عبد الله أبوضيف (القاهرة)
تعد الناشرة المصرية الدكتورة فاطمة البودي، أول امرأة عربية تؤسس دار نشر مستقلة نجحت في إدارتها على مدار 23 عاماً، كما أنها واحدة من المؤثرات في مجال الثقافة العربية، حيث جاءت في المرتبة الـ 65 بقائمة النساء العربيات الأكثر تأثيراً العام 2014 في مجال الأعمال، وفقاً لمجلة فوربس العربية.
أنشأت البودي «دار العين للنشر» في مصر منذ العام 2000، وتوجت جهودها الناجحة في المجال الثقافي بالحصول مؤخراً على جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع النشر والتقنيات الثقافية في دورتها السابعة عشرة التي نظمها مركز أبوظبي للغة العربية.
وتحمل الجائزة قيمة معنوية كبيرة لدار العين للنشر - وفقاً للبودي- التي تعتبر الجائزة بمثابة دفعة قوية لبذل المزيد من الجهود ووضع بصمة واضحة في مجال الثقافة العربية، مثمنة جهود دولة الإمارات في الحفاظ على الهوية العربية في قطاعات الثقافة والنشر.
الفوز تقدير وتحفيز
أعربت د. فاطمة البودي في حديثها الخاص لـ«الاتحاد» عن سعادتها الغامرة للفوز بالجائزة كونها من لجنة تحكيم متخصصة وكبيرة بهذا الحجم، ما يجعل الدار تشعر أنها تسير على الطريق الصحيح، فالجائزة تحمل قيمة معنوية كبيرة لاقتران فوز دار العين للنشر باسم جائزة تحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وذلك من دواعي السرور الغامرة والدائمة، وسيبقى هذا الفوز محفزاً على المزيد من العطاء والإبداع في مجال النشر.
تضيف د. فاطمة البودي: الفوز بالجوائز الكبرى ذات القيمة العالية مثل جائزة الشيخ زايد للكتاب هو تقدير معنوي ومادي مهم جداً للكتّاب الشباب والأدباء الكبار أيضاً، ولدور النشر، حيث تضع الجوائز القيمة كل كاتب أمام تحديات جديدة، كما أن الفوز يعين على الاستمرار في الإنتاج الأدبي مستقبلاً، ويفيد معنوياً من خلال الثقة في النفس والرغبة في التطور المستمر، وهو ما يضفي على الإنتاج العربي الأدبي والفكري زخماً يحتاجه حالياً.
النشر والذكاء الاصطناعي
الموقف المتحيز من بعض دور النشر ضد المنصات الإلكترونية العاملة في مجال النشر والتوزيع، تعتبره د. فاطمة البودي غير منطقي، وترى أن المنصات تحمي الكتاب وتضمن له التوزيع والانتشار في كل بقاع الأرض، وليس في منطقة محدودة كما هو الحال مع المطبوعات الورقية، والمنصات مناسبة للعصر الحديث، توفر تقديم العمل الأدبي ونشره في أي مكان بأقل التكاليف بعد ارتفاع أسعار الورق. كما تحمي المنصات حقوق الكاتب والناشر، فالأمور المادية تحسم بمنتهي الشفافية بعد الاطلاع على عدد القراءات على المواقع، وهكذا تحسب نسبة التوزيع وتعطي للكاتب حقه ولدار النشر ما تستحقه دون تحيز لطرف على آخر. وتشير البودي إلى توافر الكتب الخاصة بدار العين للنشر على منصات إلكترونية مثل أبجد وكندل، وأنها تعاملت معها منذ نشأتها قبل أكثر من عشر سنوات وبكل سلاسة.
وعن تأثير الذكاء الاصطناعي في المجال الأدبي، ترى د. البودي أنه لا يمكنه منافسه العقل البشري، لكن بإمكان الذكاء الاصطناعي تسهيل مهمة الكتاب في إجراء بحث معين للرواية، ولكنه لن يتفهم المشاعر الإنسانية التي يمر بها المؤلف أثناء الكتابة، ولن يصل إلى هذه الدرجة من الدقة مهما بلغ تطوره لأنه في النهاية محدود الإمكانات ويتلقى أوامره من الإنسان.