الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإمارات تتطلع للمستقبل عبر المركبات ذاتية القيادة

الإمارات تتطلع للمستقبل عبر المركبات ذاتية القيادة
21 مارس 2022 00:44

حسام عبدالنبي (دبي)

تنبهت الإمارات مبكراً للتوجه العالمي نحو المركبات ذاتية القيادة، لما يمثله ذلك من منافع ومكاسب، وفي هذا الإطار أصبحت الدولة تصنف ضمن الدول الأكثر تطلعاً للمستقبل في العالم، عندما يتعلق الأمر بالابتكار في مجال النقل.
وحسب مؤشر جاهزية التنقل الحضري الصادر عن منتدى أوليفر وايمان، فقد جاءت أبوظبي ودبي ضمن قائمة أفضل 40 مدينة في العالم، وذلك من خلال توفيرهما حلول النقل المستدام مع مواصلة ريادتهما لمشهد التنقل الحضري في منطقة الشرق الأوسط.
وضمن ذات التوجه، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله»، استراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة، والتي تستهدف تحويل 25 % من إجمالي رحلات التنقل في دبي، إلى رحلات ذكية وذاتية القيادة، من خلال وسائل المواصلات المختلفة، بحلول عام 2030. كما نظمت هيئة الطرق والمواصلات في دبي، في نهاية شهر أكتوبر الماضي، الدورة الثانية من تحدي دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة، تأكيداً لمكانة دبي كمركز عالمي لانطلاق الحلول المبتكرة التي تخدم الإنسان وتسهم في تحسين جودة حياته.

قيمة مضافة 
يتصور البعض أن المركبات ذاتية القيادة هي مرادف للفخامة والمتعة فقط، من دون أن يدركوا أن تلك المركبات تولد قيمة مضافة عالية وتحقق وفورات مالية فعلية جعلت منها محطّ الأنظار والانتباه المركز لغالبية الأفراد والدول. 
ومن المعروف أن المركبات ذاتية القيادة ليست مفهوماً جديداً ضمن قطاع السيارات وأعمال التجزئة والخدمات اللوجستية، وهي تحمل أسماء عدّة مثل المركبات المتصلة، أو السيارات من دون سائق أو سيارات التاكسي الآلية، ووفقاً للتعريف، فإن هذه التسميات كلّها صحيحة – خصوصاً في حال القيادة الذاتية التامّة، أو القيادة الذاتية من المستوى 5، والتي تلغي كامل مسؤوليات السائق من ناحية قيادة المركبة.

منافع عامة
تقدم المركبات ذاتية القيادة بعض المزايا على مستوى المنفعة العامة، أهمها تعزيز سلامة الطرق، وتحسين انسيابية الحركة المرورية، وتوفير بيئات حضرية أكثر فعالية، وفي حقيقة الأمر فإن تلك المزايا تتضح بوضوح من مفاهيم التصميمات الأوّلية للمركبات ذاتية القيادة والتي ركزت على هدف عملي وذي منفعة فيما يخصّ نقل عدّة ركّاب بفعالية وراحة ضمن مساحة اجتماعية مشترَكة، وبناء عليه، ظهرت التصاميم المشابهة للصناديق أو المكعَّبات، حيث يكون الركّاب عادة مواجهين لبعضهم البعض، مثلما هو الحال في عربة القطار.
وفي مرحلة تالية تم التفكير بالقدرة الهائلة للمركبات ذاتية القيادة على الارتقاء بالتجربة الشخصية، ما حفز على مزيد من الابتكار لدى علامات تجارية لسيارات فاخرة، بحيث تُعيد تخيُّل مركباتها من خلال النظر عبر عدسة خاصّة بالتنقّل وباعتماد مفهوم «هرمية الاحتياجات» بمعنى ألا يقتصر دور تلك المركبات على الانتقال بأمان من نقطة أو منطقة ما إلى نقطة أو منطقة أخرى، بل تلبية الاحتياجات الأعلى للأشخاص الذين يمتلكون الأموال الكافية، ضمن مفهوم «الهرمية» وبحيث يتم توفير مزايا أعلى من ناحية الأداء الفائق، الخيارات الترفيهية، المقاعد بميّزة التدليك، المنظر الواضح للسماء الذي لا يعوقه شيء، وغير هذا الكثير من الأمور الأخرى.

