عدد اليوم
أحمد مراد (القاهرة)
في عام 1888، استضافت مدينة برشلونة الإسبانية معرض «إكسبو» الدولي للمرة الأولى في تاريخها، وخلال الفترة من 20 مايو عام 1929 وحتى 15 يناير 1930، عادت المدينة الإسبانية من جديد لاستضافة المعرض الدولي للمرة الثانية بمشاركة 20 دولة أوروبية، بالإضافة إلى بعض المنظمات والهيئات الخاصة من الولايات المتحدة الأميركية واليابان.
ضوء وموسيقى
ضم معرض «إكسبو برشلونة 1929» ثلاثة أقسام رئيسية، وهي: الصناعة، والرياضة، والفن، وتحول إلى منصة عالمية لعرض التقدم التكنولوجي، وبالأخص في مجالات الهندسة المعمارية وعلاقتها بالفن.
وارتبط معرض «إكسبو برشلونة 1929» بالعديد من المعالم المعمارية الفريدة، والمنشآت الهندسية الساحرة، أبرزها متحف بوبل إسبانيول، والمتحف الوطني للفن الكاتالوني، والمسرح اليوناني، وملعب مونوجك، والنافورة السحرية التي تقدم عروض الضوء والموسيقى.
رمز ومعلم
تُعد النافورة السحرية إحدى أبرز المنشآت الهندسية الفريدة التي أُقيمت بمناسبة انعقاد معرض «إكسبو» الدولي، وفيما بعد أصبحت رمزاً لمدينة برشلونة، وأحد أهم معالمها السياحية والتراثية.
وتقع النافورة السحرية في حي مونتجويك بمدينة برشلونة، وتُعرف باسم «نافورة مونتجويك السحرية»، وقد صُممت من قبل المهندس المعماري، كارليس بوغاز، الذي سبق أن صمم العديد من النوافير المضيئة منذ عام 1922.
معجزة هندسية
خلال أيام معرض «إكسبو برشلونة 1929»، حظيت نافورة مونتجويك السحرية على إعجاب زوار المعرض الدولي، وحرص الملايين من ضيوف المدينة الإسبانية على زيارة النافورة الساحرة، معربين عن سعادتهم برؤية هذه المعجزة الهندسية التي تتراقص فيها تيارات المياه عند سفح القصر الوطني على تلة مونتجويك التي تجمع بين السحر والجمال.
ثوب جديد
خلال الحرب الأهلية الإسبانية، تعرضت نافورة مونتجويك السحرية للضرر البالغ، وتدهورت حالتها بشكل كبير، حتى لم تعد تلك التحفة الفنية الساحرة التي ظهرت خلال معرض «إكسبو برشلونة».
واستمرت فترة الإهمال لسنوات عديدة، حتى خضعت النافورة لأعمال الترميم والتجديد، الأمر الذي جعلها تظهر في ثوب جديد، وفي فترة ثمانينيات القرن العشرين أضيفت الموسيقى لعروض النافورة، وازدادت تألقاً خلال فعاليات دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي أُقيمت في مدينة برشلونة في عام 1992، ومن وقتها باتت تقدم عروضاً متميزة وساحرة، وتجذب السياح من مختلف أنحاء العالم.
3 ألف عامل
قبل عام واحد من انطلاق معرض «إكسبو برشلونة 1929»، وبالتحديد في عام 1928، قدم المهندس المعماري، كارليس بوغاز، تصميم النافورة الساحرة، وقد لاقى تصميمه ترحيباً وتأييداً من قبل السلطات الرسمية، وعلى الفور بدأت أعمال البناء بمشاركة 3000 عامل. استمرت أعمال البناء والتشييد على مدى عام كامل، حتى افتتحت النافورة بشكل رسمي، وعُرضت لأول مرة في التاسع عشر من مايو عام 1929، أي قبل انطلاق معرض «إكسبو برشلونة» بيوم واحد فقط.
3 ألف متر مربع
تصل المساحة الإجمالية للنافورة الساحرة إلى 3000 متر مربع، وهي قادرة على تمرير 2.5 طن من المياه في الثانية الواحدة عبر استخدام 5 مضخات قوية، وتتكون من 3620 مصدراً منفصلاً للمياه، ومن أجل تقديم عرض ملون هناك 4760 مصدراً للضوء، وتُعرض في 50 لوناً مختلفاً وبدرجات ألوان مختلفة.
