الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تدعو إلى تبني نهج واقعي وإيجابي للتحول بقطاع الطاقة

الإمارات تدعو إلى تبني نهج واقعي وإيجابي للتحول بقطاع الطاقة
29 مارس 2022 01:55

دبي (وام)  

دعت دولة الإمارات إلى تبني نهج واقعي ومنطقي وإيجابي للتحول في قطاع الطاقة، وذلك بما يضمن أمن الطاقة ويعزز النمو الاقتصادي. جاء ذلك خلال الكلمة الرئيسة التي ألقاها أمس معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، في «منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي» الذي ينعقد على هامش «القمة العالمية للحكومات» التي تستضيفها إمارة دبي. وأكد معاليه أن تراجع الاستثمارات طويلة الأمد في النفط والغاز واتباع نهجٍ غير واقعي لمواكبة التحول في قطاع الطاقة يجعل الأسواق أكثر عرضة عُرضة للصدمات الجيوسياسية. وخلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها في الدورة السادسة من منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي، الذي أقيم أمس في «إكسبو 2020 دبي»، بحضور معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، وكبار الرؤساء التنفيذيين لقطاع الطاقة والمسؤولين الحكوميين، شدد معاليه على حاجة العالم إلى مواصلة الاستثمار في مصادر الطاقة منخفضة التكلفة وقليلة الانبعاثات والقادرة على توفير احتياجات العالم الأساسية من الكهرباء خلال مرحلة التحول في قطاع الطاقة، داعياً إلى اتباع نهج عملي لمواكبة التحول في قطاع الطاقة يضمن أمن الطاقة العالمي ويسهم في استمرار النمو الاقتصادي.
وقال معاليه: «نشهد جميعاً مدى حساسية أسواق الطاقة للاضطرابات الجيوسياسية في العالم. وإلى جانب هذه الاضطرابات، يعود سبب التقلبات في أسواق الطاقة إلى اختلالات هيكلية أساسية، فقد أدّى تراجع الاستثمارات طويلة الأمد في النفط والغاز إلى جعلِ الأسواق أكثر عرضةً للعديد من المخاطر». وتابع: «وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، فإنّ الاستثمارات السنوية في النفط والغاز هي أقل بمقدار 200 مليار دولار من المستوى المطلوب لضمان مواكبة الطلب العالمي على الطاقة خلال الفترة الممتدة حتى العام 2030. ونشهد تراجع العرض مقابل الطلب في أسواق النفط على المدى القريب، حيث ارتفع الطلب بنحو 3 ملايين برميل مقارنة بالعام الماضي، ومن المتوقع أن يعود إلى مستويات ما قبل جائحة كوفيد بحلول الربع الأخير من هذا العام». 
وأضاف معاليه: «أنّ الضغوط التي تدعو إلى خفض الاستثمار في الموارد الهيدروكربونية تواجه الآن حقيقة واضحة، ومن الضروري تبني سياسات لمواكبة التحول في الطاقة تكون قادرة على تلبية احتياجات العالم الفعلية من الطاقة». وقال: «إن اتباع نهجٍ غير واقعي يتجاهل المبادئ الاقتصادية الأساسية، سيؤدي إلى تراجع العرض مقابل الطلب، خاصةً في الأسواق الأكثر عُرضة للصدمات الجيوسياسية، لأن تراجع الاستثمار في مصادر الطاقة التي يعتمد عليها الاقتصاد العالمي، سيؤدي إلى حدوث أزمة في جانب العرض تؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي، إذ لا يمكننا أن نتخلى ببساطة عن منظومة الطاقة الحالية قبل إنشاء منظومة جديدة». وأوضح أن العديد من واضعي السياسات في بلدان أخرى حول العالم، من بينها عدد من الدول الأوروبية، قد بدأوا بقبول هذا الواقع. وأضاف معاليه: «أدرك واضعو السياسات أن التحوّل في قطاع الطاقة بحاجة إلى مزيد من الوقت. وهم يعملون على تعديل سياساتهم لضمان أن أمن الطاقة لن يتأثر على المدى القريب، بسبب أهدافٍ طويلة الأمد. لقد توصلوا الآن إلى استنتاج مماثل لما توصلنا إليه منذ فترة، وهو أننا يجب أن نعمل على خفض الانبعاثات، وليس خفض معدلات النمو والتقدم». وأكد خلال حديثه على أن