الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الكرملين: أوكرانيا مستعدة للوفاء بالمطالب

فرق الإنقاذ تبحث عن ناجين إثر قصف استهدف مبنى حكومياً في مدينة ميكولاييف (أ ف ب)
31 مارس 2022 01:53

كييف، موسكو (وكالات)

أعلن الكرملين، أمس، أن المفاوضات التي جرت بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول لم تفض إلى نتائج «واعدة جداً» ولا أي «تقدم».
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين: «في الوقت الراهن، لا يمكننا الإشارة إلى أي نتائج واعدة جداً، أو تقدم من أي نوع، فهناك كثير من العمل لإنجازه».
لكنه اعتبر أنه أمر «إيجابي» أن الجانب الأوكراني «بدأ أخيراً بصياغة اقتراحاته بشكل ملموس ووضعها خطياً».
وقال: «نحرص على تجنب الإدلاء بتصريحات علنية بخصوص جوهر» المواضيع التي تبحث في المفاوضات لأننا «نعتقد بأن المفاوضات يجب أن تجري» بعيداً عن الأضواء.
وتتناقض هذه التصريحات مع الأجواء الإيجابية التي عبر عنها مسؤولون روس شاركوا في المحادثات التي جرت، أمس الأول، في إسطنبول.
وقال كبير المفاوضين الروس في المحادثات مع أوكرانيا فلاديمير ميدينسكي، أمس، إن كييف أبدت استعداداً للوفاء بالمطالب الروسية الأساسية، لكن موقف موسكو بشأن منطقة دونباس وشبه جزيرة القرم التي ضمتها لا يزال من دون تغيير.
وأضاف ميدينسكي للتلفزيون الروسي إن أوكرانيا عبرت كتابة عن استعدادها للتخلي عن طموحها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وتبني وضع «عدم الدخول في تحالفات»، فضلاً عن تخليها عن الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى، والالتزام بعدم استضافة قوات أو قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها.
وأوضح أن أوكرانيا وافقت على ألا تجري تدريبات عسكرية مع جيوش أجنبية، إلا بالاتفاق مع دول ضامنة منها روسيا.
وقال ميدينسكي: «هذا هو جوهر وفحوى وأهمية الوثيقة التي وافقت عيلها أوكرانيا على مستوى رفيع، غير أن العمل مستمر والمفاوضات مستمرة».
وكان ميدينسكي يتحدث غداة محادثات في إسطنبول، قالت خلالها روسيا إنها ستقلص بشدة العمليات العسكرية قرب كييف ومدينة تشيرنيهيف بشمال أوكرانيا لتعزيز الثقة، وهو التزام شككت فيه كييف والحكومات الغربية.
وقال إن روسيا لن تتخلى عن إصراراها على اعتراف أوكرانيا بخسارة القرم، التي ضمتها موسكو عام 2014، واستقلال الجمهوريتين الانفصاليتين المعلنتين من جانب واحد في شرق أوكرانيا واللتين تشكلان منطقة دونباس.
واتهمت السلطات الأوكرانية، أمس، روسيا بقصف مدينة تشيرنيهيف ومركز للصليب الأحمر في ماريوبول، رغم إعلان موسكو عن خفض الأنشطة العسكرية.
وقالت أمينة المظالم الأوكرانية ليودميلا دنيسوفا، في بيان: «في ماريوبول، استهدف الروس مبنى تابعاً للجنة الدولية للصليب الأحمر»، مضيفة إن المبنى استُهدف بغارات جوية وبالمدفعية، رغم أن عليه علامة الصليب الأحمر، «وذلك يعني وجود جرحى وممتلكات مدنية أو إغاثية» بداخله. لكنها قالت إن ليس لديها معلومات عن ضحايا محتملين.
