عدد اليوم
نوف الموسى (دبي)
لم تكن مصادفة أن يعمل كلينت أوبر، أحد مؤلفي كتاب «Earthing: The Most Important Health Discovery Ever» ـ شاركه التأليف ستيفين سيناترا وومارتن زوكر ـ في شركة لها علاقة بصناعة الكيبلات في بداية الستينيات، أو ما يطلق عليه بـ «التأريض»، المتخصص ببناء المنظومة الكهربائية بين الأجهزة الكهربائية وكتلة الأرض، فقد ساهمت تلك المرجعية المهنية في اكتشاف كلينت العلاقة التي تربط اتصال أقدامنا العارية، من دون أحذية، وأجسامنا بالأرض ودورها في التشافي من ما أسماه طبيب القلب ستيفين سيناترا بـ «الالتهابات الصامتة» التي قد لا ندرك وجودها أحياناً. ومنه جاء تأمل كلينت أوبر، بأنه عندما نضع أقدامنا على الأرض، فإن الطبيعة تقدم لنا الإلكترونات بالتوازن المطلوب، والذي بدوره يدعم العمليات الوظيفية للأعضاء الحيوية في أجسامنا، ومنها تهدئة الجهاز العصبي الودي «Sympathetic nervous system»، حيث تبدأ الغدة الكظرية بالتعافي، وهي الغدة المعنية بفرز هرمون الأدرينالين ونورأدرينالين، اللذين يعملان عموماً بتهيئة الجسم للمتغيرات الطارئة. ولفت كلينت أوبر، الرئيس التنفيذي لشركة Earth FX Inc للبحث والتطوير في مجال تصميم منتجات التأريض الداخلية الصحية، كيف أن الأحذية الاصطناعية «the synthetic salt shoes»، هي أكثر اختراع مدمر صنعه الإنسان؛ لأنها تعزلنا تماماً عن الاتصال بالطبيعة الأم.
بدأ كلينت أوبر رحلة ابتكاره لحركة «التأريض» أو ما يسمى بـ «Grounding»، من خلال التواصل والبحث مع جامعات عدة، من بينها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس «UCLA»، الذين لم يقتنعوا بما طرحه، وهو أن لمس الشخص للأرض بأصابع أقدامه قد يساهم في شفائه من أمراض مزمنة، لينطلق بنفسه لإقامة دراسة بحثية من خلال إحداث عملية اتصال لحوالي 60 شخصاً مع الأرض، ومتابعة تأثير ذلك وتوثيقه في تقرير مفصل، فمن بين النتائج المذهلة التي توصل لها أن هناك عدداً من الأشخاص شُفوا من اضطرابات المفصل الفكي الصدغي «TMJ» و المتلازمة السابقة للحيض «PMS»، وأن جميع المشاركين ناموا بشكل جيد، مبيناً عبر الفيلم الوثائقي «The Earthing Movie: The Remarkable Science of Grounding»، كيف أنهم بعد أن وضعوا الدراسة بدأوا يجذبون اهتمام العلماء والممارسين الفيزيائيين، وأكد كلينت أن الصحة شيء يجب أن لا نعمل عليه، بقدر أن نجعله يحصل في حياتنا. خلف وصول كلينت أوبر إلى فهم عميق لحركة «التأريض»، قصة وتجربة شخصية مر بها، وهي أنه احتاج في وقت سابق لإجراء عملية جراحية ضرورية، أخبره الأطباء وقتها، مدى خطورتها وتأثير ذلك على عودته للحياة الطبيعية، يصف أوبر كيف أنه استشعر عودته للحياة مرة أخرى، عندما استفاق من العملية، ومنذ تلك اللحظة تغير كل شيء، وبدأ ينظر إلى كل ما حوله في محيطه وبيته وتفاصيله اليومية، وما قام بتجميعه وشرائه طوال السنوات الماضية، من تحف ولوحات وغيرها، وأنه حان الوقت لأن يتخلى عنها، فقام بالاتصال بأبنائه وأصدقائه، طالباً منهم أن يأتوا ويأخذوا كل ما يريدون، مقرراً أن يقوم برحلة للبحث والاكتشاف حول ما يجعله متصلاً بالحياة، ليدرك بعدها أثر ملامسة قدميه للأرض في تحقيق هالة من الاتصال الصحي الطبيعي.
