عدد اليوم
نسرين درزي (أبوظبي)
نظّمت منصّة «بودلاينز» حاضنة البودكاست العربي التي انطلقت من الإمارات عام 2020، المؤتمر العربي الأوّل حول هذه الصناعة، والذي انعقد افتراضياً أمس بمشاركة مهندسين ومتخصِّصين، وأكثر من 40 متحدِّثاً من خبراء عرب وأجانب، ناقشوا على مدى 6 ساعات أكثر من 60 موضوعاً بهدف تطوير القطاع ومساندة صنّاعه العرب في تحقيق أهدافهم. وأطلق المشاركون 7 يوليو «اليوم العالمي للبودكاست العربي»، ليكون مناسبة سنوية لترسيخ المحتوى العربي ودعمه للانتشار.
جاء المؤتمر بالتزامن مع عودة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها بعد «كورونا»، للإضاءة على أهمية إنتاج البودكاست، كمحتوى رقمي مهم والتعريف به بشكل واسع. وجمع مكوِّنات سوق البودكاست العربي الحديث نسبياً، من صنّاع وشغوفين، مع محترفين من شركات وبرامج عالمية لتبادل الخبرات وتنمية المهارات، والمساهمة في نمو السوق الصاعد بقوّة في منطقة الشرق الأوسط. وطرح معلومات وبيانات قيِّمة دمجت في سلسلة ورش بين روّاده من الدول العربية والعالم، بهدف إطلاعهم على آخر تطوّرات هذه الصناعة، وعقد الاتفاقيات مع منصّات البودكاست العالمية، إضافة إلى تكريم رواد ونجوم البودكاست العربي تثميناً لدورهم في هذا المجال.
2 مليون قناة
وتحدّث إبراهيم هواري مؤسِّس «بودلاينز» والمدير التنفيذي، عن أهمية الحاضنة العربية التي جاءت فكرة إطلاقها مع صعود سوق البودكاست عالمياً في زمن الجائحة، حيث تضاعف الاهتمام بهذه الصناعة. وأشار إلى أنه بحسب إحصائية متخصّصة قبل مارس 2020، كان هناك مليون قناة بودكاست في العالم، ومنذ مارس 2021 أصبح العدد مليونين، أي ضعف ما كان عليه منذ انطلاقته الأولى عام 2004. ما أدّى إلى اهتمام متزايد من كبريات شركات التقنية في العالم حتى يتعاظم هذا العدد، وهم «أبل» و«جوجل» و«أمازون». وذكر هواري أن هذا النهوض، كان للعالم العربي حصّة منه، مع الاهتمام بمعرفة المزيد عن صناعته، وأُطلِقت «بودلاينز» لهذه الغاية مع صنّاع البودكاست في العالم العربي والعالم.
قواعد السوق
وقال: ارتأينا أن تكون الانطلاقة من دولة الإمارات التي تُعتبر من أهم أسواق البودكاست في الشرق الأوسط، لترسيخ قواعد السوق العربي، وكان لا بد من إطلاق مبادرات تلفت الأنظار إلى أهمية هذه الصناعة، وتحفِّز «البودكاسترز» العرب. وهي مبادرات تدعمها الهيئات الحكومية والجهات الخاصة حول العالم، بما ينسجم مع تطلّعاتها لدعم المواهب، ولا سيما الشغوفين، مع حاجة المحتوى العربي لتعزيز مكانته وانتشارها.
تحقيق المنافسة
وأكّد إيلي حبيب مدير التكنولوجيا في منصّة «أنغامي» على ضرورة تحويل الخبرات العامة إلى إبداعات متخصِّصة في المنطقة، والعمل على إلهام الجيل الجديد للتعلّم من النجاحات والإخفاقات لبناء مسيرة لافتة مع الحفاظ على الهوية العربية. وأشار إلى وجود تعطِّش للمحتوى العربي الموسيقي، معرباً عن تفاؤله في توسِّع القطاع تدريجياً بناءً على تطوير البيانات وبالاعتماد على وجود مهارات عربية قادرة على تحقيق المنافسة عالمياً.
