السبت 1 ابريل 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الإمارات

خبراء لـ «الاتحاد»: الإمارات تستعيد أمجاد العرب في مجال الفضاء

خبراء لـ «الاتحاد»: الإمارات تستعيد أمجاد العرب في مجال الفضاء
6 أكتوبر 2021 02:10

شعبان بلال وأحمد عاطف (القاهرة)

أشاد خبراء في مجال الفضاء بأهمية الرحلة الاستكشافية الإماراتية إلى كوكب الزهرة و7 كويكبات أخرى في المجموعة الشمسية، مؤكدين أن الإمارات تضع العرب على الطريق الصحيح في مشاريع الفضاء وتستعيد أمجادهم في هذا المجال .
وقال الدكتور محمد القوصي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، إن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت من بين أوائل الدول التي استجابت لدعوة مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي والتي أعلنت أن العشر سنوات بين عامي 2020 و 2030 ستختص باستكشاف الفضاء الخارجي. وأضاف القوصي في حديثه لـ«الاتحاد»: إن رحلة استكشاف الزهرة تتماشى مع مبادرة الأمم المتحدة ومع الدعوة إلى توسيع نطاق البحث والاكتشاف وتخطي حاجز القمر إلى الكثير من الكواكب والكويكبات التي لم تستكشف بعد.
وأطلقت الأمم المتحدة على هذا العقد من الزمن اسم العودة إلى القمر، ولكن الإمارات قررت توسيع المجال لتصل إلى أبعد من القمر إلى كوكب الزهرة، الذي لم يحظ باهتمام الدول والبعثات الفضائية من أجل البحث والاستكشاف، ولذلك لا توجد معلومات كافية عنه، وليس الزهرة وحده وإنما 7 كويكبات أخرى من المجموعة الشمسية.
ويشير الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية إلى أن رحلة استكشاف الزهرة لن تكون الأولى في تاريخ الإمارات مع استكشاف الفضاء الخارجي، فقد سبق وقدمت تجربة «مسبار الأمل» الذي قدم مجموعة من المعلومات المهمة والدقيقة، ولم تحتفظ بالمعلومات وتستأثر بها، وإنما شاركتها مع مئات من مراكز البحوث الفضائية حول العالم.
كما وصف رئيس وكالة الفضاء المصرية رحلة الزهرة بالاتجاه العلمي الفضائي الذي سينعكس بالإيجاب على عالم البحث حيث إنها ستوفر معلومات سريعة ودقيقة مباشرة من الزهرة إلى مراكز الأبحاث، فالكثير من العلماء والباحثين متشوقون للحصول على هذه المعلومات. وأوضح  أن الإمارات قدمت تجربة سابقة في التناول الحميد للمعلومات والعمل على إتاحتها لكل من يحتاجها، مثلما يعتمد أكثر من 200 مركز بحثي فضائي حول العالم على معلومات «مسبار الأمل»، ومن المتوقع أن تكرر التجربة في رحلتها إلى كوكب الزهرة.
ولفت القوصي إلى القيمة العلمية والتاريخية التي تمثلها رحلة كوكب الزهرة حيث أنها تفتح الباب أمام الكوادر الشبابية العربية في الإمارات ومن جميع الدول العربية لخوض غمار علم الفلك والمشاركة في الرحلات الفضائية بدلًا من الاعتماد بشكل كامل على الكوادر الأجنبية في هذا المجال.
فالشباب العربي المشارك في رحلة الزهرة سيكون البذرة التي تزرعها الإمارات لتشجيع المزيد على الانضمام لهذا المجال وتسجيل نجاحات تبهر العالم أجمع.
وستفتح رحلة الزهرة الباب أمام استكشاف الكثير من الكويكبات الأخرى بعد استكشاف الزهرة، وسيكون من السهل إطلاق الأقمار الصناعية إلى هناك، فلم يعد إطلاق قمر صناعي يعاني من تجارب فاشلة في البداية كما كان الأمر في الماضي بحسب القوصي.
من جانبه، قال الدكتور أسامة شلبية، أستاذ فيزياء الفلك والفضاء بجامعة القاهرة، إن المشروع الفضائي الإماراتي لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات  خطوة غير مسبوقة وتاريخية على طريق صحيح من أجل أن نمتلك ما على الأرض، مشيراً إلى أن أهميتها تأتي لأنها جاءت بعد خطوة على نفس القدر من الأهمية وهي مهمة «مسبار الأمل» إلى كوكب المريخ وسنذهب الآن إلى كوكب الزهرة بمهمة جديدة. 
وأضاف شلبية في حديثه لـ«الاتحاد»، وهو عضو المجلس الأعلى للاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، أن اكتشاف الفضاء الخارجي أو الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي خطوة تؤكد نجاح دولة الإمارات كقيادة وكشعب وجيل جديد متميز بهذا التقدم العلمي لأن امتلاك الفضاء هو امتلاك ما على الأرض، موضحاً أن وجود العالم العربي من خلال دولة الإمارات هو أحد أهم النقاط التي نعتز بها كشعوب عربية.
ووجه شلبية الشكر إلى دولة الإمارات العربية لوضع العالم العربي والإسلامي على قدم وساق مع العالم المتقدم في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء، موضحاً أن الإمارات تتخذ خطوات حقيقية لامتلاك الفضاء من أجل أن يكون للعالم العربي مكان ومكانة في تلك المجالات المهمة، خاصة وأن العرب قديماً كانت لهم الريادة في كل استكشافات الأسماء العربية لنجوم الكرة الشمالية.  وأشار إلى أن مشروع الفضاء الإماراتي الجديد الذي يعد الرابع عالميًا لا يكتفي بكوكب الزهرة، ولكنه أيضاً يبحث عن حزام الكويكبات الذي نسميه الفارق أو الفالق بين الكواكب الداخلية مثل الأرض والكواكب الغازية التي لها طبيعة المشتري وزحل، موضحًا أن دراسة الكواكب الداخلية يعيدنا لفهم أفضل لنشأة وتطور المجموعة الشمسية وأيضاً كوكب الزهرة الذي يعد عالماً شبيهاً بعوالم كواكب الأرض والمريخ. 
وأشار إلى أن هناك العديد من الأطروحات والأسئلة التي ستجيب عليها هذه المهمة، والتي على رأسها وجود حياة قد سبقت على هذا الكوكب أم لا، وهل كانت هناك تغيرات على سطح كوكب الزهرة، مؤكداً أن الإجابة عن هذه الأسئلة تؤكد تصدر الإمارات للمشهد واقتحام هذا المجال الذي كان بعيد المنال في العالم العربي.

المهمة الصعبة
قال عالم الفلك المصري الدكتور أشرف تادرس: إن كوكب الزهرة مغطى بسحب كثيفة من الغازات ويصعب الهبوط عليه، وهو ما يزيد من أهمية تلك الرحلة، حيث إن الاقتراب من كوكب الزهرة من خلال المشروع الإماراتي سيساعد على التعرف عليه وتكوينه. وأضاف أن مشروع الإمارات الفضائي لاستكشاف الزهرة شيء مشرف للعالم العربي وخطوة تاريخية لدولة الإمارات أن تتقدم لاكتشاف المسبار الفضائي، مؤكداً أن دراسة كوكب الزهرة عبر الصور والبيانات العلمية يدعم اكتشاف العالم الخارجي. 
كما أكد خبير الفلك المصري أن حزام الكويكبات له دراسات علمية خاصة، لافتاً إلى أن تضمن مشروع الإمارات حزام الكويكبات سيحدث نقلة نوعية في فهم الفضاء الخارجي.

 

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©