الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء ودبلوماسيون لـ«الاتحاد»: زيارة محمد بن زايد إلى روسيا تدعم فرص الحل السلمي لأزمة أوكرانيا

خبراء ودبلوماسيون لـ«الاتحاد»: زيارة محمد بن زايد إلى روسيا تدعم فرص الحل السلمي لأزمة أوكرانيا
12 أكتوبر 2022 02:06

أحمد مراد، دينا محمود (القاهرة، لندن)

أكد خبراء ودبلوماسيون أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى روسيا تحمل أبعاداً عدة، يأتي على رأسها دعم دولة الإمارات للجهود الهادفة إلى إيجاد حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، موضحين أن دعم الإمارات للحوار والدبلوماسية يعبر عن صوت الحكمة والعقل الذي ينبغي أن تستمع إليه الأطراف المعنية بالنزاع.
وأوضح الخبراء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الموقف الإماراتي الداعم لمسار المفاوضات والحلول التفاوضية للأزمة محل تقدير إقليمياً ودولياً، وينظر إليه العالم باحترام كبير، مشيدين بالمبادرات الإماراتية الساعية إلى التخفيف من التداعيات الإنسانية الناجمة عن الأزمة.

أهمية استراتيجية
وأكدت الدكتورة نادية حلمي، الخبيرة في الشؤون الآسيوية، والباحث الزائر بمركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة لوند السويدية، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى روسيا تأتي في توقيت مهم للغاية، وتكتسب هذه الزيارة أهمية استراتيجية، لا سيما أن روسيا تنظر إلى الإمارات باعتبارها شريكاً محورياً في منطقة الشرق الأوسط، وترغب موسكو في تعميق العلاقات بين البلدين.
وأوضحت نادية حلمي أن هناك أبعاداً عدة لزيارة صاحب السمو رئيس الدولة، إلى روسيا، فإلى جانب العمل على تعميق وتطوير العلاقات الثنائية بين الإمارات ورسيا، فإن الزيارة تأتي أيضاً في إطار حرص دولة الإمارات على دعم الجهود الهادفة إلى إيجاد حلّ سلمي للنزاع في أوكرانيا.
وقالت الخبيرة في الشؤون الآسيوية: «لقد سبق أن أكدت دولة الإمارات في مناسبات إقليمية ودولية عدة استعدادها التام لدعم أي اتجاه وأي خطوة تدفع الأزمة نحو المسار السلمي، الأمر الذي يتلقاه المجتمع الدولي بمزيد من الاهتمام بالموقف الإماراتي المتمثل في الدعوة إلى الدبلوماسية، والحوار، وخفض التصعيد».

تقدير
أما الدكتورة نورهان الشيخ، الخبيرة في الشؤون الروسية، وأستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فأكدت لـ«الاتحاد» أن الموقف الإماراتي الداعم لمسار المفاوضات والحل السلمي للنزاع في أوكرانيا مقدر إقليمياً ودولياً، وينظر إليه العالم بتقدير واحترام كبيرين.
وأوضحت الشيخ أن الأزمة بلغت مرحلة بالغة الدقة، وبالتالي، فإن دعوة الإمارات الداعمة لمسار الحل السلمي تعبر عن صوت العقل الذي ينبغي أن تستمع إليه كل الأطراف المعنية بالأزمة، لا سيما أن الأزمة تترتب عليها تداعيات خطيرة يتأثر بها الاقتصاد العالمي، ومن ثم فلا مفر من تسوية سلمية تعمل على تحقيق انفراجة دولية.
وثمنت الخبيرة في الشؤون الروسية المبادرات الإماراتية الساعية إلى التخفيف من التداعيات الإنسانية الناجمة عن الأزمة كاللاجئين والأسرى، وهو أمر ليس بالجديد على دولة الإمارات التي عُرفت على مدى الـ50 عاماً الماضية بمبادراتها الإنسانية المتعلقة بتقديم الدعم الإغاثي للمتضررين من النزاعات والحروب.

ثقل سياسي
وشدد الدبلوماسي المصري، السفير السيد شلبي، مساعد وزير الخارجية المصري سابقاً، على أهمية تطور العلاقات الإماراتية ـ الروسية خلال العقد الأخير، موضحاً أن البلدين يعملان بقوة على زيادة أوجه التعاون وتنميتها على المستويات كافة، فضلاً عن أن الجانب الروسي حريص على التحاور والتشاور الدائم مع الإمارات، باعتبارها دولة ذات ثقل سياسي في المنطقة والعالم.
وأكد الدبلوماسي المصري لـ«الاتحاد» أن موقف دولة الإمارات حيال قضية النزاع في أوكرانيا يؤكد مدى حرصها على أمن واستقرار مختلف مناطق العالم، فضلاً عن اهتمامها السياسي والدبلوماسي والاقتصادي بمواجهة تأثيرات النزاع على الاقتصاد العالمي، والمجالات الحيوية الأخرى ذات الصلة، مثل الأمن الغذائي والطاقة.
وأشار إلى أن الأطراف المعنية بالنزاع في أوكرانيا مطالبة الآن أكثر من أي وقت مضى بالاستماع إلى صوت الدبلوماسية والحل السلمي الذي يصدر عن التحركات الإماراتية التي تؤمن إيماناً راسخاً بأن النهج الأكثر فعالية لحل الخلافات هو من خلال الحلول الدبلوماسية والسياسية، مؤكداً أن عدم الاستماع إلى أصوات الدبلوماسية والحلول السلمية يدفع العالم إلى مزيد من الأزمات الخانقة التي تبقى آثارها السلبية لسنوات عديدة مقبلة.

