الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الطب البيطري.. كوادر إماراتية تلبي حاجة سوق العمل

الطب البيطري.. كوادر إماراتية تلبي حاجة سوق العمل
16 أكتوبر 2020 01:56

هناء الحمادي (أبوظبي)

أولت دولة الإمارات الاهتمام بالثروة الحيوانية، حيث نرى الكثير من الجهات وفرت تلك الرعاية الكاملة من خلال وجود مراكز العناية بها صحياً، أو توفير ملاجئ للحيوانات الضالة أو السائبة أو المريضة، ومع الإقبال والشعبية الكبيرة لتربية الحيوانات منزلياً أو في المزارع فإن الدولة وفرت أطباء بيطريين لمعالجة تلك الحيوانات في حالة المرض ومتابعتها صحياً من خلال تقديم التوعية الكاملة والشاملة للمهتمين بتربيتها. ويبلغ عدد العيادات الحكومية 44 عيادة تتبع الوزارة والسلطات المحلية الشريكة «هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية وبلدية دبي» ويبلغ عدد العيادات والمستشفيات البيطرية الخاصة والمرخصة من الوزارة 122 منشأة، تقدم الخدمات العلاجية والتشخيصية للحيوانات بينما بلغ عدد الأطباء البيطريين المواطنين من كلا الجنسين الذين التحقوا بكلية الطب البيطري منذ تأسيسها بجامعة الإمارات، 98 طالباً وطالبة، بينهم أطباء وطبيبات خريجون يعملون بمختلف الجهات الحكومية ذات الاختصاص. بينما يبلغ عدد الأطباء المواطنين الملتحقين في برنامج العلوم البيطرية ما يقارب الـ 71 طبيباً وطبيبة تقريباً. 
في السطور التالية نسلط الضوء على جوانب الاهتمام بتربية ورعاية الحيوانات الأليفة بالدولة، وعالم الطب البيطري الذي يمثل رسالة إنسانية نبيلة.

  • فاطمة قريبان
    فاطمة قريبان

خريجات القسم البيطري من جامعة الإمارات وراء كل واحدة منهن قصة وحكاية لاختيار دراسة هذا المجال، الذي يتطلب تشجيعاً من الأهل وإرشاداً توعوياً ودعماً حكومياً لتلبية حاجة سوق العمل من الكوادر المواطنة. 
تقول فاطمة قريبان المهيري طبيبة بيطرية، إحدى خريجات الدفعة الأولى عام 2018 تخصص بكالوريوس الطب البيطري من جامعة الإمارات: أتممت التدريب خارج الدولة في العديد من الدول منها المجر، والذي تراوح بين عيادات الحيوانات الكبيرة والصغيرة ومستشفى الخيول، وتم استكمال التدريب الأخير في اليونان ورومانيا في مستشفيات الخيول التابعة للجامعات البيطرية، التي تُعد طبيباً رسمياً في الاتحاد الدولي لرياضات الفروسية، معتمدة من قبل اتحاد الإمارات للفروسية والسباق. وتطوعت في مؤسسة تطوعية لمساعدة الحيوانات في الهند، وبعد التخرج عملت في قسم الخدمات البيطرية، وأعمل حالياً في مختبر أبحاث الطب البيطري المركزي في دبي كباحثة ناشئة». 

رحمة وإنسانية
تلفت قريبان إلى سبب اختيارها مجال البيطرة، وتقول «الطبيب البيطري هو طبيب الرحمة والإنسانية وهو ما جعلني أختار هذا المجال، فقد نشأت في عائلة محبة للحيوانات، فمنذ نعومة أظافري وأنا أعشق ركوب الخيل وأهتم بالحيوانات، حبي للحيوانات والعطف عليها زُرع بداخلي من قبل الوالدين اللذين علماني أصول التعامل مع الحيوانات وحبها والعطف عليها، وهذا كان الدافع القوي لدخولي هذا المجال، وكان مزيجا من حلم وشغف، كان حلم والداي أن أصبح طبيبة، لكن محبتي للحيوانات ساهمت في دخولي مجال الطب البيطري، لإشباع الشغف الذي كان بداخلي للحيوانات». وتذكر قريبان أن مجال الطب البيطري لا يقتصر على معالجة الحيوانات وحسب، بل هو يشمل الرفق بالحيوان وسلامة الغذاء والمحافظة على الحد من دخول الأوبئة والأمراض للمحافظة على صحة الإنسان، لأن صحة الإنسان من صحة الحيوان، وهو مجال كبير وواسع فقد نجد فيه الجراح، طبيب الباطنية، الطبيب الباحث، الطبيب المختص في الخيول، الطبيب المختص في حيوانات المزرعة، وطبيب مختص في الحيوانات الصغيرة وغيرها من الحيوانات، حيث في البداية بدأت العمل كطبيب عام لجميع الحيوانات بالأخص معالجة الحيوانات الكبيرة، منها الجمال، الخيول، وحيوانات المزرعة.

