السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

القرية التراثية في أبوظبي.. فضاء مفتوح على الأصالة

سوق العرشان في القرية التراثية (الصور من المصدر)
26 ابريل 2021 00:10

محمود إسماعيل بدر (أبوظبي)

على مساحة تزيد على 16 ألفاً و800 متر مربع، تمتد «القرية التراثية» التي تقع على كورنيش أبوظبي في منطقة كاسر الأمواج، إلى جانب سارية العلم العملاقة، وتمثل ثاني أبرز معالم المدينة التراثية والسياحية، بعد جامع الشيخ زايد الكبير، ووجهة رئيسة في برامج السياح الأجانب والمقيمين من مختلف الجنسيات، وتمّ افتتاح القرية، التابعة لنادي تراث الإمارات، في عام 1996، وهي تحمل في طياتها مشروعاً تراثياً ثقافياً يجعل منها منصة لتعزيز الهوية الوطنية وثقافة التراث، وإبراز الجانب التراثي في دولة الإمارات أَمام السياح، حيث لا تكتمل زيارة أبوظبي، من دون المرور بالقرية التراثية التي تستقبل يومياً ما بين 2000 إلى 2500، من المواطنين والمقيمين، والسياح الأجانب من مختلف دول العالم، يمثلون ما نسبته 75% من الزائرين، إلى جانب الوفود المدرسية والطلابية من الجامعات والمعاهد العليا في الدولة، حيث يتاح لهم فرصة ممارسة الرياضات التراثية كركوب الإبل والصِّقارة وغيرهما.

  • مدخل القرية بكورنيش أبوظبي
    مدخل القرية بكورنيش أبوظبي

أول ما يلفت نظر الزائر للقرية التراثية، تلك اللمسات الإبداعية في تصميمها المعماري الفريد، وفق طرز العمارة التقليدية، واستلهام جانب من طرز العمارة العسكرية في تصميم بوابتها، ومتحفها، الذي تم تصميمه كنموذج لقصر الحكم في أبوظبي وهو قصر الحصن، فيما تلمح جمال هذا التصميم المشيد على شكل قلعة أثرية، تزيد مساحته على 500 متر مربع، حيث تأخذك الخطى لمشاهدة الأدوات الزراعية والأسلحة، وأدوات صيد اللؤلؤ، ودلال القهوة العربية، والأزياء الفلكلورية، كما يضم المتحف في أروقته كنوزاً تراثية مثل أدوات الزينة النسائية القديمة، والحلي، وصوراً قديمة تجسد مراحل تاريخية، ومسكوكات إسلامية فضية وبرونزية وورقية قديمة، وأدوات صيد، وأسلحة قديمة وبخاصة البنادق، مع ركن خاص للمخطوطات النادرة، وركن الأرشيف التاريخي، كما ترى عدداً من نسخ المصحف الشريف مكتوبة بخط اليد.
وكل من تطأ قدماه هذا المكان التراثي الأصيل، سيقف متأملاً الأركان والبيئات التي تعكس حياة مجتمع الآباء والأجداد، وأولها التعرّف على ركن البيئة البريّة، لمتابعة تفاصيلها التي تشتمل على مختلف البيوت التي صممها وشيدها وسكنها الآباء والأجداد، وفيها أيضاً عالم ثري متكامل من المعرفة والتراث والتاريخ، يبدو هذا العالم جلياً في زيارة «المنطقة الأثرية» التي تضم نماذج مصغّرة مثل: قبر الهيلي – مستعمرة هيلي – بدع بنت مسعود – مستعمرة أَم النار، حيث يستطيع الزائر العودة إلى فترة تاريخية تقارب الـ 4000 عام، ثم يرمي الزائر نظره ناحية بيت أَهل الساحل، فيشاهد تصميم البيت الذي يضم «البارجيل»، الذي يعلو سطح البيت المغطى بخوص النخيل ليلتقط نسائم الهواء من الجهات الأربع، ويدخلها إِلى داخل البيت بنظام التبريد الطبيعي.
وتشهد مرافق القرية التي تضم سوق العرشان للمنتجات التقليدية ومتحف السامان ودكاكين الحرف التقليدية واليازرة والمشغل النسائي وركن الأكلات الشعبية والحناء، تنظيم مهرجانات ثقافية وعروض فلكلورية، وتتضمن أيضاً «مسجد القرية» المشيد على طراز العمارة الإسلامية والتقليدية من حيث الزخارف المحفورة على أبوابه ونوافذه، ثم إن مشهد الكورنيش المطل كخلفية لها ربط بين التراث، وما وصلت إليه إمارة أبوظبي في المجال العمراني، وهكذا تبدو القرية اليوم صرحاً تراثياً ثقافياً نوعياً، وهي تغفو بأمان وثقة على الشاطئ، بأسلوب عمراني يجمع بين الزخرفة الإسلامية، وآخر ما توصلت إليه الحضارة العمرانية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©