الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الشؤون الإسلامية والأوقاف» تحتفل بيوم «زايد للعمل الإنساني»

نهيان بن مبارك وحسين الحمادي وعبدالله بن بيه وممثلو الأديان خلال الاحتفال (تصوير: مصطفى رضا»
21 ابريل 2022 03:03

إبراهيم سليم (أبوظبي) 

احتفلت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، بـ«يوم زايد للعمل الإنساني»، بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، ومعالي حسين الحمادي وزير التربية وعدد من المسؤولين، ولفيف من كبار العلماء، وممثلي الأديان السماوية، ولفيف من المواطنين والمقيمين، في رحاب جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي.، وبدأ الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وكلمات للعلماء وممثلي الأديان، الأستاذ الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس قطاع المعاهد في الأزهر الشريف، والحاخام الأكبر  إيلي عبادي، كبير حاخامات المجلس اليهودي الإماراتي، والأب بيشوي فخري راعي الكنيسة المصرية في أبوظبي.
بداية، أكد معالي الشيخ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أن يوم الشيخ زايد للعمل الإنساني مناسبة أثيرة في النفوس، قد أصبح إحياؤها سنة بعد سنة، سُنة مستحسنة، فقد نالت شرف الزمان والمكان والإنسان، فالزمان شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والغفران وأما المكان فبيت من بيوت الله يذكر فيه اسمه ويتلى فيه وحيه، وأما الإنسان فالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ونحن نلتقي لنثني بالخير ولنُذكّر بطيبِ خِصالِ وجميلِ فعالِ الوالد المؤسس، فيكون التذكير للتأسّي، والثناء للاقتداء، لتتواصل -بإذن الله- مسيرة البناء والعطاء.
وقال معاليه: المغفور له الشيخ  زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».. مدرسة في حب الخير لوطنه ومواطنيه ولأمته والناس أجمعين، وقدوة في بذل الخير للغير ومساعدة القريب والغريب، ومثلاً في الرّيادة والتطلّع للأفضل،..وبمثل هذا المنهج استلهمنا التاريخ ووصلنا إلى المريخ.

  • نهيان بن مبارك وعبدالله بن بيه ومحمد نوح القضاة
    نهيان بن مبارك وعبدالله بن بيه ومحمد نوح القضاة

قيم الماضي والحاضر والمستقبل
وأكد بن بيه أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» كان جامعاً في شخصه وتصرّفاته بين قيم الماضي والحاضر والمستقبل، مدركاً لحقائق عصره وواقعه، متطلعاً إلى التحديث والتجديد، متمسّكاً بالتَّقاليد والقيم الموروثة، وجمع قيم الكرم والكرامة والتسامح والسماحة والانفتاح والمحافظة على القيم الأصيلة والمبادئ السامية والانفتاح على إيجابيات العصر من تقدم وحضارة إنسانية، وهي قيم باقية في أبناء زايد وعيال زايد.
وقال: فأما الكرم والسماحة فهما عطاء بلا من، وبذل بلا انتظار جزاء ولا شكور، وهو ما تمثله المساعدات التي توزع في مختلف القارات على مدار السنة على الفقراء والمحتاجين ودور الأيتام والمدارس والطلبة والمستشفيات وغيرها من أوجه البر والإحسان.
وتابع بن بيه: أما الكرامة فهي كرامة الوطن والمواطنين، إنه نهج زايد الأصيل والفريد الذي تحافظ عليه القيادة المستنيرة بكفاءة وجدارة تحمي الوطن في الأزمات وتصون كرامته ومكتسباته في الملمات، وذلك ما شهدناه في الاستجابة الفعالة لتحديات جائحة «كورونا»، وفي الردّ القويّ والحازم على تطاول يد الإرهاب على أمن الوطن بدبلوماسية كفؤة مقتدرة استطاعت أن تجمع العالم ليتضامن مع الإمارات، أما التسامح فقد أوجد بحمد الله تعايشاً آمناً بين مختلف الأعراق الكثيرة التي تقيم في رحاب الدولة بلغاتها ودياناتها وعاداتها المتنوعة، فالتسامح مبدأ قرآني يؤصل للكرامة الإنسانية كما في قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)، «سورة الإسراء: الآية 70». وهي كرامة محفوظة لكل إنسان.
وقال معاليه:  ينبغي ربط الأجيال الناشئة بهذه القيم الأصيلة والشيم النبيلة وذلك الطموح والتطلع وتلك الرؤية الواضحة والرأي المستنير الذي ميز وطبع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» لتسير الأجيال على نهجه وتقتفي أثره وتبني وتشيد وتحفظ هذا الوطن وتحافظ على مسيرته المباركة.. ونحن إذ نروي مُثُل الماضي للاقتداء والثناء، نسعد بأن نرى في الحاضر شواهد ماثلة على استمرار النهج واقتفاء المنهج والتمسك بالقيم في ظل قيادتنا الرشيدة سدّدها الله وبارك جهودها. 

