأنها تهدد صورة لبنان كلها أو ما تبقى منها. ولا بد من اعتذار وأكثر.
"الاتحاد"