الصوت يكفي
وذكر خالد القنيعة مؤسِّس منصّة «محتوايز» من السعودية، أنه لا بد من مواصلة تقديم الاستشارات في مجال البودكاست، من خلال الكتابة وعملية التسويق، مشدِّداً على ضرورة احتضان المواهب في هذا المجال، والإيمان بأن الصوت يكفي للتغيير والتأثير. من جهته أورد جيمس كريلاند محرِّر موقع «بودنيوز» من أستراليا، أن مستقبل البودكاست سيكون مثمراً، ولا سيما مع الاهتمام المتزايد بهذه الصناعة التي أصبحت بمتناول نسبة عالية من المتابعين، ولا سيما من خلال الأجهزة المحمولة التي ترافقهم أينما كانوا.
مخيَّم تدريبي
خلال المؤتمر تم الإعلان عن منصّة «بودلاينز» الحاضنة الرقمية لـ «البودكاسترز» العرب، للنهوض بهذا المحتوى كمّاً ونوعاً ليأخذ مكانة مهمّة في السوق العالمي، وهي خطوة لافتة في صناعة المحتوى العربي. وطرح إمكانية التواصل عبر برامج يُعلن عنها قريباً للراغبين في الدخول إلى عالم البودكاست، عبر «بودكامب» رقمي، أي مخيَّم تدريبي رقمي، يعرض محاكاة صناعة البودكاست بالطريقة الاحترافية، مع تمكينهم بالأدوات اللازمة.
مليون بودكاست
بالإضاءة على أهم محاور جلسات النقاش في المؤتمر، فقد أكّدت على مشاركة الخبرات في تحويل صناعة البودكاست العربي إلى مصدر دخل، وفي نمِّوها وانتشارها، وجذب مختلف المنصّات والحلول الرقمية لتعزيز المحتوى العربي في العالم، والتعريف بروّاده وبناء العلاقات فيما بين الشغوفين والمحترفين.
ومن المبادرات التي طُرحت، احتضان مليون بودكاست عربي من أنحاء العالم بدعم من هيئات حكومية ومنظّمات وشركات خاصة. والاحتضان، مفهوم شائع في عالم روّاد الأعمال والـ «ستارت أبس»، ويهدف إلى دعم المواهب لإطلاق مشاريعها، من خلال مستشارين متخصِّصين يتواجدون معهم لفترة زمنية ضمن بيئة أعمال تُسمّى الحاضنة.
مواهب واعدة
ساهم إطلاق اليوم العالمي للبودكاست في 29 سبتمبر بنهوض هذه الصناعة، وكان له الأثر الملموس في توجيه شرائح واسعة. ويُعتبر السوق العربي متعطِّشاً بشدة للبودكاست وفيه مواهب واعدة، وعليه كان الاتفاق على تخصيص يوم عالمي للبودكاست العربي في 7 يوليو، للمساهمة في دعم السوق الصاعد.
«بودلاينز»
تأسَّست منصة «بودلاينز» عام 2020 وانطلقت من الإمارات كحاضنة رقمية لصنّاع البودكاست، لتوفِّر مجتمعات رقمية تضم مختلف المهارات والتخصّصات والمستويات.
شهد المؤتمر الافتراضي:
إعلان 7 يوليو «اليوم العالمي للبودكاست العربي»، وهي مبادرة وقّعت عليها باقة من المهتمين أفراداً وهيئات.
مبادرة احتضان مليون «بودكاستر» عربي من خلال منصة «بودلاينز».
مبادرة «صانعة البودكاست العربي» المخصّصة للمرأة العربية، في مجالات التعليم والفنون والأعمال والأسرة والصحة والجمال.
إطلاق عّدة مسابقات وجوائز لتنشيط إنتاج البودكاست ورفع جودته، من كتابة وتأليف وإعداد وإخراج وموسيقى.
تكريم نجوم البودكاست العربي تثميناً لجهودهم.
عام 2004
ظهرت صناعة البودكاست للمرة الأولى في العالم عام 2004 مع شركة «أبل»، وبحسب تعريفها الفني، فهي عرض صوتي مؤلّف من عدّة حلقات حول موضوع معيّن وبقوالب مختلفة.