  • نهيان بن مبارك وحسين الحمادي وعبدالله بن بيه وجانب من الحضور
    نهيان بن مبارك وحسين الحمادي وعبدالله بن بيه وجانب من الحضور

«عَاجِلُ بُشْرَى الْمِوْمِنِ»
ومن جانبه، أكد الأستاذ الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس قطاع المعاهد في الأزهر الشريف، أن للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»  مناهل كثيرة في العطاء استقى منها وسقى الناس، لله دره، أعطى حتى أتعب من بعده، وذكره ملأ الدنيا وشغل الناس، إذ إنه إذا بنى الناس للناس مفخرة؛ فقد بني زايد  للدنيا مفاخر، فصارت أفئدة الناس تهوي إلى بلاده للعيش الرغيد، لأن الإنسان عبد الإحسان، وإذا كانت النفوس خلقت حرة تكره القيود؛ فقد جعلها الإحسان لقيده محبة، وإن خالفت فطرتها.
وقال فضيلته في اليوم التاسع عشر من شهر رمضان: تأتي ذكرى رحيل هذا القائد، التي جعلها أبناؤه وشعبه المحب له ولأبنائه يوماً للعمل الإنساني النبيل، الذي يقوم على شرف خدمة الناس، كل الناس، وإدخال السعادة والسرور على الناس، كل الناس، بما غرس في قلوبهم من محبة البذل والعطاء، وأيقظ في نفوسهم وعقولهم وضمائرهم من نشر الخير والمحبة والأمل والرخاء، ومحاربة الفقر والشفاء، فهذا السرور الذي أدخله في قلوبهم، وأدخلوه على قلوب الناس، نسأل الله تعالى أن يدخل السرور الدائم عليه.
وقال: إن من معالم النهضة والرقي أن يتحول الاحتفال بذكرى زايد كل عام إلى مبادرات مجتمعية، تعم خيرها العباد والبلاد، والحاضر والباد، ويصل عطاؤها إلى الأسر المتعففة وبرها لليتيم، كما وصل عطاؤها للضعيف والمستضعف، والقانع والمعتر والبائس والفقير، ويجد بها الغريب النائي عن أهله له في وطن زايد  أهلاً، فيستعذب الغربة وهي مرة، ويجدد عطاء الإمارات له حياته وأمله، ويفرج عنه همه وكربه، فيود أن لو رزقه الله ألف لسان؛ ليستثمرها في شكر بر المغفور له وجميل كرمه. وقال: حين ترى أفراد الشعب والمؤسسات تتنافس في العطاء، وتشارك جهود دولة الإمارات في العمل الإنساني؛ فاعلم أنك في وطن يحب فيه الصغير الكبير، ويعطف فيه الكبير على الصغير، ويضرب الشعب والقيادة مثلاً للدنيا كلها.
وشدد فضيلته على أن انعتاق النفس البشرية من الأنانية والانكفاء على الذات إلى خدمة الإنسان، والوقوف مع كل نفس كسيرة، وكل ضعيف مستضعف، وكل فقير جائع؛ لهو الخير الذي أودعه الله في كل ذي فطرة سوية، وقد ذكر الحق جل علا أن السعي في تحرير الناس، وإطعام اليتامى والمساكين؛ هو اقتحام العقبة، وهو سبب النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة، فقال جل علا: (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ،،، «سورة البلد: الآيات 11 - 18».
وأوضح فضيلته إن هذا الخير الذي أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ورعاه ونمَّاه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» - ونائبه وولي عهده؛ هو من أقرب القربات، ومن الصدقات الطيبات، وأن ما تلهج به الألسنة من الثناء والتكريم للشيخ زايد؛ هو من عاجل بشرى المؤمن، فقد قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه؟ قال: «تِلْكَ عَاجِلُ بُشُرَى الْمُوْمِنِ».

