مريم بنت محمد المهيري
في خضم الاستعدادات الدولية لمؤتمر دول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ «COP26»، وتعالي أصوات الساسة والخبراء والمنظمات الدولية بضرورة رفع الطموح والتوسع في إجراءات وجهود مواجهة التحدي الأكثر تهديداً لمستقبل كوكبنا، تبرز أصوات ومساهمات الشباب كأحد أهم المؤثرين في هذا الحراك العالمي.
عبر قدرتهم العالية على التأثير على باقي فئات المجتمع وتطويعهم لقنوات ووسائل التكنولوجيا الحديثة وبالأخص التواصل الاجتماعي، ارتفعت معدلات الوعي العام بطبيعة هذا التحدي وما يفرضه من تبعات وتأثيرات سلبية على مختلف نواحي الحياة، وعززوا مشاركتهم في رسم التوجهات المستقبلية وتطوير مناهج دراسية وتبني العديد من الحلول الابتكارية التي تساهم جميعها في خفض مسببات هذا التحدي وتعزيز قدرات التكيف مع تداعياته.
وبإيجاز، إيمانكم بضرورة إسراع الخطى لحماية كوكبنا أحدثت تأثيراً واضحاً ولا يزال الطريق أمامكم للمزيد.
إن وعيكم بالتحديات التي نواجهها حالياً والتي تنتظرنا مستقبلاً، وشغفكم بأن تكونوا جزءاً من الحل، يمنحنا جميعاً الأمل في مستقبل أكثر إشراقاً.
وبفضل الرؤى الحكيمة لقيادتنا الرشيدة، أدركنا مبكراً في دولة الإمارات أن شبابنا هم العمود الفقري للحراك نحو الاستدامة الشاملة، فبتعبير مجازي - هم الطاقة المتجددة - التي يمكن الاعتماد عليها لتمهيد الطريق نحو مستقبل مستدام، فحماسهم وإلمامهم بالتقنيات الحديثة وقدرتهم على الابتكار تمثل الركيزة الأهم لتعزيز القدرة على مواجهة كافة التحديات وتحويلها إلى فرص نمو.
وبدورنا، نسعى دائماً للاستفادة من هذه الطاقة الشبابية المتجددة، عبر تمكينهم وتعزيز مشاركتهم في مسيرة عمل دولتنا من أجل المناخ محلياً وعالمياً ورسم ملامح وتوجهات مستقبل مستدام.
ولقد عملت وزارة التغير المناخي والبيئة بشكل دائم على إطلاق مبادرات وبرامج من دورها تعزيز مشاركة الشباب في العمل المناخي، ومنها إطلاق استراتيجية شباب الإمارات من أجل المناخ والتي تهدف إلى تطوير مهارات القيادة البيئية لدى الشباب، وتعزيز مشاركتهم في صناعة القرار، كما حرصنا أن يكون للشباب دور واضح ومشاركة فعالة في مفاوضات المناخ ورسم المساهمات المحددة وطنياً لدولتنا، وإعداد البرنامج الوطني للتكيف مع تغير المناخ، والتجهيز لاجتماع أبوظبي للمناخ 2019.
ولإكساب شبابنا خبرات النقاش والتفاوض الدولي في جهود العمل من أجل البيئة والمناخ اهتمام خاص، وفي ترأس معالي شما بنت سهيل المزروعي وزيرة الدولة لشؤون الشباب وفداً واسعاً من شباب الإمارات للمشاركة في اجتماعات ميلانو التمهيدية لمؤتمر دول الأطراف «COP26» واجتماعات «YOUTH4CLIMATE» مثلاً جلياً وحديثاً على هذا الاهتمام، الذي حرصت عليه الدولة بفضل الرؤى الحكيمة لقيادتها الرشيدة، وستعززه عالمياً عبر ملف طلب استضافة فعاليات مؤتمر «COP28» في العام 2023.
شباب الإمارات، إن طموحات دولتنا للعمل المناخي لا تقف عند حد، وما يؤكد على هذا إطلاق القيادة الرشيدة لمبادرة الإمارات الاستراتيجية للسعي لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 مطلع أكتوبر الجاري، لذا أدعوكم جميعاً لمشاركتنا ودعم مسيرة دولتنا للوصول إلى هذا الهدف الطموح.
وتذكروا دائماً أنه مهما كان هدفكم والمسار الذي اخترتموه لحياتكم، فإن صداقة البيئة يجب أن تمثل عنواناً عريضاً لكل مساعيكم.
تبنوا هذه الممارسات وأنشروها في دوائركم الاجتماعية لتعززوا معنا الوعي المجتمعي العام، وتكن لكم بصمة واضحة في إحداث فارق في العمل من أجل بيئتنا ومناخنا، فجميعنا نملك القدرة على التأثير، ومن السهل أن يكون لكلٍ منا دور واضح في إيجاد مستقبل أفضل مستدام.
وزيرة التغير المناخي والبيئة