دولة الإمارات تعتمد نهجاُ استباقياً وإيجابياً ومتوازناً يركز على دعم النمو، والاستدامة، ويراعي الحد من تداعيات تغير المناخ. وقال: «نعمل في دولة الإمارات على زيادة الاستثمار في مصادر الطاقة منخفضة الانبعاثات والخالية من الكربون. كما نعمل على زيادة السعة الإنتاجية لنفطنا الذي يعد الأقل كثافة عالمياً في الانبعاثات، لتصل إلى أكثر من 5 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2030، وذلك بالتزامن مع مضاعفة القدرة الإنتاجية لمحفظة مشاريعنا في قطاع الطاقة المتجددة خمس مرات. ونعمل كذلك على رفع السعة الإنتاجية من الغاز الطبيعي بنسبة 30%، لتعزيز قدرتنا على توفير المزيد من إمدادات الغاز الطبيعي المسال».  
وتناقش جلسات المنتدى تأثيرات أمن الطاقة على التحول في قطاع الطاقة، في حين تركز جلسته الثانية على حلول تحديات الطاقة في أوروبا ورؤى قطاع الطاقة لعام 2022. وقال راندي بيل كبير مديري مركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي: إن منتدى الطاقة العالمي لعام 2022 يركز على الحاجة الماسة لتلبية الطلب على الطاقة على المدى القصير، مع مناقشة أهداف للوصول إلى صفر انبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني. وأضاف أن جدول أعمال المنتدى يشهد محادثات واسعة حول الدور الحيوي للمنطقة المؤدية إلى COP27 وCOP28 مع التركيز هذا العام على الإصدارات السابقة لمنتدى الطاقة العالمي، والتي أسهمت في تطور أجندة الطاقة العالمية في الموضوعات الرئيسية، بما في ذلك انتقال طاقة النفط والغاز والطاقة النووية السلمية وكيف يشكل المشهد الجيوسياسي نظام الطاقة الحالي والمستقبلي. كما يبحث المنتدى أهمية الانتقال من مصادر الطاقة التقليدية إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، كونها أولوية عالمية قصوى تسعى الحكومات إلى تطبيقها، عبر وضع مجموعة من الخطط والاستراتيجيات المستقبلية التي تسهم في تسريع التحول العالمي في الطاقة. ويناقش المنتدى خلال جلسة مباشرة الاستثمار في «صفر انبعاثات»: نهج دولة الإمارات العربية المتحدة»، حيث برزت دولة الإمارات كرائد عالمي في السعي لتحقيق «الحياد الكربوني» كونها موطناً لأول منشأة تجارية لتجميع وتخزين الكربون في الشرق الأوسط «الريادة»، ويمتلك نفطها بالفعل محتوى كربونياً أقل من المّصدرين الآخرين، وفي الوقت نفسه تعتمد الإمارات على التوليد من مجموعة متنوعة من مصادر الطاقة - بما في ذلك الطاقة المتجددة والغاز والطاقة النووية السلمية- إلى جانب انبعاثات الكربون المنخفضة لصناعة البتروكيماويات وصادرات الهيدروجين الأزرق. كما تناقش الجلسة جهود الإمارات في توحيد الصناعة المحلية بأكملها مع هدف «صفر انبعاثات».

الفائزون بجائزة بناة المستقبل الأخضر
شهد منتدى الطاقة العالمي الذي نظم بالشراكة مع المجلس الأطلسي، ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2022 الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة «بناة المستقبل الأخضر، التي تهدف إلى تكريم الأساليب المبتكرة والتقنيات الرائدة التي تسهم بفاعلية في تحقيق الأهداف المناخية وتقليل الانبعاثات الكربونية والوصول بها إلى الصفر في مختلف أنحاء العالم.
وضمت قائمة الفائزين بجائزة «بناة المستقبل الأخضر» التي تنظم بالشراكة مع وزارة التجارة الدولية في المملكة المتحدة نخبة من أصحاب الشركات الناشئة والمبتكرة ضمت كلا من جو باركر مؤسسة شركة «سوليفز»، وإي مكنزي مدير شركة «تروجان إنرجي»، وجولي شين مؤسسة مشارك في شركة «تشيكي باندا»، وإيرنست فان المدير التنفيذي لشركة «روسلين تكنولوجيز»، وبين تيرنر المدير التنفيذي لشركة «أوريجن».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©