الخميس 2 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبد الوهاب عيساوي: طرحتُ أسئلة الراهن الجزائري في ثوب روائي

جانب من جلسة مناقشة رواية «الحي الروسي» في الملتقى الأدبي (من المصدر)
5 يونيو 2020 00:09

فاطمة عطفة (أبوظبي)

استضاف معرض أبوظبي الدولي للكتاب أول أمس الكاتب الجزائري عبد الوهاب عيساوي في جلسة حوار أونلاين حول روايته «الديوان الإسبرطي» الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية، وأدار الحوار معه بلال أورفلي، مقدما الكاتب الضيف بلمحة من سيرته الأدبية وأهم الجوائز التي حصل عليها. 
والرواية تتناول حقبة تاريخية حرجة هي حقبة الاحتلال الفرنسي للجزائر وتنقل صورا من الصراع الذي دار بين قوات الاحتلال من جهة والقوى الوطنية أثناء الحكم التركي من جهة ثانية، لتكشف الملابسات التي جرت من خلال شخصياتها الخمس. 
وحول فوزه بالجائزة، قال عيساوي: إنها تتميز عن غيرها من الجوائز سواء بطريقة التحكيم أو المصاحبة الإعلامية، وهي لا تتوقف عند الفوز بل يكون هو بداية لانطلاقة ثانية للكاتب والنص. 
وحول الرواية التاريخية والعلاقة بين الماضي والحاضر، أشار إلى أن الحاضر يطرح أسئلة كثيرة تتعلق بالماضي، والرواية التاريخية لا تقصد سرد التاريخ بذاته، وإنما هي مجموعة من الأسئلة الراهنة تبحث عن الومضات الأولى التي ظهرت فيها هذه الأسئلة، بمعنى يكمن البحث عن نمط كيف تتشكل الدولة الحديثة، وذلك بالعودة إلى بداية القرن العشرين والواحد والعشرين، لذلك نرى في «الديوان الإسبرطي» الكثير من الأسئلة التي نعيشها هنا في الجزائر، أسئلة تتعلق باللغة أو بالانتماءات أو الاشتراكات الثقافية. هذه الدولة التي تقف على حضارتي الشرق والغرب، وأنا حاولت نقل هذه الأسئلة في الرواية. 
وأوضح أن الجزائر بلد يسع الجميع، ويمكن لكل شخص أي يحمل وجهة نظره ونشترك جميعاً في الوطنية وأن نكون أبناء الجزائر بعيدا عن كل الانتماءات الأخرى. وأضاف: لأن كل شخص لديه الكثير من المكونات في داخله. إنها كيمياء متعددة مثل البعد الإفريقي والإسلامي والبعد الأمازيغي، وعلى كل واحد أن يحترم الآخر ويمارس حياته بعيدا عن الاستفزازات. ونحن نحتاج للحوار لتنشأ دولة مدنية تحكمها القوانين. 
وأرجع الروائي جماليات أسلوبه ولغته الطيعة إلى علاقته بالتراث ومحبته له من الجاحظ وأبي حيان التوحيدي إلى الشعراء القدماء، كما أنه يحب المدونات السردية الصوفية، مؤكدا على القاعدة الأولى للكاتب وهي معرفة التراث جيدا، لأنه لا يمكن أن تكتب باللغة وليس لديك علاقة حميمة معها. 
 وعن الصعوبات التي واجهته خلال كتابة الرواية أكد أنه واجه صعوبات في البحث عن الوثائق وهي غير متوفرة، خاصة فيما يتعلق بالفترة العثمانية التي تم حرق أرشيفها والتخلص من خرائطها بعد الاحتلال الفرنسي للجزائر، مضيفاً: «اتبعت خرائط متخيلة رسمها بعض المؤرخين».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©