أكدت القيادة العامة لشرطة أبوظبي اهتمامها بحماية الطفل من المخاطر وإسعاده واكتشاف مواهبه وقدراته وتوفير البيئة الآمنة له، وتوعية فئات المجتمع كافة بحقوقه وضمانها.
وثمَّن العميد أحمد مسعود المزروعي، مدير قطاع أمن المجتمع، جهود الدولة الكبيرة في رعاية الطفل من مرحلة ضمان الحقوق الأساسية، إلى مرحلة التمكين وصناعة المستقبل المشرق للأجيال القادمة.
ولفت إلى أهمية نشر ثقافة حقوق الطفل في مختلف المستويات على صعيد الأفراد والأسرة والمجتمع المحلي، تماشياً مع توجهات حكومة دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، وتحقيقاً للحفاظ على تماسك الأسرة وتنشئة الأجيال في بيئة مثالية.
وأكد على دور الأسرة وأولياء الأمور في التركيز على مرحلة الطفولة منذ الولادة حتى خمس سنوات، والوصول بالطفل لحياة آمنة خالية من مظاهر الاستغلال وسوء المعاملة ومن أي عنف جسدي ونفسي وعاطفي.
ونوَّه بحرص شرطة أبوظبي - من خلال إداراتها المعنية - على تطوير خدماتها بشكل مستمر وفق أفضل الممارسات العالمية، لتوفير أفضل مستوى من الرعاية والخدمات لضحايا الإساءة والعنف بجميع أنواعه، إضافة إلى جهودها التوعوية لحماية الأطفال من المخاطر بأشكالها كافة.
وأوضح أن شرطة أبوظبي تنفذ العديد من الأنشطة والمبادرات التي تركز على حماية الطفل والحفاظ على حقوقه، باعتباره لبنة من لبنات بناء المجتمع القوي المتوازن، الذي تسعى حكومتنا الرشيدة لترسيخه من خلال القوانين والتشريعات.
وحث على ضرورة الوعي بأهمية التعامل مع الحالات المؤثرة سلباً، وحماية الأطفال من مخاطر جرائم القرصنة الإلكترونية والابتزاز والتهديد الإلكتروني وغيرها، وبناء الثقة لدى الأسرة، وتعزيز كفاءة الأب والأم معاً، حتى يستطيعا معاً قيادة الأسرة بنجاح.
وأشار إلى أبرز المخاطر التي يتعرض لها الأطفال عند استخدامهم شبكة الإنترنت، وهي التنمر، الاستدراج من قبل المعتدين، الاطلاع على محتوى غير ملائم، فقدان التحكم بالبيانات الشخصية والإدمان على الإنترنت، مخاطر تقنية متعلقة بالحاسبات «القرصنة، الفيروسات، سرقة المعلومات... وغيرها»، منوهاً بأهمية دور الوالدين في حماية الأطفال من تلك المخاطر.
الشرطة المجتمعية: تكثيف التوعية الميدانية حفاظاً على سلامة النشء
تحرص إدارة الشرطة المجتمعية على تنويع وسائل التوعية المقدمة للجمهور، من خلال المشاركة في الفعاليات والأنشطة المختلفة، وتنفيذ البرامج وحملات التوعية والزيارات والمشاركة في الأنشطة والفعاليات الاجتماعية بالتنسيق مع الأقسام الجغرافية، وإعداد برامج التوعية الموجهة إلى مختلف الفئات، بما يسهم في خدمة المجتمع والوقاية من الجريمة.
وتحظى فئة الأطفال ببرامج توعية مخصصة تقدمها إدارة الشرطة المجتمعية، حيث تحرص على المشاركة في الفعاليات والأنشطة التي تنظمها مختلف الجهات الموجهة للطفل خصوصاً وللأسرة بشكل عام، حيث شاركت مؤخراً مع عدد من الإدارات الشرطية في الدورة الثانية لفعاليات «لحظات أبوظبي 2022» و«ملتقى أبوظبي الأسري الثالث»، والتي حظيت بتفاعل وإقبال كبير من الأطفال وأسرهم.
كما تنفذ الإدارة فعاليات توعية في مدينة الطفل الآمن «كيدزانيا»، بمشاركة عدد من إدارات شرطة أبوظبي، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وشركة إعمار للترفيه، وتستهدف طلاب المدارس بمختلف مراحلهم العمرية، وتُعنى بتوعيتهم من الناحية الاجتماعية والأمنية والمرورية، وتقديم العديد من الأنشطة التي من شأنها زيادة الوعي الإيجابي لدى الطلبة والأطفال.
وتقدم كذلك عروضاً وورش توعية متنوعة لطلاب المدارس، إلى جانب العروض وأفلام التوعية على شاشة سينما المسرح، والمسابقات ومحاضرات التوعية، وتُعرف الزوار بمهام وواجبات الإدارات الشرطية المختلفة ودورها في حفظ الأمن والأمان والاستقرارِ.
كما تخصص الإدارة عدداً من مجالسها المجتمعية لمناقشة موضوعات تخص الطفل، مثل كيفية التعامل مع التنمر، وحماية الطفل في العالم الافتراضي، وشغل أوقات فراغ الأبناء، خصوصاً في الإجازات، وغيرها من الموضوعات التي يشارك فيها نخبة من الاختصاصين في هذا المجال، وبحضور عدد كبير من أفراد المجتمع.
