الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«القراءة حياة أخرى» في أمسية «بحر الثقافة»

من المصدر
29 مارس 2022 22:31

فاطمة عطفة (أبوظبي)

احتفالاً بشهر القراءة، وضمن برنامج مؤسسة «بحر الثقافة»، نظمت اليوم جلسة افتراضية بعنوان: «القراءة حياة أخرى»، استضافت فيها الكاتب البحريني د. حسن مدن، وأدارت جلسة الحوار الأستاذة تقية العامري من بحر الثقافة. استهل د. مدن حديثه قائلاً: كل منا يعيش حياته العادية، لكن الفرق بين من يقرأ ومن لا يقرأ فرق كبير، لأن الذي يقرأ يعيش حياة أخرى، بل مجموعة حيوات لأن القراءة بحر من الثقافة والمعرفة، ومن يبحر فيه يعني أنه يعيش حياة أخرى مختلفة عن الحياة العادية، حيث تضيف القراءة إلى حياتنا أبعاداً جديدة وتكسبنا معارف وتجارب جديدة لم نكن لنصلها لولا القراءة، مبيناً أن الكتاب يفتح لنا مجالات معرفة جديدة وثقافة متنوعة، وهذا يرجع لاهتمام كل شخص وميوله، هناك من يكون أقرب لقراءة الآداب أو العلوم أو الفلسفة، وفي كل الأحوال القراءة توفر لنا حياة أخرى مختلفة، وحياة إضافية نحتاج إليها. وأضاف مؤكداً أنه يرى في شهر القراءة والاحتفاء به ما يؤدي إلى تحقيق هذا الهدف المستنير في التقدم، فنعيش أكثر من حياة ونطلع على معارف كثيرة ونكتسب تجارب جديدة، إضافة إلى أن الحياة نفسها تعلمنا وتزودنا بتجارب جديدة، لكن القراءة تضيف الكثير إلى هذه التجارب والمهارات التي لا يمكن أن نصل إليها إلا عبر القراءة. ومن هنا جاءت فكرة القراءة «حياة أخرى»، وتعميم هذه الفكرة وتوسيع نطاقها واندماج أوسع مع قطاع أكبر من الناشئة والشباب ومن مختلف الأعمار في عالم القراءة، لكي يلجوا هذه الحيوات الأخرى التي نتحدث عنها ونشير إليها في عنوان الجلسة. وتابع د. مدن حديثه، مشيراً إلى أن القراءة تمنحنا الراحة والاسترخاء من العمل، واستشهد بأحد المختصين في علم النفس الذي وضع القراءة في المرتبة الأولى، وهي من الوسائل المؤدية إلى الاسترخاء النفسي والذهني والبدني أيضاً، لافتاً إلى أن القراءة ليست فقط لتحقيق المعرفة والثقافة والتنوير وكل ما تأتينا به الكتب من مهارة وانطباعات، وإنما توفر لنا صورة من صور الراحة النفسية والاسترخاء، وعندما نقرأ رواية أو قصة قصيرة أو قصيدة فهي توفر لنا هذه المتعة. وأضاف أن القراءة أيضاً ضرورية هذه الأيام لتخفف من هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة، موضحاً أن النظام الرقمي الواسع يأتي في أحد جوانبه على حساب القراءة، وضرب مثلاً بين أجيال اليوم وأجيال الأمس الذين لم يدركوا في وقتهم وسائل التواصل الاجتماعي التي تأخذ جزءاً كبيراً من وقتنا، وهذا يحثنا على إعادة تنظيم الوقت وعدم إدمان هذه الوسائل، لأن الكثير منها لا يفيد ولا يغذي المعرفة، وفيها الكثير من وسائل التسلية وأحياناً تقدم مواد ضارة وغير مفيدة ولا مجدية. وأوضح د. مدن أنه ينتمي إلى جيل من عالم المعرفة والثقافة عبر القراءة والكتاب ومن وقت مبكر، وكان محظوظاً إذ توفرت له البيئة لقراءة الكتب المتميزة وعملت في تشكيل معارفه. وهذا يعني أن المرحلة العمرية المبكرة شديدة الأهمية في تكوين القارئ المثقف المتنور، وهذا ينبهنا لأن نؤسس الجيل الجديد على محبة القراءة والتعلق بها منذ الصغر، لأنها سوف تصبح عادة وتدخل في تفاصيل حياة كل واحد منا.
 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©