  • عبدالله بن بيه يلقي كلمته
    عبدالله بن بيه يلقي كلمته

روح زايد الخير
قال الأب بيشوي فخري  - راعي كاتدرائية الأنبا أنطونيوس في أبوظبي، ونحن في رحاب هذا المكان الطاهر الذي يُذكر فيه اسم الله وفي جوار ضريح الأب القائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وفي زمان صوم شهر رمضان الكريم واقتراب عيد الفطر المبارك، يطيب لنا أن ننقل إليكم أطيب التهاني والتبريكات من قداسة البابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية بمناسبة هذه الأيام المباركة وبمناسبة يوم زايد للعمل الإنساني والذي نستلهم فيه من روح زايد الخير طاقةً لانهائية للمحبة والسلام والبناء بل وبركةً إلهيةً خاصة نستشعرها يومياً ونحن على هذه الأرض الطيبة.
وأدلي الأب بيشوي بشهادة أمام الله في بيته وأمام الضمير الإنساني للأجيال كلها، شهادةً منزهة عن المجاملات الشكلية أو مجرد الإطراء.
وقال : « شهادة حق أبغي بها فقط وجه الله تعالى، وهي أنه في اقترابنا من محراب الحكمة في قيادة وشعب دولة الإمارات الحبيبة، فإننا نتذكر سيدنا سليمان عليه السلام حينما تضرع إلى الله تعالى طالباً منه حكمة وتمييزاً لقيادة الشعب وللتمييز بين الخير والشر، فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، لأَنَّ سُلَيْمَانَ عليه السلام سَأَلَ هذَا الأَمْرَ».
وأضاف:  إننا نشعر بأن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قد سار على هذا النهج القويم فكما هو مكتوب أن رأس الحكمة مخافة الله، فكان رحمة الله عليه إنساناً يحيا في خشية الله وبقربه ابتغاءَ مرضاته، فوهبه الله روحاً بسيطاً حكيماً وتدبيراً صائباً وقلباً فهيماً حسب إرادة الله وفكراً راقياً يؤمن بأن المحبة تغلب العداوة لأن النار لا تُطفأ بالنار بل تُطفأ بالماء، كما وهبه الله نفساً متواضعة تنساب فيها روح الحكمة والنعمة كما تنساب المياه الغزيرة في الأراضي المنخفضة ولا تُغنِي ولا تنساب في النفس المتعالية. فكانت سمات روح الحكمة فيه سمات متعددة نذكر منها الشيء اليسير. 
وختمت الكلمات بكلمة من الدكتورة شمة يوسف الظاهري عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، حول زايد ومدرسة القيم، ثم قصيدة عن مآثره الشاعر هادي المنصوري، ودعاء الختمة عن روح الشيخ زايد، طيب الله ثراه، قدمها طلاب مراكز تحفيظ القرآن الكريم.

  • عبدالسلام داوود متحدثاً خلال الحفل
    عبدالسلام داوود متحدثاً خلال الحفل
  • عبدالسلام داوود والأب بيشوي فخري وإيلي عبادي
    عبدالسلام داوود والأب بيشوي فخري وإيلي عبادي

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©