الأربعاء 7 يونيو 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الإمارات

الجود والإنفاق في رمضان

الجود والإنفاق في رمضان
26 مارس 2023 02:40

حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإنفاق عموماً وأكد عليه في رمضان خصوصاً، وتكثيف السعي والبذل في الشهر الكريم، والإسهام في إفطار الصائمين ولو بتمرة مما يدل على عظم الثواب، فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً».
وأولى الإسلام اهتماماً كبيراً للإنفاق وجعل الثواب فيه عظيماً، بل إن الله تعالى يبارك لمن تصدق وأنفق، قال صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً».
ودعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى المبادرة بالإنفاق وعدم التسويف أو التأخر في ذلك، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجراً؟ قال: «أن تَصدَّق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان»، فالمال مما يطلبه الإنسان ويكدح له، ومما تهواه النفوس، فلا ينفقه إلا من قهر نفسه وتحرر من أغلالها، ورمضان شهر الخير والجود، ومن أراد قرباً من ربه جل وعلا فعليه بالإنفاق في أعمال الخير والبر والإحسان لتحقيق مرضاة الله تعالى.
وقد أنشأت الإمارات مؤسسات رسمية معتمدة لتقوم بجمع التبرعات والصدقات والزكوات، سعياً إلى إيصالها إلى مستحقيها، ومن أبرز تلك المؤسسات الخيرية هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي تقوم بجهود مشكورة، ومشروعات خيرية متنوعة لمساعدة الفقراء والمساكين، وسد حاجات المعوزين، وإفطار الصائمين، وإغاثة الملهوفين، وغير ذلك من أعمال البر والإحسان، فحري بنا أن نتعاون معها لإنجاح مشاريعها، بدلا من وقوع أموالنا وتبرعاتنا في أيدي متسولين لا يستحقونها.

مقاصد الصيام
شرع الله العبادات لحكم عديدة ومقاصد نبيلة، وإدراك مقاصد العبادات له أثر واضح في طريقة أدائها، ومن مقاصد الصوم زيادة التقوى وتهذيب النفس والتحلي بالأخلاق الفاضلة، وترويضها على الصبر والحلم، وإن معرفة المقاصد في العبادة لها دورٌ كبير في تحسين أداء العبادات، فهي تزيد الإيمان، ولها أثر واضح على النفوس والأبدان. وإنَّ من أبرز مقاصد الصيام، التحقق بمقام التقوى بامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، كما أشارت الآية في قوله تعالى: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وتقوى الصائم تعني: ضبط نفسه عن الشهوات، وتزكيتها من الرذائل، قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ»، (متفق عليه).
فحري بالصائم أن يحرص على ضبط جوارحه عموماً، فلا تمتد يده إلى شبهة، ولا تخطو رجله إلى باطل، ولا يُجري على لسانه كذباً ولا نميمة ولا غيبة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَه». 
ومن فوائد الصيام دفع الأسقام عن الأبدان، وبالصيام يعيش المؤمن تجربة المحتاجين، فيشعر بمعاناتهم، وتمتد يده لمساعدتهم، ويتحقق بذلك التكافل الاجتماعي، قيل ليوسف -عليه السلام-: «مالك تجوع وأنت على خزائن الأرض؟ قال: أخاف أن أشبع فأنسى الجائع»، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©