«تشي تشي»
وعن أغرب حالة تمت معالجتها، قالت قريبان «من المواقف التي ما زالت عالقة في الذهن هي فرس «تشي تشي»، التي تم إدخالها إلى عيادة الخيول في جامعة رومانيا – كلوج نابوكا، حيث كانت «تشي تشي» حاملا في أشهرها الأخيرة، لكن للأسف مات الجنين وهو في بطنها ولم يلاحظ صاحبها، وتم إحضارها إلى العيادة في حالة صعبة مما جعلنا قلقين على صحتها، وتبين لنا بأنها تعاني من التهاب بطانة الرحم وهو ما تسبب لها بتسمم الحمل والدم، ما جعلها غير قادرة على النهوض فاضطررنا أن نأتي بالماء والطعام إليها وهي مستلقية على جنبها، وكان يجب علينا أن نجعلها تقف كي لا تصاب بالعرج، وظللنا نعتني بها لمدة شهر ومتابعة حالتها حتى تحسنت وقبل عودتنا إلى الإمارات تم تعافي «تشي تشي»، وأصبحت في أحسن حال ومستعدة لحملها في الموسم القادم. 

قسم الجراحة
حمدة خلفان العلوي، خريجة جامعة الإمارات بقسم «الطب البيطري» لها خبرة في المجال داخل الدولة وخارج الدولة، مثل جمهورية التشيك وجمهورية المجر واليونان وجمهورية رومانيا، وتعمل في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية في مستشفى القطارة في مدينة العين، لديها دورات تعليمية في إمارة أبوظبي بإشراف هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، وحالياً تعمل في قسم الجراحة في مستشفى القطارة المختصة بالحيوانات المنتجة. وتعترف حمدة العلوي بأن مجال الطب البيطري ممتع وبه الكثير من التحديات، وهذا ما جذبها لهذا العالم، تقول: «من ضمن التحديات أن الحيوانات لا تشكو، لذلك يجب علينا كأطباء بيطريين بذل الجهد كي نصل إلى التشخيص الصحيح، وبغض النظر عن حبي للحيوانات، فإن مجال الطب يتجدد كل يوم، فهناك تقنيات حديثة تظهر في هذا المجال وأدوية جديدة وأجهزة حديثة، لذلك من المهم أن نطّلع على هذه التحديثات في مجال الطب البيطري بين فترة وفترة». وعن دورها في الهيئة، تذكر العلوي: «أقوم بعلاج الحيوانات بأفضل مستوى، وأن أكون على دراية علمية وعملية بهذا المجال، ليتم علاج الحيوانات بطريقة مناسبة، لذلك من المهم الاطلاع وتجديد المعرفة والعلم في هذا المجال». وتضيف: لا يقتصر مجال الطب البيطري على العلاج والقيام بالجراحات فقط، بل إرشاد أصحاب الحيوانات، فهذا الأمر مهم من حيث طريقة التربية وأفضل الأطعمة الخاصة بالحيوانات».

جامعة الإمارات
أفاد الدكتور محمد الفاتح، رئيس القسم البيطري في جامعة الإمارات، أن الطالبات الملتحقات بدراسة تخصص الطب البيطري في كلية الأغذية والزراعة يشكلن النسبة الأعلى، حيث بلغ عدد خريجات الدفعة الأولى عام 2018 (16 طالبة) بينما عدد خريجي الدفعة الثانية عام 2019 بلغ (14 طالبة وطالبا واحدا). وأضاف «يعد قسم الطب البيطري الوحيد الذي يدرس هذا التخصص في الدولة، واستحدثته الجامعة، نظراً للحاجة الماسّة إليه، بالإضافة إلى وجود شواغر وظيفية فيه، وجاء إنشاء القسم لتلبية الطلب المتزايد على الأطباء البيطريين المؤهلين في مجال الصحة الحيوانية، والرعاية، والإنتاج»، مشيراً إلى إعداد مناهج لتخريج أطباء بيطريين لديهم فرص وظيفية واسعة، موضحاً «يتلقى الطلبة خلالها مختلف العلوم الأساسية والعلوم البيطرية التطبيقية وغيرها».

