الجمعة 3 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإنسانية أولاً.. عنوان مهم لدورات الحدث العالمي

الإنسانية أولاً.. عنوان مهم لدورات الحدث العالمي
16 أغسطس 2021 07:40

طه حسيب (أبوظبي)

منذ انطلاق النسخة الأولى من معارض إكسبو، وتحديداً في لندن عام 1851، ومحور الاهتمام مازال بالتعليم والابتكار والتعاون المشترك. هذه الفعالية العالمية التي تنطلق كل خمس سنوات، تتجاوز دوماً البعد التسويقي والاقتصادي إلى إطلالات ثقافية وإبداعية تبثها المدينة المستضيفة، أملاً في أن تضيف إلى العالم رؤى جديدة في شتى المجالات، وتقدم حلولاً للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية، ما جعل هذه المعارض إرثاً ثرياً يوجه بوصلة العالم، التي استقرت حالياً في الاستدامة لتصبح استراتيجية طويلة الأجل تسعى المدن والحكومات إلى تطبيقه، كما أنها فرصة للحكومات كي توضح للعالم اهتماماتها الحالية ومشاريعها المبتكرة.  ويؤكد «المكتب الدولي للمعارض» أنه «من خلال توفير مساحة فريدة للتعاون بين الثقافات، تعمل معارض إكسبو كأدوات تحويلية للتقدم في جميع مجالات الحياة البشرية، وعلى مدار الـ 170 عاماً الماضية، تطور شكل ونطاق هذه المعارض ليعكس التيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتغيرة، ومع مرور الوقت منذ 1851، فإن معارض إكسبو رابط بين الماضي والحاضر والمستقبل، وتعزز نفس القيم والأهداف لتجميع العالم لصالح التقدم للجميع». 

فرصة للترويج الثقافي
إدراكاً لأهمية هذا النوع من المعارض، نظمت فرنسا، خلال الفترة من عامي 1855 و1900، خمسة معارض عالمية، باعتبارها فعاليات مهمة في مجال التبادل الثقافي وكتجمعات دبلوماسية واقتصادية، وثمة قناعة بأن هذه المعارض رسخت تعاوناً أقوى عبر الحدود، خاصة في مسائل متنوعة، كالملكية الفكرية وحقوق العمال والرياضة والتعليم. ويؤكد «المكتب لدولي للمعارض»، ومقره باريس أن فعاليات «إكسبو» تعد الأهم في مجال عرض التقنيات والاختراعات الجديدة وتحقيق الإنجازات المعمارية والتقنية، مثل برج إيفل أو الممرات المتحركة، وأيضاً أماكن مثالية للعلامات التجارية الوطنية، ما يشكل فرصة أمام الدول المشاركة كي تروج إنجازاتها الفنية والثقافية والهندسية، ولدى المكتب قناعة بأن فكرة ظهور «أجنحة» لكل دولة كما حدث في المعارض الفرنسية، يمكنن اعتباره ملمحاً من ملامح الدبلوماسية العامة.

متحف إكسبو العالمي
يعد متحف إكسبو العالمي في شنغهاي المتحف الرسمي الوحيد ومركز التوثيق في العالم المخصص بالكامل لمعارض إكسبو، والمرخص من قبل«المكتب الدولي للمعارض».  المتحف يقع في الموقع السابق لمعرض «إكسبو شنغهاي 2010 » على الضفة الشمالية لنهر هوانغبو، ويرصد تاريخ المعارض منذ المعرض الكبير في لندن عام 1851، والمتحف نتيجة لاتفاقية تعاون بين المكتب الدولي للمعارض، وبلدية شنغهاي. يعرض المتحف  تاريخ وإبداع وموضوعات المعارض الدولية المعارض العالمية، والمعارض المتخصصة، ويسلط الضوء على تأثيرها التاريخي وأهميتها للمستقبل، بهدف  توثيق تراث إكسبو والحفاظ على استمراريته وجوهر تأثيره على الصعيد العالمي.  يضم المتحف: 8 صالات عرض دائمة وثلاث قاعات عرض مؤقتة ومركز التوثيق والبحوث ومخزناً للمقتنيات.

الأهمية القصوى للإنسانية 
مع نهاية الحقبة الاستعمارية تنامت مشاركات الدول الأعضاء، فبعدما كان عدد الدول المشاركة لا يتجاوز 39 دولة في نسخة إكسبو بروكسيل 1958، بلغ العدد 155 دولة في معرض إكسبو هانوفور2000، وهو تطور ساهم حسب «المكتب الدولي للمعارض» في منح الدول فرصة متساوية في إبراز قوتها الناعمة في عالم أصبح أكثر ترابطاً وعولمةً.  ومن المهم الإشارة إلى أن بوصلة إكسبو تهتم كثيراً بالبعد الإنساني وليس فقط التسويقي أو الاقتصادي، وليس أدل على ذلك من قرار اتخذته الجمعية العامة للمكتب الدولي للمعارض عام 1994 يؤكد أن معارض إكسبو لديها التزام بالأهمية القصوى للإنسانية مع الاحترام الواجب للطبيعة والبيئة»، وهذا لتوجه ظهر بوضوح أثناء معرض إكسبو هانوفر عام 2000، والذي رفع شعار «الإنسان..الطبيعة..البيئة». ومع بداية القرن الحادي والعشرين، أتاحت معارض إكسبو فرصة لمنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية للمشاركة في الفعاليات، وذلك عبر نافذة «المنتديات المواضيعية»، وهذا ما تحقق بالفعل أثناء معرض إكسبو شنغهاي 2010 شنغهاي.

استنساخ منحوتة «ديفيد»
البعد الثقافي واضح بقوة في النسخة المرتقبة من إكسبو دبي 2020، التي تتضمن موضوعات فرعية ثلاثة هي: «الفرص والتنقل والاستدامة»، وجميعها ركائز رئيسة لصياغة مستقبل العالم. فالجناح الإيطالي وضع نسخة ثلاثية الأبعاد مبهرة بارتفاع 5 أمتار من منحوتة «ديفيد» لمايكل أنجلو التي تعود للقرن السادس عشر الميلادي، والموجودة في مدينة فلورنسا، هذه النسخة استغرق استنساخها الدقيق 40 ساعة من العمل الشاق لفنانين ومبتكرين، هذا الجهد الإبداعي يؤكد أهمية توظيف التقنية المتطورة في ترويج الأعمال الثقافية والربط بين التاريخ والابتكارات التقنية. والكشف عن المنحوتة التوأم، جاء ضمن حفل إعلان إيطاليا اكتمال جناحها في إكسبو دبي 2020.

جودة الحياة
يشير «المكتب الدولي للمعارض» إلى التطور الذي شهدته نسخ «إكسبو» بعد الحرب العالمية الثانية، فأصبح الانبهار بالتقدم المادي دافعاً لتكثيف الاهتمام بجودة الحياة، وتعزيز الحوار على الصعيد الدولي، وأصبحت التكنولوجيا وسيلة لتعزيز التنمية البشرية وليست غاية في حد ذاتها، وظهر هذا التحول في شعارات نسخ «إكسبو» في نهاية خمسينيات القرن الماضي مثل «إكسبو بروكسيل» 1958 «التقدم والبشرية»، و«إكسبو مونتريال» 1967 الذي تبنى شعار «الإنسان وعالمه». 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©