الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

830 منظمة غير حكومية تناقش مستقبل الطاقة والمساعدات الإنسانية

حشر بن مكتوم خلال زيارته للمعرض المصاحب بحضور ميثاء الشامسي (تصوير: أفضل شام)
14 مارس 2023 01:53

سامي عبد الرؤوف (دبي)

افتتح سمو الشيخ حشر بن مكتوم آل مكتوم، رئيس مؤسسة دبي للإعلام، أمس، فعاليات الدورة الـ19 من معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير «ديهاد»، المُقام برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حتى 15 مارس الجاري في مركز دبي التجاري العالمي.
ويركز معرض ومؤتمر «ديهاد 2023» على موضوع «الطاقة والمساعدات، وسبل الاستفادة من الموارد المتاحة»، حيث يجمع تحت مظلته المنظمات الدولية غير الحكومية وهيئات الأمم المتحدة، والمؤسسات الخيرية والتعليمية والأكاديمية والهيئات الحكومية، بالإضافة إلى موردي المساعدات الإغاثية والهيئات الإنشائية من القطاع الخاص؛ بهدف تلبية احتياجات المجتمعات والدول المتضررة من الأزمات والكوارث الطبيعية، تأكيداً على ريادة دولة الإمارات في هذا المجال، وسعيها للاضطلاع بدور مؤثر في تحفيز الجهود الدولية في مجال العمل الإنساني والتطوعي.
ومن المتوقع أن يستقطب المعرض والمؤتمر، خلال ثلاثة أيام، نحو 8200 مشارك وزائر من 110 دول، بينما يشارك فيه نحو 830 منظّمة وجمعية خيرية ومؤسسة عاملة في الشأن الإنساني، فيما يضم المؤتمر 50 متحدثاً من نخبة المتخصصين في مجال العمل الإنساني على مستوى العالم. ويناقش برنامج المؤتمر مواضيع حيوية في مجال الطاقة والمساعدات، من خلال ست جلسات رئيسية، بالإضافة إلى 16 ورشة عمل مبتكرة توفر التدريب، وتبحث في العديد من الآراء والحلول المهمة. 

وقال معالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي: «إن التزاماتنا الإنسانية والأخلاقية تجاه ضحايا الكوارث تضعنا في مواجهة تحديات ومسؤوليات كبيرة لإنهاء معاناة البشرية؛ لذلك فإننا نثمّن المواضيع المطروحة في (ديهاد 2023)، ونقدر عالياً إتاحة الفرصة لمناقشة القضايا الأساسية المتعلقة بالطاقة والمساعدات، وكيفية الاستفادة من الموارد المتاحة».
وأشار إلى أن دورة «ديهاد 2023» تركز على قضية الطاقة والمساعدات، وسبل الاستفادة من الموارد المتاحة، وقد استشعرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أهمية ذلك، فأطلقت مؤخراً مبادرة زايد الإنسانية العالمية للطاقة المتجددة «حياة»، التي تستهدف مساعدة الدول النامية والمجتمعات المحتاجة والمناطق المتأثرة بالأزمات والكوارث. 
وأكد أهمية الحصول على إمدادات الطاقة النظيفة والمتجددة والمستدامة، وتوفير إمدادات المياه الصالحة من خلال معالجتها وتحليلها، إلى جانب تحسين نظم الري في الدول التي تعاني شحاً في هذا المصدر الحيوي، وتوفير حلول مبتكرة حلول الزراعة، وبالتالي تحسين مجالات الأمن الغذائي. 
ولفت المزروعي إلى حرص هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على أن تكون في طليعة القوى الخيرة في العالم؛ لذلك تضع إمكاناتها وقدراتها وخبراتها في خدمة الإنسانية بصورة عامة، وتسعى ما استطاعت إلى تحسين حياة الناس وتخفيف معاناتهم. 
وقال: «إن (الهيئة) تمضي قدماً في نهج الإمارات الحضاري، وتعزيز التزامها الأخلاقي الذي يضع الإنسان في كل مكان واحتياجاته الأساسية في مقدمة الأولويات، دون النظر لعرقه أو جنسه أو دينه أو طائفته، فالكل سواء بمعاييرنا وقيمينا الإنسانية». 
وأضاف: «لا تزال هيئتنا الوطنية تترسم الخطى عن طريق الخير والعطاء، خلال أربعة عقود من مسيرتها الإنسانية، وتتحسس سبيلها إلى عالم الضعفاء الذي يئن تحت وطأة المعاناة، مستصحبة عظم المسؤولية الملقاة على عاتقها». 

إيجاد الحلول 
وقال الدكتور حمد بن الشيخ أحمد الشيباني، المدير العام لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي: «يعقد معرض ومؤتمر ديهاد؛ بهدف تسليط الضوء على قضية الطاقة والمساعدات والإغاثة الدولية». 
وأضاف: «لقد عملت دولة الإمارات العربية المتحدة بكل مكوناتها لرفع تلك المعاناة عن الأفراد والمؤسسات والحكومات سواءً داخل الدولة وخارجها مما أعطى المؤشرات الدالة على القوة الناعمة للدولة في إيجاد الحلول المبتكرة في مجالات الطاقة والمساعدات الخارجية والإغاثية على مستوى العالم، لم تخرج عن نطاق ما رسمته وخططت له قيادتنا الرشيدة». 
وأكد أن ديمومة العمل تتطلب تضافر الجهود، وما نؤكد عليه أن نتناول هذا الملف لتأصيل وتأطير العمل الخيري والإنساني والاجتماعي دون إهدار للإمكانات المادية والمعنوية، والعمل على معالجة الأزمات في أجواء من الحكمة، وتغليب مصالح البشر على مصالح الدول حتى تبقى مساحة العمل متاحة في ظروف تدعمها النوايا الحسنة. 
وذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة اختطت طريقاً واضحاً للعمل على المحافظة على الحقوق الإنسانية الدولية، واستطاعت أن تبرز دورها المتميز في مجال العمل الخيري والإنساني والإغاثة الدولية، فدولة الإمارات العربية المتحدة لها وقفات إنسانية مضيئة مع ضحايا الكوارث والزلازل في العديد من دول العالم. 