نشر التوعية
تؤكد فاطمة «واجبنا في المجتمع لا يقتصر على معالجة الحيوانات المريضة فحسب، بل لنا دور فعال في نشر التوعية بين مربي الحيوانات حيث يتم نشر التوعية عن مواضيع مختلفة منها التحصينات الحيوانية، وما هي الأمراض الحيوانية والأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وأهمية التغذية الحيوانية التي تمنع العديد من الأمراض. وحول أغرب حالة تمت معالجتها تذكر حالة «مهرة» لديها التهاب وتهيج في المستقيم، مما أدى إلى حالة نسميها «الانقلاب في المستقيم»، حيث تمت إعادة المستقيم إلى وضعه الطبيعي وإتمام العملية الجراحية وتفاجأت بعد بضعة أيام أن المهرة قد نالت المركز الرابع في «بطولة الخيل العربي للجمال». 

  • سعيد الجابري يعالج جملاً مصاباً (من المصدر)
    سعيد الجابري يعالج جملاً مصاباً (من المصدر)

أسلوب حياة
فاطمة إبراهيم، من إمارة الفجيرة حققت حلمها الطفولي بالحصول على شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة البيطرية من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، وتقول «بعد التخرج من الجامعة الأردنية عملت بشكل تطوعي مع الحيوانات الأليفة والخيول في عيادة بيطرية في منطقة الفجيرة، ثم التحقت بوزارة التغير المناخي والبيئة، حيث تمركز عملي في العيادة البيطرية التابعة للمنطقة الشرقية، كما تمركز اختصاصي في معالجة وتحصين المواشي، منها الأغنام والضأن والأبقار والجمال».
وتضيف إبراهيم «الطب البيطري بالنسبة لي ليس مجرد وظيفة بل أسلوب حياة، فكل يوم يعتبر فرصة للتحسين والتطوير والتعلم، فهناك جديد في هذا المجال كل يوم، وحبي وشغفي لهذا التخصص هو الذي يدفعني للتطوير المستمر. حيث يبدأ يومي في العيادة البيطرية في وزارة التغير المناخي والبيئة باستقبال الحالات المرضية، وعند وصول الحالة يتم فحصها وأخذ الإجراءات اللازمة، حيث تتم معالجة الحيوانات بالأدوية البيطرية أو إجراء عمليات جراحية لها، ومنها العمليات القيصرية في حالات عسر الولادة، عمليات الفتق بأنواعها أو جروح تحتاج إلى خياطة جراحية، ثم نقوم بدورنا كأطباء بيطريين بمتابعة الحالات المرضية إلى أن تتعافى وهذا بالنسبة لي هو نوع من المكافأة الذاتية».

تنظيم القطاع
وتضيف كلثم كياف مدير إدارة الصحة والتنمية الحيوانية بالوكالة، في وزارة التغير المناخي والبيئة، «تعمل الوزارة على إصدار وتطوير التشريعات اللازمة لتنظيم عمل هذا القطاع، أهمها قانون مزاولة مهنة الطب البيطري وقانون الوقاية من الأمراض الحيوانية المعدية والوبائية ومكافحتها، وتعمل هذه التشريعات والقرارات التنظيمية على تطوير عمل المنشآت البيطرية وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، وتقوم الوزارة بالرقابة الدورية عليها لضمان تقديمها خدمات بيطرية للثروة الحيوانية وفقاً لأفضل المعايير بما يساهم في تعزيز الإنتاج الوطني وصحة الثروة الحيوانية، إضافة إلى تنظيم مهنة الطب البيطري من خلال ترخيص الأطباء البيطريين المؤهلين وفقا للضوابط والإجراءات المعمول بها، ويبلغ عدد الأطباء البيطريين العاملين (657 طبيباً بيطرياً)، في المنشآت البيطرية الخاصة وعدد (394 طبيباً بيطرياً) عاملين في القطاع الحكومي». 
وتورد أنه خلال الفترة الماضية حرصت الوزارة على تعزيز مرونة الخدمات المقدمة لقطاع الزراعة وقطاع الثروة الحيوانية، عبر توفير باقة متكاملة من خدمات الإرشاد الزراعي الإلكتروني عبر باقة «مزرعتي المستدامة»، وتطبيق «مزارعنا» واللذين يوفران كافة الخدمات الخاصة بالإرشاد الزراعي والبيطري ويعملان على ربط وتحديث معلومات المزارع بشكل دوري، ما يضمن تقديم خدمات الإرشاد المطلوبة بحسب حالة كل مزرعة، كما يمكن عبرهما حجز مواعيد لزيارة ميدانية للمهندس الزراعي والطبيب البيطري.

