إبراهيم سليم (أبوظبي)
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن وثيقة مبادئ الخمسين التي أطلقتها حكومتنا الرشيدة مؤخراً، بما تحتويه من أهداف ومبادئ تغطي مختلف مجالات الحياة، إنما تعبر عن رؤية حكيمة لقيادتنا الرشيدة، وتلبي طموحات الإمارات في المستقبل، وتعمل على حشد كافة الجهود والطاقات والإمكانيات الوطنية، وتعزيز الشراكات المجتمعية، للانطلاق إلى مستقبل مشرق في مسيرتنا الحضارية، مؤكداً أن احتواء الوثيقة على رؤية واضحة لتنمية الوطن اقتصادياً ومعرفياً أساسها الابتكار والإبداع والعلوم الحديثة، لا ينفصل وإنما يتكامل مع تركيزها على الحفاظ على هوية الوطن، وتعزيز قيمه الدينية والمجتمعية وفي القلب من ذلك التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.
وأكد معاليه أن وزارة التسامح والتعايش ترى في هذه الوثيقة أساساً لتطوير عملها ومبادرات لتحقيق الأهداف السامية لمبادئ الخمسين، والتي هي بلا شك أهداف الإمارات قيادة وشعباً، مؤكداً أنه يتعهد وكافة العاملين بوزارة التسامح والتعايش ببذل كل الجهود وتعزيز مختلف الطاقات والشراكات لتفعيل مبادئ الوثيقة فيما يتعلق بمجال عملهم، وهو تعزيز القيم الإماراتية الأصيلة وفي القلب منها التسامح والتعايش، ليس فقط على المستوى المحلي، بل على المستوى الدولي أيضاً، موضحاً أن ذلك يتطلب الكثير من الجهود والسعي إلى إنتاج الأفكار الإبداعية، التي تساعدنا للوصول إلى كافة فئات المجتمع ولا سيما الشباب والمرأة والجاليات المقيمة على أرض الوطن.
وأضاف معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن هذه الوثيقة هي بمثابة انطلاقة جديدة لدولة الإمارات لا تنفصل بحال عن الانطلاقة الأولى التي أرسى دعائمها، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والتي أصبحت النموذج في التنمية والتطور والاتحاد، ليس فقط على المستوى الإقليمي وإنما عالمياً أيضاً، لأنها مهدت الطريق أمام صنع نموذج إماراتي متفرّد، تنظر إليه كثير من الدول والشعوب اليوم بتقدير وإعجاب شديدين، لأنها التجربة التي حولت كافة التحديات إلى منجزات حقيقية، وعززت القيم الإنسانية والعربية والإسلامية لضمان سلامة المجتمع وكافة فئاته، وستظل منظومة القيم في الإمارات معززة للانفتاح على الآخر ثقافياً ومعرفياً واحترام الاختلاف، ودعم قيم التسامح والتعايش مع كافة الأمم والشعوب حول العالم، معبراً عن اعتزازه الشديد بتركيز وثيقة مبادئ الخمسين على هذه القيم لتكون نبراساً للأجيال المقبلة من أجل مستقبل مشرق لإماراتنا الحبيبة.
وقال معاليه: إننا نعيش في هذا الزمان الكثير من التحديات التي نواجهها، ونحن نتطلع إلى المستقبل، لا تترك لنا رفاهية الراحة والتوقف، وإنما تطالبنا ببذل كل جهد ممكن لجعل مفاهيم المستقبل وعلومه هي الركيزة الأساسية للمجتمع الإماراتي على المستوى المادي الاقتصادي وأيضاً على المستوى القيمي والأخلاقي، لأنهما معا ضمان لتقدم الوطن وصيانة مقدراته ورفاهية مواطنيه والمقيمين على أرضه.
واختتم معاليه بتأكيده أن المهرجان الدولي «إشراقات» الذي تطلقه الوزارة في الـ20 من الشهر الجاري سيكون أول مبادرات الوزارة لتطبيق الرؤية الحكيمة لوثيقة مبادئ الخمسين، كما أنه سيضم في يومه الأخير ملتقى «نحو مستقبل مشرق»، بحضور نخبة من خبراء العالم في هذا المجال، لكي يرسم الجميع معاً ملامح خارطة طريق للسير نحو مستقبل مشرق، في طريق التسامح والتعايش المبني على المعرفة.
انطلاق المهرجان العالمي «إشراقات» غداً
تطلق وزارة التسامح والتعايش غداً مهرجانها العالمي «إشراقات» بنسخته الأولى، بعد أكثر من عام من التحضيرات والعمل مع الجهات العالمية من مؤسسات تعليمية، ومدارس وجامعات من مختلف قارات العالم.
وأشادت عفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش، بالجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة التربية والتعليم ودائرة التعليم والمعرفة - أبوظبي من أجل نجاح المهرجان العالمي «إشراقات» الذي ينطلق غداً الاثنين بمشاركة عالمية بارزة، مؤكدة أن شركاء الوزارة قدموا كافة صور الدعم لضمان خروج أنشطة وبرامج المهرجان بالصورة التي تليق باسم ومكانة الإمارات وأهمية الحدث باعتباره منصة مثالية لطرح قضايا ومبادرات الاحتفاء بالتسامح وتعزيز قيمه لدى الأجيال الجديدة من طلبة المدارس والجامعات، وكذلك تعزيز هذه القيم لدى أولياء الأمور والمدرسين، باعتبارهم جزءاً من منظومة تشكيل القيم لدى الفرد.