الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

صدمة وصمت.. الحزن يعمّ بريطانيا

جلسة تأبين للملكة في مجلس العموم (الصور من رويترز)
10 سبتمبر 2022 02:54

دينا محمود (لندن)

عمّ الحزن والصدمة وقرعت أجراس الكنائس في أرجاء المملكة المتحدة، ولا سيما في كاتدرائية القديس بولس وكاتدرائية ويستمنستر وقصر ويندسور حيث كانت تقيم معظم الوقت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية.  ووقفت الحكومة «المتحدة في دعمها لجلالة الملك» الجديد تشارلز الثالث، دقيقة صمت على روح الملكة، التي اعتلت العرش مدة تزيد على 70 عاماً حسبما أكدت رئاسة الحكومة البريطانية بعد اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء. وأقيمت مراسم دينية، مساء أمس، في كاتدرائية القديس بولس في لندن بحضور رئيسة الوزراء ليز تراس، التي التقت الملك الجديد بعيد وصوله إلى لندن.
وتجمع أمس، آلاف الأشخاص، من البريطانيين العاديين إلى السائحين الأجانب، خارج القصر في لندن ومقرات الإقامة الملكية الأخرى في قلعة وندسور، التي تقع غرب العاصمة مباشرة، وفي قلعة بالمورال بأسكتلندا. ووضع كثيرون الزهور خارج مقرات الإقامة حيث تراكمت تلال من باقات الزهور مع مرور اليوم. وبكى عدد من الناس وتعانقوا وهم يحاولون التغلب على الصدمة والحزن لوفاة الملكة في بالمورال أمس الأول.
وعند ظهر الجمعة، قُرعت أجراس الكنائس في كل أرجاء البلاد، كما قرع جرس مقر بلدية سيدني في أستراليا التي كانت إليزابيث الثانية تملك عليها أيضاً، 96 مرة عن كل سنة من عمر الملكة الراحلة.

  • طفل يبلغ عامين يضع باقة زهور أمام قلعة بالمورال بأسكتلندا
    طفل يبلغ عامين يضع باقة زهور أمام قلعة بالمورال بأسكتلندا

وأطلقت بعد ذلك 96 طلقة مدفع من أماكن عدة في العاصمة البريطانية مثل برج لندن ومتنزه هايد بارك، فضلاً عن قصور كارديف وأدنبره ويورك وبورتسموث وجبل طارق.
وتوفيت الملكة، أمس الأول، في قصر بالمورال في أستكلندا بحضور ابنها تشارلز وابنتها آن. أما نجلاها الآخران أندرو وإدوارد والأمير وليام الذي بات وريث العرش فقد وصلوا بعد وفاتها.  وكانت صحتها المتراجعة منذ سنة تدهورت بشكل كبير، أمس الأول، وهو ما دفع القصر الملكي إلى الإعراب ظهراً عن «قلق» الأطباء عليها، في بيان، نادراً ما يصدر عن العائلة الملكية.
وأعلن الملك الجديد أن الحداد الملكي الذي يشمل أفراد العائلة الملكية والعاملين فيها والحرس المشارك في مراسم، سيتواصل لسبعة أيام بعد جنازة الملكة التي لم يؤكد موعدها بعد إلا أنه يتوقع أن تكون في 19 سبتمبر. وستبقى الدارات الملكية مغلقة حتى مراسم الدفن والأعلام منكسة.
أما الحداد الوطني فيستمر إلى يوم الجنازة.
وفي المملكة المتحدة تقاطر آلاف البريطانيين منذ الخميس إلى أمام قصر باكينجهام، حيث تواجد مراسل «الاتحاد»، فضلاً عن بالمورال حيث توفيت، وويندسور. 
وقال روجر كين، الذي كان يضع باقة من الزهور أمام باكينجهام، أن الملكة «حافظت على وحدة البلاد، ولعبت دوراً محورياً في وحدة بريطانيا العظمى».
والملكة الراحلة المعروفة بحس الواجب، حاضرة بقوة في حياة البريطانيين، ويظهر وجهها على الأوراق النقدية كما على الطوابع التي يتعين تغييرها الآن.
وحلت صورها مكان الإعلانات في محطات الحافلات في لندن، فيما فتحت سجلات تعاز في بعض الكنائس وعبر الإنترنت على موقع العائلة الملكية الرسمي.
ومع بدء الحداد الوطني، ألغيت فعاليات رياضية وثقافية، بينما قررت متاجر كبرى إبقاء أبوابها مغلقة، وعلق عمال السكك الحديد والبريد إضراباتهم المخطط لها في مواجهة أزمة غلاء المعيشة.

  • كندية توقع في دفتر التعازي بأوتاوا
    كندية توقع في دفتر التعازي بأوتاوا

وأعلن بنك إنجلترا المركزي إرجاء اجتماعه للسياسة النقدية المرتقب مدة أسبوع.
وخلال عهدها التاريخي عاصرت إليزابيث الثالثة 15 رئيس وزراء بريطانيا، كانت تستقبلهم في جلسات أسبوعية وتصغي إليهم وتسدي النصح لهم من دون أن يرشح أي شيء عنها.
والتقت ليز تراس في غضون أربعة أيام عاهلين اثنين وهو أمر غير مسبوق في تاريخ بريطانيا.
وبعد الجنازة ستوارى الملكة الثرى في كنيسة قصر ويندسور في إطار مراسم عائلية.
ولا يزال جثمان الملكة إليزابيث الثانية مُسجى في أسكتلندا، بالتوازي مع تواصل الاستعدادات لتشييع جنازتها، التي من المتوقع أن تُجرى بحضور دولي رفيع المستوى.
وبحسب مصادر البلاط الملكي البريطاني، من المقرر أن يُنقل النعش الذي يحوي الجثمان جواً بعد عشرة أيام تقريباً إلى لندن، كي يُسجى في مبنى «وستمنستر هول» الواقع ضمن حرم البرلمان، للسماح لعامة الشعب البريطاني بإلقاء النظرة الأخيرة عليه على مدار أربعة أيام تقريباً.
وقد اتشحت الصفحات الأولى لغالبية الصحف البريطانية الكبرى أمس بالسواد، حداداً على الملكة الراحلة، التي كانت الأطول بقاءً على العرش في تاريخ البلاد. 
وخصصت تلك الصحف، بمختلف توجهاتها السياسية، كامل صفحات عدد الجمعة تقريباً، لنشر تقارير وصور، تغطي وقائع اليوم الأخير في حياة الملكة إليزابيث الثانية، وردود الفعل التي صدرت عقب إعلان وفاتها، بجانب استعراض أبرز محطات حياتها، التي امتدت لقرابة قرن كامل من الزمان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©