توعية المزارعين
وعن دورها في توعية أصحاب المزارع، تقول كلثم كياف: «تقوم الوزارة من خلال كوادرها العاملة في مراكز الإرشاد البيطري وعددها 20 مركزاً، بتقديم خدمات الإرشاد البيطري من خلال الزيارات الميدانية والتي تتضمن حزمة من برامج التوعية، منها الأمن الحيوي في المزارع والمتضمنة كيفية إدارة القطيع وتوعيته بأهم الأمراض الحيوانية وكيفية السيطرة والقضاء عليها، سواء من خلال برامج التحصينات الوطنية الدورية وطرق مكافحة نواقل الأمراض الحيوانية وأهمية مكافحتها بصورة دورية لضمان قطيع سليم وخال من الأمراض، كما تم إنشاء منصة إلكترونية للإرشاد البيطري لضمان إيصال الرسائل التوعوية لأكبر شريحة ممكنة من المربين». كما يتم بشكل دوري إطلاق الحملات التوعوية للعاملين في هذا القطاع ومنها حملة التوعية بالأوبئة الحيوانية ونشر الوعي بين مربي الثروة الحيوانية لاكتشاف الأمراض التي تصيب الحيوان والأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان، ومؤخراً أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة بالتعاون مع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية مشروع تعريف وترقيم الحيوانات الإنتاجية في إمارات الدولة، وبالتزامن مع هذا المشروع تم تنفيذ الحملة التوعوية بأهمية تعريف الحيوانات وترقيمها حيث تم التركيز على فئة مربي الثروة الحيوانية، لتوعيتهم بأهمية تعريف وترقيم الحيوانات لتعزيز وتنمية صحة الثروة الحيوانية.

مربو الحيوانات
في الوقت الذي يجد فيه الأغلبية أن بيئة الحيوان الأصلية هي المكان الأفضل لعيشه، نرى بعض الناس يقبلون على تربية الحيوانات الأليفة في منازلهم ويصنعون الأجواء التي تناسب عيشها، متكفلين بتربيتها وإطعامها ورعايتها طبياً. 
توضح مريم المالكي (ربة بيت)، والتي تمتلك عدد 2 من القطط تطلق عليهما «كوبر» و«كاسبر» وعمرهما 8 سنوات، أن الحيوانات الأليفة بحاجة لرعاية مثل الأطفال، لأنها لا تستطيع التعبير عن مشاعرها، لذلك كثيرا ما تقوم بزيارة الطبيب عندما تشعر بأن حالتهما غير طبيعية، حيث تعد تربيتهما مسؤولية بحقها، وتضيف «رغم متابعتي المستمرة لصحتهما والرعاية الكاملة لهما مع الزيارات المستمرة لـ«مركز رعاية الحيوانات الأليفة» لأخد التطعيمات اللازمة والاطمئنان على صحتهما، إلا أن أحدهما تعرض للإصابة بفيروس «كورونا» وهو القط «كوبر» وأعراض هذا المرض تختلف عند القطط تماماً عن الإنسان ولا ينقل العدوى إلا لحيوان من جنسه»، إلا أنها اتخذت كافة الإجراءات الاحترازية المطلوبة خلال التعامل معه، وتتابع «مكث القط أسبوعا كاملاً في المستشفى، وكانت تتابع حالته بشكل متواصل، للاطمئنان عليه». وتورد «مركز رعاية الحيوانات الأليفة يقدم خدمة 5 نجوم للحيوانات بشكل عام، حتى أن مالكي الحيوانات يشعرون بالراحة والطمأنينة عند بقاء حيواناتهم بالمركز والذي يقوم بدوره في تقديم أفضل الخدمات والرعاية التامة والشاملة لكافة الحيوانات. 