وفي الشمال، قال فياتشيسلاف تشاوس حاكم المنطقة، التي تضم تشيرنيهيف، إن المدينة «تعرضت للقصف طوال الليل» بالمدفعية والطيران، موضحاً أن بنى تحتية مدنية دمرت، وأن المدينة لا تزال بدون كهرباء ولا ماء.
وبعد ماريوبول في الجنوب، تشيرنيهيف هي المدينة التي تتعرض لأعنف قصف منذ بدء الحرب في 24 فبراير. وكانت المدينة تعد 280 ألف نسمة قبل الحرب.
وفي كييف والمناطق المحيطة بها، دوت صفارات الإنذار عدة مرات ليل أمس الأول. وقال حاكم المنطقة أولاكساندر بافليوك على تليغرام: «في الساعات الأربع والعشرين الماضية، قصف الروس مناطق سكنية وبنية تحتية مدنية في منطقة كييف 30 مرة»، لا سيما في الشمال.
وكان دوي الانفجارات لا يزال يُسمع صباح أمس، من جهة إيربين الواقعة في الضاحية الشمالية الغربية لكييف، والتي قال رئيس بلديتها أولكسندر ماركوشين: «أعتقد أن ما بين مئتين إلى 300 شخص قضوا ويا للأسف» فيها. وقال رئيس البلدية في مؤتمر صحافي: «في ذروة المواجهات، وحين كان يسجل قصف طوال اليوم، جرى دفن الناس في الحدائق أو المتنزهات. وأعتقد أن ما بين مئتين إلى 300 شخص قضوا».
وقالت الرئاسة في بيان: «منذ المساء وطوال الليل، دوت صافرات الإنذار من هجمات جوية في عموم أراضي أوكرانيا، لكن الليل كان هادئاً في غالبية المناطق».
كما استعاد الجيش الأوكراني السيطرة على طريق سريع استراتيجي يربط بين خاركيف وتشوغويف في شرق أوكرانيا، بحسب صحافيين. وقال ضابط استخبارات أوكراني: «هناك جثث روسية منتشرة، وكانت المعارك ضارية، أحياناً من على بعد عشرة أمتار، وقد استمرت قرابة ثلاثة أيام».
وأضاف إن «الجنود الروس كانوا منهكين»، لا سيما «الشباب الذين كانوا يتضورون جوعاً: كانوا ينهبون المنازل».
وفي ماريوبول، لا يزال نحو 160 ألف مدني عالقين تحت القصف ويواجهون «كارثة إنسانية»، فيما يختبئون في الملاجئ بدون كهرباء وبلا طعام ولا ماء، وفقاً لشهادات من أشخاص تمكنوا من الفرار من المدينة.
وقال مجلس بلدية ماريوبول، أمس، إن الروس نقلوا مرضى وطاقم مستشفى توليد بشكل قسري لى روسيا من المدينة المحاصرة. وكتبت البلدية على تلغيرام: «جرى نقل أكثر من 70 شخصاً، نساء وأفراد من الطاقم الطبي، بالقوة». وقالت البلدية: «جرى إجلاء أكثر من 20 ألفاً من ماريوبول رغماً عن إرادتهم» إلى روسيا، وإن الروس صادروا أوراقهم وأعادوا إرسالهم إلى «مدن روسية بعيدة». ولم يتسن التأكد من هذه المعلومات من مصدر مستقل، لأن ماريوبول محاصرة منذ نهاية فبراير مع تعطل الاتصالات.
وضمن مبادرة مشتركة مع تركيا واليونان، طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إجلاء سكان المدينة، بشكل منظم، لكن موسكو اشترطت لذلك أن «يوقف المقاتلون القوميون الأوكرانيون كل أشكال المقاومة ويلقوا بأسلحتهم»، بحسب بيان صدر عن الكرملين مساء أمس الأول.
وفي شمال شرق البلاد، استعادت القوات الأوكرانية مدينة تروستيانتس، التي كان عدد سكانها قبل الحرب 20 ألفاً، في نهاية الأسبوع الماضي. فبعد شهر من السيطرة عليها، رحل الروس تقريباً من دون قتال، وفقًا لشهادات متعددة في المدينة المدمرة جزئياً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©