هناك طائرات تواصل الصعود من دون هبوط، ترتقي في سلالم السماء، لتجاور الغيم وتلتحم مع الأفق وتسير في فلك الكون، إنها طائرات الريادة والتنافسية والمركز الأول، وجهتها نحو تحقيق المزيد من الإنجازات، ورحلتها من تحد إلى آخر، وركابها من الحالمين الذين حزموا حقائب العلم والمعرفة لوجهتهم الجديدة.
قبل أيام، تم الإعلان رسمياً عن بدء العد التنازلي لاحتفالات اليوم الوطني الخمسين لدولة الإمارات، لنستذكر مجدداً علو هاماتنا، وشموخ إنجازاتنا، وحجم نمونا، ومقدار ريادتنا، لنستحضر علماً يرفرف في السماء قبل الأرض، ولندرك جيداً المسار الحضاري الذي رسخته القيادة، بعزم لا يلين بأن آمالنا ليست مجرد أحلام تكتب، ولا مخططات توضع، بل واقع سيقبل في زمن قريب.
الخمسون تمثل غرس بذرة من الحلم بني بسواعد الآباء الأوائل، حتى أصبحت حديقة غناء عامرة تستظل بظل أشجارها البشرية، وترتوي منها الطيور الباحثة عن السلام والتسامح والتعايش، وعلى نورها تنير القلوب التي عادت مجدداً لأشعة الأمل والتفاؤل بالمستقبل.
ما تبقى من أيام حتى الثاني من ديسمبر، فرصة ذهبية لنا جميعاً، سواء كنا في أعمالنا أو عائلاتنا أو بين الأصدقاء والزملاء، للتعريف برواية الإمارات الملأى فصولها بقصص عن التضحيات والبسالة والبطولة والشجاعة، للحكاية عن تاريخ مشع بالأمجاد، وللاسترسال عن قصة بناء وإعمار في فترة زمنية وجيزة.
كل منا سفير بتواصله الفاعل مع الآخرين، بمنصاته المجتمعية والإلكترونية، بحضوره الميداني اليومي، بتواجده في مرافق الدولة ومبانيها، بحضوره خارجها، هذه الأيام ليست كغيرها، بل هي أيام لإعادة سرد التاريخ من جديد، لاستجماع الطاقات ومضاعفتها، لغرس قيم الفخر الوطني في الناشئة، لنكون على قدر التحديات المقبلة والتي تمثل فرصاً نوعية جديدة للإنجاز والانتصار.
هناك العديد ممن هم يتساءلون عن سر نجاح التجربة الإماراتية في القيادة والإدارة ومواصلة الإنجاز، وكيفية مواجهة الظروف، وسبل توظيف الإمكانات المتاحة لتحقيق الأهداف، وهنا الدور الوطني في إبراز ممكنات النجاح والتي ترتكز على الرؤية بعيدة المدى واستشراف المستقبل والاستثمار في الشباب وترسيخ مبادئ العدالة واحترام القانون، عبر استعراضها في مختلف الوسائل.
لتكن أيامنا المقبلة، حكاية سرد مطول عما صنعته الإمارات، بوجود واقع ملموس هزم مفهوم المستحيل، وبحاضرنا المشرق الذي لم تغب شمسه، وبمستقبلنا الآتي الذي بدأنا بالتحضير له، لتكن أيامنا تجسيداً حقيقياً وانعكاساً فعلياً لحكاية الحالمين الأوائل والحالمين الحاليين.