أول خريج
د. سعيد الجابري، يعد أول خريج من طلاب جامعة الإمارات في مجال «الطب البيطري»، الدفعة الثانية لعام 2019، يقول إن جامعة الإمارات حرصت على توفير التخصصات العلمية النوعية المستحدثة، ما فتح آفاقاً واسعة لتلبية حاجة سوق العمل من الأطباء البيطريين المواطنين، في ظل وجود حاجة ماسة لتلك الكوادر الوطنية في هذا المجال، لا سيما أن التخصص بات مطلباً ملحاً في العديد من الدوائر والمؤسسات، ومن ضمن الحالات التي تمت معالجتها خلال عمله، هي رعاية وتأهيل فروخ طائر البوم النسري المحلي. 
ويضيف «أعشق هذا المجال خاصة الحيوانات البرية، ومنها الزواحف، حيث تحتاج إلى رعاية خاصة، ويجب الحذر منها».

مصدر دخل
تظل مهنة تربية الأغنام والإبل والأبقار، هي القاسم المشترك لكثير من مناطق الدولة، إذ لا يكاد بيت أو مزرعة يخلوان من هذه الحيوانات، التي أغنت المجتمع بخيراتها وفوائدها المتعددة، حيث يقول عبيد سعيد (صاحب مزرعة): تظل تربية الحيوانات مهنة رئيسة ومصدر دخل للعديد من الأسر الإماراتية، فعلى الرغم من واقع الرخاء والرفاهية وظروف العيش العصرية، وتوافر البدائل الكثيرة، إلا أن أهل الإمارات عموماً يتمسكون بتربية الحيوانات، حيث شجعتهم الدولة عليها من خلال توفير المزارع والمساحات المخصصة للمواشي، وتقديم العناية الصحية اللازمة لها، ودعم أصحابها بالأعلاف.
ويضيف عبيد «رغم امتلاكي للكثير من الحلال إلا أنني حريص على العناية والرعاية الصحية به، من توفير البيئة المناسبة لكل نوع منه وتزويده بالغذاء والماء وإخضاعه للتطعيمات الوقائية لحمايته من الأمراض وحقنه بالأمصال لحمايته من الحشرات وتقليم مخالبه. على كل من يرغب في تربية الحيوانات أن يلتزم بالحفاظ على حيواناته التي لديه في المزرعة، والاهتمام بالنظافة العامة والتطعيمات الوقائية، وهما أهم نقطتين لتربية الحيوان، مع توفر الأدوية اللازمة لعلاجها».

علاج وتحصين وإرشاد
يحظى قطاع الخدمات البيطرية باهتمام ورعاية كبيرين، حيث يساهم في تطوير قطاع الثروة الحيوانية في الدولة، ويعزز بدوره سلسلة إنتاج الغذاء ويساهم في تحقيق أمنه واستدامته محلياً. 
وتوضح كلثم علي كياف، قائلة «تقوم الوزارة بتوفير خدمات بيطرية مجانية لمربي الثروة الحيوانية، وتشمل العلاج والتحصين والإرشاد التي تضمن تعزيز الصحة الحيوانية والإنتاج الحيواني، حيث يتم تقديم حملات على مدار العام للتحصين ضد أهم الأمراض الحيوانية ذات التأثير الاقتصادي، وللسيطرة والقضاء على الأمراض، وقامت الوزارة باعتماد الخطة الوطنية للصحة الحيوانية 2016-2025 مستهدفة 4 من أهم الأمراض الوبائية ذات الأولوية والتأثير الاقتصادي، وهي الحمى القلاعية، طاعون المجترات الصغيرة، البروسيلا وجدري الضأن والماعز، كما تتضمن الخطة أنشطة تحصين الحيوانات، والتقصي عن الأمراض، وتقييم عملية التحصين، وهيكلية عملية المكافحة، واستيفاء متطلبات المنظمة العالمية للصحة الحيوانية لإعلان الدولة خالية من هذه الأمراض».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©