الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

آثار بالماء والرمل

آثار بالماء والرمل
24 يوليو 2021 02:40

شعبان بلال (القاهرة)

بأدوات بسيطة، وباستخدام الرمل والماء، جسد شاب مصري معابد فرعونية قديمة بطريقة أبهرت الجميع، مستغلاً في ذلك مهاراته وحبه لفن النحت والرسم بكافة أشكاله منذ نعومة أظفاره.
ونجح الشاب المصري أبانوب غالي بطرس في نحت معابد قديمة بنفس نقوش المصريين القدماء، بالإضافة إلى إبداعه في استخدام وسائل بسيطة في ذلك كالرمل والمياه، مع تفريغ الهواء، ثم النحت من دون أي مواد تثبيت أخرى.

يقول أبانوب لـ«الاتحاد الأسبوعي»، إن شغفه وحبه دفعه إلى الالتحاق بكلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر جنوب مصر ليبدأ بصورة فعلية في تحقيق أحلامه بالنحت بعد التخرج والمشاركة في تجهيز تماثيل قناة السويس الجديدة.
وأوضح أبانوب، صاحب الـ 29 عاماً، أنه يمارس هوايته بشكل حر في تجسيد المعابد القديمة، وغيرها بالرمل والماء وبعض الأدوات البسيطة، موضحاً أن توسعه في العمل كان في مدينة الغردقة السياحية بمحافظة البحر، بعد أن طلب منه متحف الرمل صناعة بعض التماثيل من الرمل والماء دون استخدام أي مواد تثبيت.
ومن أبرز المعالم المصرية التي جسدها أبانوب بالرمل والماء كانت معبد الملك رمسيس الثاني بأبو سمبل، والواقع في النوبة بالقرب من الحدود الجنوبية لمصر، والذي يُعد من بين المعالم الأثرية المذهلة، حيث إنه يشتهر المعبد بتماثيله الأربعة الضخمة، والتي تزين واجهته، والتي انهار أحدها نتيجة زلزال قديم. وجسد أبانوب معبد الدير البحري للملكة حتشبسوت، وهو معبد من الأسرة الثامنة عشرة المصرية، وأحسن ما بقي من معابد بنيت منذ نحو 3500 سنة في الدير البحري بمصر لتصميمه المعماري المميز للغاية، لتؤدى فيه الطقوس التي تفيد الملكة حتشبسوت في العالم الآخر.

الرسم والتصوير 
من ضمن التماثيل التي جسدها النحات الشاب كان تمثال أنوبيس إله التحنيط في مصر القديمة، والذي لعب أدواراً مختلفة في تاريخ الأسر المصرية القديمة، فقد كان حارساً على المقابر، ومحنّطاً في وقت مبكر من الأسرة الأولى، وبحلول عصر الدولة الوسطى أصبح «أنوبيس» إله الموتى والعالم السفلي، قبل أن ينتزع من أوزيرس هذا اللقب منه. وشملت أعمال أبانوب أيضاً تجسيد الشخصيات التي ظهرت في الكرتون الشهير «شركة المرعوبين المحدودة»، وغيرها من الأعمال الأخرى الشبيهة بذلك.
وحول الفترة الزمنية التي تستغرقها هذه الأعمال، أكد بطرس أن نحت التماثيل بالرمل يستغرق وقتاً حسب حجمها، فهناك تماثيل يصل ارتفاعها إلى 5 أو 6 أمتار، لافتاً إلى أن المعبد يستغرق في حفرة مدة تصل إلى 20 يوماً باستخدام نوعين من الرمال الأبيض والأصفر.
ويعد فن النحت من الفنون القديمة قدم الإنسان، فهو أقدم من فن التصوير، فالإنسان أقدر على التعبير النحتي عنه عن التعبير بالرسم، وفن النحت يتعامل مع المجسمات ثلاثية الأبعاد على العكس من الرسم والتصوير الذي يتعامل مع الأبعاد الثنائية.

فن قديم
النحت على الرمال، فن قديم من الفنون المرئية، لكنه برز إلى الوجود بشكل خاص في أواخر القرن العشرين مع تزايد أهمية العدسة في الحياة اليومية للإنسان، ونفس الشيء بالنسبة لفن النحت على الجليد.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©