عمل خيري      
نوه الشيباني بدور الإمارات في كل من سوريا وتركيا، وبعض الدول الأخرى، حيث انطلقت قافلة المساعدات والإغاثة وعلى متنها آلاف الأطنان من التجهيزات الطبية والمعونات الإنسانية؛ بهدف دعم عمليات الإغاثة والإعاشة لملايين المتضررين من الزلزال والذين أجبروا على هجر مساكنهم، وتوفير المقومات المعيشية الضرورية لهم.  ولفت إلى أن العمل الخيري في الدولة هو أحد أعمدة بنيان الاتحاد الذي تزداد قوته عاماً بعد عام، بما جعلها في صدارة الدول عالمياً في هذا القطاع الإنساني النبيل، وبفضل رؤية الآباء المؤسسين. وقال: «إن الإباء المؤسسين صاغوا نهجاً، اعتبروا فيه عمل الخير والمساعدات وترسيخ قيم التضامن والتكافل مع المحتاجين من الشعوب، أساساً لمسيرة الدولة الحضارية، وهذا هو نهج الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي سارت عليه قيادتنا الرشيدة، حتى أصبحت دولة الإمارات في مصاف الدول الأكثر نمواً وتطوراً وازدهاراً».  وأكد الشيباني «الآمال كبيرة والطموح أكبر والمستقبل واعد متى ما أخذت الحكومات والشعوب العمل على منهج سليم يتخطى المصالح الخاصة إلى ما هو أهم وأرحب، إنه عالم البناء بكل أشكاله».

الاحتياجات الإنسانية
أوضح مايكل كوهلر، مدير عام إدارة الحماية المدنية وعمليات المساعدة الإنسانية لدى المفوضية الأوروبية أن «نحو 103 ملايين شخص يعيشون اليوم في حالة نزوح، فيما سيسجل عام 2023 رقماً قياسياً آخر في حجم الاحتياجات الإنسانية مع حاجة نحو 339 مليون شخص للحماية والمساعدات، وبحسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة، فإن هناك حاجة إلى مساعدات تقدر بنحو 51.5 مليار دولار أميركي لتلبية احتياجات 230 مليون شخص».
وألقى راميش راجاسينغهام، مدير التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA)، كلمة نيابة عن مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، حيث أشاد بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم الخدمات الإنسانية ومساهمتها بأكثر من مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية. 
وعن حوادث الزلازل الأخيرة والمدمرة التي شهدتها تركيا وسوريا مؤخراً، رأى راجاسينغهام أن استجابة النظام الإنساني العالمي لم تكن على القدر المأمول، لافتاً إلى أن «مؤتمرات مثل (ديهاد) من شأنها أن تتيح المجال لطرح الأفكار، ومناقشة سبل جديدة لدى رواد قطاع الإغاثة الإنسانية في العالم، من خلال السعي لإيجاد وسائل جديدة من شأنها تعزيز وتسريع الاستجابة الإنسانية على مستوى العالم».
 وتُقام دورة العام الحالي بالتزامن مع فعاليات الدورة الرابعة عشرة من المعرض الدولي لإدارة الكوارث والطوارئ – IECM والذي يوفر منصة تستقطب العاملين في مجالات إدارة الطوارئ والكوارث والبحث والإنقاذ لاستعراض آخر الخدمات والتقنيات والمعدات والحلول والابتكارات المتعلقة بإدارة الطوارئ والكوارث، بحضور العديد من المهتمين من مختلف القطاعات ذات الصلة.

التعاون الدولي
قال الدكتور عبد السلام المدني، رئيس مؤسسة ديهاد للأعمال الإنسانية المستدامة، الرئيس التنفيذي لمعرض ومؤتمر ديهاد، سفير برلمان البحر المتوسط في دول مجلس التعاون الخليجي، رئيس «إندكس القابضة»: «يجسد (ديهاد 2023) التزام دولة الإمارات العربية المتحدة ومساعيها الإنسانية حول العالم». 
وأضاف: «نحن نتطلع لتعزيز الأوضاع الإنسانية من خلال تحسين التعاون الدولي من أجل تنمية الاقتصاد والارتقاء بسبل العيش المستدامة. ويسلط معرض ومؤتمر ديهاد هذا العام الضوء على موضوع الطاقة والمساعدات، أهمية مضافرة الجهود في سبيل ضمان مهام وبعثات إنسانية آمنة ومستمرة».

أرقام
قال جيرهارد بوتمان كرامر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة ديهاد للأعمال الإنسانية المستدامة: «نجتمع بهدف التركيز على الحقائق والأرقام الحيوية المتعلقة بقطاع الطاقة والمساعدات، والأسباب التي تجعل من الطاقة شرطاً جوهرياً مسبقاً في مهامنا المشتركة المتعلقة بـ(سبل العيش وإنقاذ الأرواح)، كما نعمل جاهدين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث نستعرض التحديات التي تقف بوجه المعايير والمبادئ المشتركة والعمليات الميدانية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©