 توفير الوقت والمجهود
توفر بدائل النقل العديدة والمتنوّعة المتوافرة اليوم، بما فيها المركبات العادية، مزايا متعددة ولكن التقنية التحولية التي تتمتّع بها المركبات ذاتية القيادة توفر مزايا إضافية يصعب عادة للمال المساعدة في تمكين الحصول عليها، ويأتي في قمة هرم تلك المزايا (الوقت) إلى جانب الكثير من الأشياء الأخرى التي يمكن تحقيقها.
ويقول كريستيان أكويلينا، المدير العام التنفيذي، لشركة «كاديلاك» الدولية و«كاديلاك الشرق الأوسط» إنه في دولة مثل الإمارات، يسود على نطاق واسع نمط حياة كثير الانشغال مع تمضية وقت طويل على الطرقات، وفي الواقع، يقضي السائقون في المنطقة بشكل عام ما معدّله ساعتان يومياً في سياراتهم، وهو ما يوازي زمناً طويلاً جداً يصل إلى 56 ساعة في الشهر خلف مقود السيارة، بينما تستهلك نسبة 9% من السكّان أكثر من 3 ساعات من وقتها اليومي في عمليات التنقّل، مؤكداً أن هذا الوقت القيّم جداً يمكن استغلاله في أمور عديدة أخرى لو أتيحت الفرصة لذلك.
وأوضح أكويلينا، أنه في هذا الشأن تبرز المركبات ذاتية القيادة والتي يمكن أن تكون حلاً مبتكَراً للأشخاص كثيري الانشغال، فضلاً عن كونها توفر مساحة عمل عالية الإنتاجية، مشيراً إلى أن التركيز أثناء فترة التنقّل يمكن أن يتحوّل من خلال تلك المركبات من القيادة فقط إلى متابعة البريد الإلكتروني مثلاً، أو الانخراط التام في مكالمة ضرورية عبر تطبيق «زوم»، أو مراجعة ملف «باوربوينت» توضيحي قبل تقديم عرض أعمال هام، وغير هذا الكثير من الأمور المفيدة الأخرى.
وأفاد أكويلينا، أن المركبات ذاتية القيادة قادرة على منح مساحة جديدة ووقت إضافي خلال الحياة اليومية وبمعنى أدق بعض «الوقت الخاص» الفعلي، ما يرتقي بسبل التنقّل الشخصي الفاخر إلى مستويات جديدة أعلى. وأضاف أنه في ظل احتواء المركبات ذاتية القيادة على الكثير من التقنيات الحديثة المتطوّرة والتجهيزات التي تجعل الرحلة خالية من أي مجهود، بالإضافة لنظام دعم شامل ومتكامل، فإن تلك المركبات ذاتية القيادة وما توفره من وقت خاص خلال الرحلة، يمكن أن تساعد إلى حد كبير في تعزيز العافية الشخصية، مفسراً ذلك بإمكانية الاستفادة من الوقت الإضافي المتاح للقيام بأشياء أخرى مثل متابعة صفحات التواصل وكسب المعلومات، أو قراءة كتاب، أو ممارسة هواية التأمّل، أو الاسترخاء أو حتى مجرّد الانغماس في التفكير الذاتي، وكل هذا خلال فترة الانتقال من مكان لآخر، ولافتاً في الوقت ذاته إلى وجود أمر مهم آخر ربما يُعدّ بديهياً، لكنه بالحقيقة متعب، لكن يمكن إزالة أعبائه فعلياً، إذ أنه مع المركبات ذاتية القيادة ليس هناك داعٍ للقيام بعدّة لفّات بحثاً عن موقف للسيارة لأن هذه المركبات المتطوّرة هي مبدئياً بمثابة سيارة الليوموزين الخاصّة التي تقلّ الراكب إلى وجهته مثله مثل النجوم الكبار، ومن بعدها، باستطاعتها أن تجد مكان الركن الخاص بها لحين الرغبة بالقيام برحلة أخرى على متنها. واختتم أكويلينا، بالتنبيه إلى أن هذه الكفاءة العالية تقوم على فكرة بسيطة تتمثّل بتمكين القيادة دون أي مجهود بوساطة وسيلة استثنائية، ومتاحة فعلياً عبر سبل التنقّل ذاتية القيادة بالكامل التي تقلّ مجموعة من الركّاب ضمن بيئة فخمة، أو توفر خصائص اتصال متطوّرة تعزّز التجارب الفريدة التي ترتقي بمستويات العافية الشخصية.

المساحة والمتعة
تتيح وسائل التنقّل ذاتية القيادة، مزايا إضافية حيث يمكن تصميم المركبة بشكل كامل لأجل التركيز تماماً على عناصر الفخامة والتجارب الشخصية بدلاً من القيادة، وذلك لأنه من شأن إزالة مقعد السائق أن يمنح مصنِّعي السيارات الفرصة لإعادة ابتكار المساحة الداخلية للمركبة، وإلغاء العوائق المرتبطة بموضع ثابت أمام المقعد، وهذا من شأنه أن يوفر مساحة إضافية للاسترخاء، وفرصة لتركيب مقاعد داخلية قبالة بعضها، وكراسٍ يمكنها الدوران، أو مقاعد مريحة قابلة للانحناء بشكل كامل، وبالنسبة للركّاب، فإن هذا يعني المزيد من المرونة لمشاركة الحديث وجهاً لوجه، أو حتى النوم لبعض الوقت خلال فترة الانتقال إلى العمل.
أما من الخارج، فإن العناصر التصميمية الذكية مثل الأسطح والجوانب الزجاجية الواسعة، فتتيح الاستمتاع بمناظر مكشوفة لا يعوقها شيء، مما يمكّن الركّاب من استكشاف العالم حولهم بشكل أفضل والتركيز على الرحلة نفسها، وليس القيادة.