برامج وزيارات وفعاليات اجتماعية
في بداية كل عام دراسي جديد، يشارك أعضاء من «كلنا شرطة» في استقبال الطلبة عند مدارسهم، وذلك ضمن جهودهم في مساندة الفرق الشرطية بالتوعية والتنظيم، وإيجاد بيئة مدرسية آمنة، ومحفزة على تحقيق الأمن المستدام والمحافظة على سلامة الطلبة وسلامة مستخدمي الطريق.
وتطرح إدارة الشرطة المجتمعية موضوعات خاصة بالطفل في مختلف الحملات التي تنفذها شرطة أبوظبي، مثل حملة «شتاؤنا آمن وممتع»، ودعت خلالها أولياء الأمور إلى مضاعفة الرقابة على الأبناء خلال فترة الإجازة الشتوية، وعدم الانشغال عنهم وحمايتهم من مختلف المخاطر، وحملة «صيّف بأمان» التي طرحت فيها التدابير الوقائية لتعزيز السلامة في فصل الصيف.
رعاية الأحداث: مبادرات ريادية وأنشطة تثقيفية وعلاجية
وفرت شرطة أبوظبي الممكنات كافة التي تعزز الرعاية وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والأسري للأحداث ودعمهم وحمايتهم، ليكونوا قادرين على العيش الآمن في المجتمع، من خلال إدارة رعاية الأحداث بقطاع أمن المجتمع التي تنفذ العديد من المبادرات الريادية والأنشطة التثقيفية والعلاجية التي تركز على الاهتمام بالأطفال الأحداث، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والأسري لهم.
وتُقدم تلك البرامج العلاجية والأنشطة للأطفال «الأحداث» بمعايير خاصة تساعدهم على معالجة السلوكيات السلبية على أيدي كوادر واختصاصيين اجتماعيين ونفسيين وأسريين مؤهلين لتقديم الدعم اللوجستي لهذه الفئة، وتوفير الرعاية النفسية والاجتماعية والأسرية لهم.
«دورية الطفل»: تقنيات ذكية لتثقيف الأطفال مرورياً
دورية الطفل المرورية، عبارة عن سيارة ذكية، صغيرة الحجم، توفر بيئة محببة للطفل للتعرف على طبيعة العمل الشرطي، ومزودة بشاشة عرض ذكية وكاميرا، وتقنيات مختلفة، وعليها ملصقات وعبارات توعية بصورة جذابة.
وتسهم الدورية التابعة لمديرية المرور والدوريات بقطاع العمليات المركزية في تعزيز ثقافة المرور لدى النشء، من خلال المشاركة في مختلف المناسبات والفعاليات المجتمعية وزيارات المدارس، بهدف الوصول إلى الجمهور المستهدف، والاطلاع على جهودها وأهدافها في استخدام الوسائل التعليمية المناسبة، لترسيخ الثقافة المرورية وغرس الوعي المروري في نفوس الطلبة وإطلاعهم على ما يقوم به شرطي المرور من مهام في المحافظة على السلامة المرورية.
جهود متواصلة لمكافحة جرائم الاعتداء والإساءة
تحرص شرطة أبوظبي على حماية الطفل من كل مظاهر الإهمال والاستغلال، وسوء المعاملة، ومن أي عنف بدني ونفسي، حيث يتعامل قسم مكافحة جرائم الاعتداء على الطفل في مديرية التحريات والمباحث الجنائية بشرطة أبوظبي مع الجرائم كافة التي تخص الأطفال بجدية وحزم، باتخاذ الإجراءات اللازمة.
ويهتم القسم بنشر الوعي الأمني حول الجرائم الإلكترونية لفئات المجتمع كافة بمختلف أعمارهم وشرائحهم، والتصدي لتلك الجرائم التي ازدادت، وذلك بسبب اتساع انتشار «الإنترنت»، وازدياد أعداد مستخدميه، مما يستوجب ضرورة توعية أفراد المجتمع كافة بأخطاره، وخاصة فئة الأطفال التي تعتبر أكثر فئة مستهدفة وقابلة للاستغلال.
ويؤكد القسم على التوعية بمخاطر الجرائم الإلكترونية على الفرد والأسرة والمجتمع، ويحث الآباء على ضرورة معرفة المواقع التي يتصفحها الأطفال على شبكة الإنترنت، وتحديد مواعيد الدخول إلى تلك المواقع، وتحديد الهدف من الدخول إلى «الإنترنت»، وتأكيد تصفح مواقع ذات جودة تربوية للتعلم الذاتي، ودراية ولي الأمر بالبرامج التي تتيح له منع تصفح مواقع معينة، ومصادقته لأبنائه صغاراً وكباراً ومشاركتهم المواقع التي يتصفحونها.
كما يسعى قسم مكافحة جرائم الاعتداء على الطفل إلى غرس مفاهيم المواطنة الإيجابية، وتعميق السلوكيات والقيم الصحيحة، وتعزيز التوعية الأمنية الاستباقية لمواجهة أي اعتداء أو إساءة قد يتعرّض لها الأطفال، انطلاقاً من حرص شرطة أبوظبي على تعزيز السلوكيات الإيجابية، وإيجاد جيل واعٍ مثقف قادر على تحمل المسؤولية المجتمعية، ومواجهة تحديات المستقبل.