الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تنمية مستقبل الغذاء مهمّة أساسية للأجيال القادمة

تنمية مستقبل الغذاء مهمّة أساسية للأجيال القادمة
1 سبتمبر 2021 03:30

منصور الملا 

يعتبر توفّر نظام غذائي فعّال مهماً لخطط دولة الإمارات الهادفة إلى دعم الشباب وتعزيز الاقتصاد.
ومع ارتفاع الدخل المتاح، يتجه العديد من المستهلكين نحو خيارات غذائية أكثر صحية واستدامة ويمكن معرفة مصادرها بسهولة أكبر من خلال سلسلة التوريد الغذائي.
ولكنّ نظمنا الغذائية تواجهها تحديات حقيقية، حيث يواصل تعداد سكان العالم في النمو، ويتوقع أن يرتفع بمعدل مليارين ليبلغ الـ10 مليارات تقريباً في السنوات الثلاثين المقبلة. أما في دولة الإمارات فنواجه تحدياً مختلفاً؛ إذ إنّ الأراضي الخصبة تشكل 5 بالمئة فقط من مساحة الدولة، مع الأخذ بعين الاعتبار أيضاً شح الموارد الطبيعية للمياه العذبة.
وقد أسهمت جائحة كوفيد-19 في إعادة التفكير وبسرعة في تعزيز المرونة الغذائية، والتأكيد على أهمية الاستثمار في مجال إنتاج الأغذية محلياً وإيجاد حلول متكاملة وقوية لتوفير الأغذية للأجيال القادمة.
وتطبّق الإمارات الإجراءات الضرورية لإيجاد الحلول محلياً لهذه التحديات من خلال التعليم والمشاركة والابتكار وحلول ريادة الأعمال. فالحكومة لم تدخر جهداً لتعزيز المرونة الغذائية لمجتمعها الذي يعتمد على الواردات الخارجية لسد احتياجاته الغذائية بنسبة تصل إلى 90 بالمئة. وبالتالي، تُعدّ زيادة الإنتاج المحلي وترابطه الإقليمي عاملين بالغي الأهمية للمرحلة التالية من المنظومة الغذائية في الدولة. كما يدعمان طموحات الدولة بتعزيز الأمن الغذائي واحتلال المرتبة الأولى ضمن مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051.
على الرغم من بيئة الإمارات الصحراوية، نجحت الدولة في تطوير منظومة اقتصادية متقدمة، حيث تمتلك اليوم البنية التحتية والتقنية والرؤية والخبرة لزيادة الإنتاج الزراعي محلياً وإنشاء محور إقليمي مستدام للإنتاج الغذائي والزراعي. وكانت دولة الإمارات الأولى عالمياً في إنشاء وزارة مخصصة للتعامل مع المرونة الغذائية. 
وتعمل حكومة إمارة أبوظبي على زيادة الإنتاج الزراعي المحلي بنسبة 40 بالمئة على المدى المتوسط. ولتعمل دولة الإمارات على توفير أغذية عالية الجودة لأفراد المجتمع الذين تتزايد أعدادهم، نحتاج إلى نظام توريد فعال وتقدير أكبر لجودة الأغذية المنتجة محلياً.
وقد أسسنا شركة «سلال» عام 2020 في إطار التزامنا المستمر بتحفيز منظومة الأغذية والزراعة في الإمارات والمساهمة في دعم زراعة وتصنيع الأغذية محلياً. كما تهدف «سلال» إلى تطبيق برامج نقل المعرفة المتعلقة بتكنولوجيا الزراعة الصحراوية ومشاريع البحث والتطوير الأخرى لزيادة إنتاج صغار المزارعين المحليين في الإمارات للفواكه والخضر.
وشاركت منصة «دسربت أي دي» في تقديم مساهمة بقيمة 105 ملايين دولار أميركي في وقت سابق من العام لشركة «ألف فارمز» التي تقوم بإنتاج اللحوم المصنعة من الخلايا الحيوانية، وتعكف الشركة حالياً في دراسة إنشاء مصنع في إمارة أبوظبي لتوريد منتجاتها إلى أسواق الدولة ومنطقة دول مجلس التعاون الخليجي. وأعلنا عن خططنا الهادفة إلى إنشاء مجمع التكنولوجيا الزراعية الذي يركز على الإنتاج المستدام للأغذية الطازجة عالية الجودة في إمارة أبوظبي.
ندرك أنه ما من دولة في العالم يمكن أن تكون مكتفية ذاتياً بالكامل، لكنّ الوصول إلى أسواق الغذاء العالمية في عالمنا اليوم والعلاقات التجارية ضروريان. إن طموح إمارة أبوظبي لتوفير الأغذية لمجتمعها من مصادر محلية يعد فرصة مثلى لإبراز ريادتها على النطاق العالمي من خلال توفير المواد الغذائية لدول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا لديها بنية تحتية محدودة.
ويمكن لهذه الدول أن تستفيد من استثمارات دولة الإمارات وصادراتها الغذائية وخبراتها وبالتالي تعزيز مرونتها الغذائية. فالتعاون هو المبدأ الذي نحتفي به ونلتزم بالعمل به لمساعدة الحكومات والشركات على بناء سلسلة إمدادات متكاملة ترسخ مكانة دولة الإمارات كمركز إقليمي مترابط لتوريد الأغذية.
وتوفر المنصة الرقمية «بوابة المقطع» في شركة موانئ أبوظبي التابعة لمحفظة أعمال «القابضة» (ADQ) نافذة موحدة لتلبية المتطلبات اللوجستية متعددة الوسائط التي تعمل على تسهيل حركة التجارة الدولية. ويعدّ الغذاء عنصراً أساسياً منها، حيث يتطلب التخزين في مكان بارد والتوزيع السريع.
وسيستخدم مجمع التكنولوجيا الزراعية، الذي تم الإعلان عنه مؤخراً في مدينة خليفة الصناعية بإمارة أبوظبي، العناصر الأساسية للمرافق الزراعية القائمة على التكنولوجيا وقنوات التوزيع متعددة الأنماط.
وإذا ما تمكنا من تحقيق التوازن الصحيح بين زراعة الأغذية المحلية الآمنة والكافية، وتزويد الأسواق الأخرى بكفاءة، فسنتمكن من توريد الأغذية للأجيال القادمة بشكل مستدام وبطريقة مسؤولة توفر القيمة الضرورية لاقتصاد متنوع ومزدهر.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©