 معايير السلامة 
على الرغم من كل المزايا التي توفرها المركبات ذاتية القيادة، إلا أن هناك تخوفاً دائماً من معايير السلامة وإمكانية الاعتماد على ميزة السائق الآلي بالكامل، وفي حقيقة الأمر فإن تلك النقاط تمثل ميزة إضافية للمركبات ذاتية القيادة وليست نقطة سلبية. وأظهرت دراسة أُجرِيَت في الولايات المتحدة الأميركية عام 2016 أن ما يصل إلى نسبة 94% من الحوادث المرورية تتضمّن خطأ قيادة من قِبَل السائق بشكل من الأشكال، لذلك، من السهل تخيُّل الأثر الإيجابي الذي يمكن أن تتركه المركبات ذاتية القيادة على حياة الملايين حول العالم بفضل قدرتها الحقيقية على تقليل الحوادث ومنع الإصابات وإنقاذ الحياة.ولا يقتصر الأمر على هذا فقط، فالسيارات ذاتية القيادة قد تساعد بتقليل الازدحامات المرورية في مدن مثل دبي، حيث المسافات طويلة للقيام بالرحلات سيراً على الأقدام أو باستخدام الدرّاجات الهوائية، مما يمنح بالتالي ميّزة تسهيل الوصول إلى مراكز النقل العام. أما بالنسبة للمناطق التي لا تتوفر فيها خدمات النقل العام، أو فيما يتعلّق بكبار السن أو الصغار أو أصحاب الهمم، فإن المركبات ذاتية القيادة يمكنها أن تقدّم مثلاً الخدمات عند الطلب لتسهيل الوصول إلى وسائل النقل العام. وهناك أمر هام جداً يتوجّب ألا نغفل عن ذكره وهو الإلهاء أو الغفلة أثناء القيادة، الشيء الذي سيصبح من الماضي فعلياً.

فرص للتواصل
تمثل التقنيات المتطوّرة وسبل الاتصال المتقدّمة، العمود الفقري للتنقّل المستقبلي لأنها ستتيح للركّاب ربط كل نواحي حياتهم المختلفة مع بعضها، فعلى سبيل المثال ستضم المركبات ذاتية القيادة ضمن مجموعة «كاديلاك هالو» مدخلات قياس حيوية وواجهات تفاعلية مرتكِزة على الذكاء الاصطناعي، ويمكن الوصول إليها عبر شاشات SMD LED كبيرة وبانورامية، وهذا يمنح الركّاب حرية الاختيار من بين فرص التفاعل عبر الواقع المعزَّز، بالإضافة إلى الخصائص الترفيهية وعناصر استعادة العافية من ضمن أشياء أخرى خلال الرحلة.
وتجدر الإشارة إلى أن الخصائص المحدَّدة برمجياً يتم استخدامها للتواصل مع الآخرين أثناء الرحلة، ويتمثّل هذا عبر إجراء مكالمات الفيديو التفاعلية لتمكين الركّاب من التواصل في الوقت الفعلي مع من يحبّون، إلى جانب أن المركبات المتصلة لا تتيح إمكانية الاتصال بهاتف السائق المحمول فحسب، بل إن المركبات مع ميّزة الاتصال الداخلي يمكن أن تتيح إجراء اتصالات ثنائية الاتجاهات، أي مع باقي المركبات والأجهزة المحمولة والنقاط الساخنة المنتشرة في المدن.

القيمة المضافة للمركبات ذاتية القيادة:

1. تعزيز سلامة الطرق وتوفير الميزانيات الحكومية لهذا الغرض

2. توفير بيئة حضرية لتنقل أكثر فعالية

3. تحسين انسيابية الحركة المرورية وتقليل استهلاك الطاقة

4. توفير الوقت الطويل على الطرقات

5. إمكانية متابعة الأعمال الخاصة والصفقات أثناء التنقل

6. توفير مساحة عمل عالية الإنتاجية في السيارة

7. تعزيز العافية الشخصية لأصحاب الأعمال

8. فرصة للتواصل والاسترخاء واكتساب المعلومات

9. تجنب مشكلة البحث عن موقف للسيارة

10. تقليل الحوادث المرورية بسبب الخطأ البشري

11. توفير خدمة التنقل لكبار السن وأصحاب الهمم

12. توفير تكلفة تعيين السائقين في الشركات الكبيرة

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©