عبد الله أبو ضيف (القاهرة)
في ثمانينيات القرن الماضي، وأثناء تصوير فيلم سينمائي بالمتنزه الوطني بورنولولو بأستراليا، لاحظ الصناع ظهور بعض الجبال المتقاطعة في خليفة المشاهد باللونين البرتقالي والأسود مع مجموعة من القباب الصغيرة المتباعدة، وهو ما جذب انتباه علماء الجيولوجيا، لتقود الصدفة لاكتشاف سلسلة جبال «بانغل» التي تشبه خلية نخل عملاقة ملونة.
375 مليون عام كانت كفيلة بتكوّن تلك الجبال وظهور الطبقات عليها لتظهر «بانغل» على شكل مخروطيات متقاطعة، تنحدر بقوة وتغطيها بكتيريا الطحالب الزرقاء، وترتفع عن سطح البحر 578 متراً ويمكن رؤيتها من السهول والأراضي العشبية المجاورة على مسافة 200 إلى 300 متر.
قبيلة بانغل
تعود تسمية الجبال بهذا الاسم إلى السكان الأصليين للمنطقة، وتغيرت حياتهم بدرجة كبيرة بعد اكتشاف المنطقة وتحولها إلى وجهة سياحية فريدة خاصة مع وجود المتاهات الطبيعية التي تعود إلى ملايين السنين، وانضمت إلى قائمة التراث العالمي منذ عام 2003.
ويخوض الزوار خاصة من الشباب مغامرة دخول المتاهة والمشي في طبيعتها الفريدة والتقاط الصور التذكارية، وتشكل جبال بانغل قوة اقتصادية كبيرة، وساهمت في تحسين الحالة المادية للسكان الذين ساهموا في استضافة السياح وتقديم العروض التقليدية ومشاركة تراثهم مع الزائرين، وساهموا في الحفاظ على طبيعة الجبال الاستثنائية.
قبلة العلماء
تصنّف بانغل كأحد أهم المواقع الجيولوجية في غرب أستراليا وقبلة لعلماء الجيولوجيا لدراسة الأشكال المخروطية الطبيعية والطبقات الكلسية التي تمتد بشكل أفقي، تشكّلت عبر ملايين السنين بسبب العمليات الجيولوجية، تبعها ظهور الصخور النارية والنشاط البركاني. ويعود ظهور الصخور بالشكل الحالي إلى تصدع جزء منها في الماضي ما يجعلها تبدو من بعيد وكأنها جبال من الصلصال شكلتها أصابع طفل يلهو بشكل غير منتظم، ولكن هذه التحفة الطبيعية في الحقيقة نتاج الظواهر الجيولوجية والبيولوجية والطقسية.