عدد اليوم
حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
ناقش رئيس المجلس الرئاسي الليبي لحكومة «الوفاق» فايز السراج خلال زيارة سريعة إلى القاهرة، مساء أمس الأول، تثبيت وقف إطلاق النار في البلاد وتفعيل الحل السياسي لنزع فتيل الأزمة في البلاد، بحسب ما أكده مصدر رفيع المستوى مقرب من السراج في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد».
وأكد المصدر الليبي أن السراج ناقش مع رئيس المخابرات العامة المصرية خلال زيارته للقاهرة التي استمرت 4 ساعات اجتماعات الحوار السياسي الليبي في تونس، مؤكداً رغبته في الانسحاب من المشهد بعد تسليم البلاد إلى سلطة منتخبة في القريب العاجل.
ووفقا للمصدر، أوضح السراج للجانب المصري تقديره للدور الذي تلعبه القاهرة في دعم العملية السياسية بليبيا، موضحاً أنه يرى أهمية إجراء الانتخابات في البلاد شهر مارس المقبل وعدم دخول البلاد في مرحلة انتقالية جديدة وأهمية الذهاب نحو انتخابات يختار الشعب من خلالها حكامه.
وأشار المصدر الليبي إلى أن رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل أكد للسراج دعم مصر لحل الأزمة الليبية في إطار حوار ليبي – ليبي بعيداً عن التدخلات الخارجية، وعدم وجود أي أطماع لدى مصر في ليبيا التي تعتبر دولة جوار والعلاقات التاريخية والوثيقة بين الشعبين.
ولفت المصدر إلى أن السراج غادر القاهرة على متن طائرة خاصة رفقة زوجته متجهاً إلى العاصمة البحرينية المنامة لزيارة ابنته التي تعيش هناك.
وفي تونس، شكلت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لجنة تفاهمات وصياغة لمقررات منتدى الحوار السياسي الليبي في تونس بعدد 6 أعضاء وهم عبد الله عثمان، ووافية سيف النصر، ومعاذ المنفور، وعمر بوليفة، وجازية شعيتير، وزياد دغيم.
واستكمل المجتمعون خلال أعمال اليوم الثاني للملتقى الذي ترعاه الأمم المتحدة المناقشات التي بدأت أمس لمسودة خريطة الطريق واستيعاب الملاحظات التي يُجمِع ويتوافق عليها الأعضاء.
وفي أول ردة فعل بعد انطلاق اجتماعات الحوار السياسي الليبي في تونس، أعلن أعضاء مجلس النواب الليبي رفضهم استحداث جسم تشريعي غير منتخب أو استمرار وجود لجنة الحوار بعد انتهاء مهامها، مؤكدين على التزام البرلمان تجاه أي حكومة يتم تشكيلها من حيث منح الثقة وسحبها ومراقبة عملها.
وأكد عشرات النواب الليبيين من الشرق والغرب والجنوب حرصهم واهتمامهم بفاعليات ملتقى الحوار السياسي الليبي المنعقد في تونس والذي تشرف عليه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، معربين عن ترحيبهم بحل سلمي وشامل لأزمة البلاد، واستبعاد خيار الحرب بشكل نهائي، مؤكدين تحفظهم على عدة معايير وأسس يرى النواب وجوب أن تشكل مرتكزات لمخرجات الحوار منها التحفظ على الآلية التي تم بها خيار المشاركين في الحوار، وانتقاء شخصيات لا تمثل أي قاعدة شعبية ولا أي سلطة شرعية قائمة، وما تم من تجاوز لفرق الحوار المختارة من قبل مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة.
وأكد أعضاء مجلس النواب الليبي ضرورة التزام البعثة بممارسة صلاحياتها المحددة في قرار إنشائها منذ عام 2009 إلى 2011، وعدم تجاوزه، وألا تتجاوز الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي وصلاحيات مجلس النواب المنصوص عليها، مشددين على رفض المجلس مراراً استمرار المراحل الانتقالية وضرورة أن يمارس الشعب حقه في اختيار من يحكمه ومن يمثله، الاستفتاء على مشروع الدستور.
وأشار النواب إلى ضرورة الانخراط في الحوار السياسي وتنفيذ مخرجاته وأن يتم بالتزامن مع المسار الأمني والعسكري والذي لم يحدث فيه أي تطور حتى الآن، موضحين أن أي إخلال بالالتزامات المتعلقة بالمسار العسكري سيترتب عنه انهيار الاتفاق والحل السلمي، محذرين من أي تجاوز لهذه الأسس مما سيساهم في تعقيد المشهد وتعميق الأزمة بإضافة أجسام تفتقد للشرعية اللازمة.
وفي مدينة سرت، تنطلق اليوم اجتماعات العسكريين الليبيين بهدف الإسراع في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بتاريخ 23 أكتوبر الماضي في جنيف واستكمالاً للمباحثات التي بدأت الأسبوع الماضي في غدامس.
وقال مصدر عسكري ليبي لـ«الاتحاد» إن بعض الوفود العسكرية وصلت إلى المدينة وتحديداً وفد حكومة الوفاق برئاسة اللواء أحمد بوشحمة، مؤكداً وصول وفد بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى المدينة مساء أمس.
