الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الأربعاء الأدبي» يناقش التنوع الثقافي وتجلياته في السرد الإماراتي

أثناء الجلسة الافتراضية (من المصدر)
10 يونيو 2022 01:49

فاطمة عطفة (أبوظبي)

ناقش ملتقى الأربعاء الأدبي، أمس الأول، «التنوع الثقافي وتجلياته في السرد الإماراتي»، في جلسة افتراضية نظمها بعنوان: «كاتب وكتاب» مع الباحثة فاطمة علي المعمري، وأدارت الجلسة الشاعرة غالية حافظ، بحضور الكاتب محمد شعيب الحمادي - مؤسس الملتقى.
وحول مفهوم الثقافة الإماراتية والمصادر التي أثرت فيها، قالت المعمري: مفهوم الثقافة فضفاض وضمن الأكثر تشعباً بين المفاهيم العلمية الأخرى، ولذلك قد يتوه بعض الناس بالمفهوم الحقيقي للثقافة، حيث ينظرون إلى جانب منها، وبعضهم يعتقد أنها تقاليد وآخرون يعتقدون أنها إبداعات أو تراث، ولكن الحقيقة أن هناك تعريفات كثيرة لمعنى الثقافة ودلالتها الواسعة، وأقربها أنها كل ما ينتج عن ردود بعض الأفراد وتفاعلهم تجاه موقف معين في طلب الحياة، وهناك أمور عديدة في حياتنا هي عبارة عن ترابط جميع الأشياء الدينية والفكرية والاجتماعية والطبيعية من الصحراء والجبال والبحر وكلها ثقافة.
وتابعت المعمري أن ثقافة الإمارات وصفت بأنها دينية محلية عربية وعالمية، وكل هذه العناصر ضمن الثقافة، ويمكن أن نجمعها كلها في الطبيعة والاتصال الحضاري، وكل ما شكل هذه البنية الثقافية الإماراتية هو إما كان نتاج دين، أو طبيعة، أو فعل حضاري. وأوضحت أن الدين له حضوره منذ القديم. ولذلك نجد أن الكثير من الديانات السابقة للإسلام كانت تبحث عن ماض معين، وهذا يقودنا إلى أن كل ما يأتي عن طريق الدين يؤثر في الثقافة، مشيرة إلى أن المجتمع الإماراتي يقع في منطقة نزل فيها الدين الإسلامي، وتوارثه المجتمع وتعلمه من الأجداد، وعمل به الدستور في الدولة. وهذا يظهر في ثقافة لبس الحجاب والبرقع والشيلة عند النساء والبشت والعباية والغترة عند الرجال. وهناك تأثير من الدين على الموروث في دولة الإمارات، وهناك أيضاً تأثير من الدين على البناء المعماري، حيث نجد سوراً يحيط بمجلس النساء، ومجالس مخصصة للرجال. وهذا نمط عمراني، إضافة إلى عادات الزواج والاحتفاء بقدوم المواليد، والاحتفال بالأعياد المقدسة والمناسبات الدينية، فهذه كلها منظومة من القيم الثقافية موجودة في المجتمع الإماراتي، وقد تناولها الأدب بأنواعه: الرواية والقصة والشعر، إلى جانب التشكيل، والتداوي بالحجامة والأعشاب وغيرها من الموروث.
وحول تأثير الطبيعة على المجتمع الإماراتي، أكدت المعمري أن الطبيعة منذ بداية التاريخ هي المؤثر في أنماط الحياة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية، وهناك أنماط تتشكل من خلال السفر من بلد إلى آخر، والتفاعل مع الآخرين، وجميع هذه الأنماط تؤثر في ثقافة المجتمع، موضحة أن الصحراء تشكل نمطاً معيناً بين الترحال والبحث عن مواقع لنمط العيش، بينما نجد في الساحل الهدوء والاستقرار، كما أن الجبال وما فيها من مواسم باردة لها تأثيرها وهي غنية بالعسل والنباتات. والبحر يشكل هو أيضاً ثقافات متنوعة بين الصيد والغوص وما له من أنماط مهنية واقتصادية واجتماعية. وأشارت إلى أن الرحلات في البحر تخلق نوعاً من الترابط المجتمعي والتلاحم الثقافي بين الشعوب، مؤكدة أن هذا النوع من الثقافة نسميه «التماسك» وتظهر هذه الثقافات من خلال القصائد التي كان يكتبها النهام مع عودة السفن، وكثير من هذه الثقافات جاءت مع منظومة الغوص.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©