خطوط اتصال
أكدت مختلف الأوساط التحليلية الدولية، أهمية المحادثات التي أجراها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أمس، مع الرئيس بوتين في مدينة سانت بطرسبورغ، وذلك على صعيد تعزيز الجهود المبذولة لحل الأزمة الأوكرانية، وإيجاد تسوية سياسية لها، بما يكفل تحقيق السلم والأمن العالمييْن.
وأجمعت هذه الأوساط، على أن محادثات سانت بطرسبورج، تعكس الحرص البالغ من جانب دولة الإمارات، على تفعيل دورها الدبلوماسي وشبكة علاقاتها الدولية المتميزة، من أجل توفير أرضية مناسبة وملائمة، تفتح الباب للتحاور بين مختلف الأطراف، بهدف بلورة حلول سياسية للأزمات والتوترات التي يشهدها العالم، خاصة الأزمة الراهنة في أوكرانيا، مهما شابها من صعوبات أو تعقيدات في الوقت الحاضر.
وبحسب خبراء تحدثوا لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية واسعة الانتشار، تجسد زيارة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، إلى روسيا، العزم الجاد من قبل الدولة على التواصل مع جميع أطراف الأزمة الأوكرانية، لا سيما أن سموه يشكل من الشخصيات الدولية القليلة القادرة على الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة، مع مختلف القوى ذات الصلة بهذا الملف.
وأبرز الخبراء الدور الرائد الذي اضطلعت به دولة الإمارات على مدار السنوات القليلة الماضية، من أجل تسوية الكثير من النزاعات التي شهدتها أنحاء مختلفة من المنطقة.

جسر ذهبي
على الصعيد ذاته، أعرب آصف شجاع الباحث البارز في مركز «معهد الشرق الأوسط» للدراسات والأبحاث، في تصريحات نشرتها شبكة «سي إن بي سي» الإخبارية، عن تفاؤله بإمكانية أن تفضي زيارة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، إلى روسيا، لخفض التصعيد في الأزمة الأوكرانية، المستمرة منذ أواخر فبراير الماضي.
وشدد شجاع، على أن بوسع دولة الإمارات أن تساعد على مد «جسر ذهبي»، يمكن الخروج عبره من الأزمة الراهنة، وذلك بفضل نفوذها الدبلوماسي الواسع، وحرصها الشديد على إحلال السلام وإرساء الاستقرار في العالم.
في سياق متصل، أكدت الدكتورة شينسيا بيانكو الباحثة الزائرة في مركز «المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية» للدراسات والأبحاث، في تغريدة نشرتها على حسابها على موقع «تويتر»، أن هناك مؤشرات واضحة، تفيد بأن المحادثات التي أجراها صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، والرئيس الروسي في سانت بطرسبورغ، ستكون لها تأثيرات إيجابية، على صعيد الأزمة الحالية في أوكرانيا.
الرؤية نفسها عبر عنها محللون إقليميون، في تصريحات نقلتها وكالة «بلومبرج» للأنباء ومجلة «تايم» الأميركيتان، أكدوا فيها أنهم يأملون أن تقود الزيارة إلى إخماد نيران الصراع، الذي أرّق أوروبا والعالم، على ضوء مخاوف الكثيرين، مما يمكن أن تؤول إليه، حال تصاعدها إلى مستويات أكثر خطورة مما هي عليه الآن.

تنسيق
أكدت إلينا سابونينا، الخبيرة الروسية المخضرمة في شؤون الشرق الأوسط، قدرة دولة الإمارات على دعم الجهود الرامية لوضع حد للأزمة الحالية، وذلك بالتنسيق مع القوى الإقليمية والدولية الأخرى المعنية، خصوصاً في ظل التصاعد الأخير للأزمة، بُعيد التفجير الذي وقع مطلع الأسبوع الجاري على جسر مضيق كيرتش الحيوي، الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم، وما أعقب هذه الواقعة، من تبعات سياسية وعسكرية.
وأشار المحللون الذين تحدثوا لمجلة «تايم»، إلى حرص دولة الإمارات منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية قبل أكثر من ثمانية أشهر، على الحفاظ على علاقاتها المتوازنة بكل أطرافها، وهو ما يكفل لها القدرة على التواصل البناء مع هذه الأطراف، سعياً لإيجاد حلول سياسية متفق عليها، بعيداً عن التصعيد العسكري، وما ينجم عنه من تبعات إنسانية خطيرة.
وفي هذا السياق، أبرز الخبراء الموقف الذي تتبناه دولة الإمارات منذ نشوب الأزمة، بشأن ضرورة إيجاد حل سلمي لها، على نحو يحافظ على مصالح مختلف الأطراف وأمنها القومي، وتشديد الدولة على أنها ستواصل التنسيق مع كل هذه القوى، من أجل المساعدة على التوصل لحل سياسي مستدام للصراع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©