عدد اليوم
إبراهيم سليم (أبوظبي)
حددت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية 6 خطوات لتنفيذ عمليات التعقيم الشمسي للمزارع المفتوحة، ولتجهيز التربة، وذلك حتى أغسطس المقبل، كما أكدت الهيئة التزامها بمساعدة المزارعين وتوعيتهم في كافة الظروف والأوقات، وتدعو الهيئة كافة المزارعين في إمارة أبوظبي إلى التواصل معها عبر مراكز الإرشاد المنتشرة بالقرب من المزارع، وعددها 27 مركز إرشاد في حال وجود استفسار أو طلب مساعدة فنية. وتنصح الهيئة المزارعين باستغلال فترة الصيف لإجراء التعقيم الشمسي الذي يساعد على التخلص من الآفات والمسببات المرضية في الحقول المكشوفة والبيوت المحمية على حد سواء لأهميته في تحسين خواص التربة وزيادة كفاءتها.
الخطوات الست
وتتم عملية التعقيم الشمسي بشكل واسع، ابتداء من شهر مايو إلى نهاية شهر أغسطس من السنة، الأمر الذي يساعد التربة على استقبال أكبر كمية من أشعة الشمس. وتشمل خطوات عملية التعقيم، 6 مراحل، منها «تجهيز التربة»، وتشمل تنظيف التربة من بقايا المحاصيل السابقة وحراثة الأرض عميقاً وتنعيمها وتسويتها.
كما تشمل «التسميد العضوي»: وذلك بإضافة السماد العضوي الناعم، بمعدل 2-4 كيلوجرامات لكل متر على طول خط الزراعة ويخلط بالتربة جيداً قبل عملية تسوية التربة.
كما تتضمن ري التربة: وتشمل عملية تركيب شبكة الري والبدء بري التربة رياً غزيراً لتصل إلى عمق 60-70 سم باستخدام الري بالتنقيط أو بالرش، ومن ثم تغطية التربة مباشرة بالبلاستيك.
وكذلك «تركيب البلاستيك»: وتشمل هذه الخطوة تغطية الأرض بشرائح البلاستيك الشفاف (البولي أثيلين) المضاف إليه مواد مقوية بسمك 60-80 ميكرون على طول خط الزراعة وإحكام أطراف البلاستيك والوصلات بالتربة لمنع التسرب الحراري، وإغلاق البيت البلاستيكي طيلة فترة التعقيم.
وأفادت الهيئة بأنه عقب الانتهاء من العملية تترك لمدة 4-6 أسابيع، ويتمثل تأثير التعقيم الشمسي في رفع درجات حرارة التربة تحت أغطية البلاستيك في حدود 10-15 درجة مئوية عن درجات حرارة الجو الخارجي وعلى الأخص في ساعات الظهيرة.
ثم تأتي المرحلة الأخيرة، وهي رفع الغطاء البلاستيكي، ومن ثم يتم القيام بالعمليات الزراعية الأخرى في البيت البلاستيكي، أو تتم زراعة البذور والأشتال في الوقت المناسب من خلال فتح ثقب في البلاستيك دون الحاجة إلى حراثة الأرض.
الدور الإرشادي
ويقوم مهندسو الإرشاد الزراعي بمساعدة أصحاب المزارع على إجراء التعقيم بالطرق الصحيحة، للاستفادة من حرارة الشمس خلال فترة الصيف لتعقيم التربة وتنظيفها من مسببات الأمراض والآفات.
وأوضحت الهيئة أنه بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، يلتزم المهندسون بالتعليمات الصادرة من الجهات الصحية المختصة في الدولة وتنفيذ كافة الإجراءات الوقائية من مرض كورونا عند تقديم الدعم والمشورة الفنية للمزارع في المزرعة، كما يتم أيضاً التواصل مع المزارعين عبر وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصال المتاحة عبر الهاتف العادي والذكي، والبريد الإلكتروني، والرسائل النصية، وأيضاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكدت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية أن المناخ الحار في دولة الإمارات العربية المتحدة يعد ميزة مهمة يجب الاستفادة منها في عملية التعقيم الشمسي للتربة باعتبارها من أهم طرق المكافحة الطبيعية للآفات وأمراض النبات والبديل الطبيعي للغازات الكيماوية، موضحة أن عملية التعقيم الشمسي تقوم على رفع درجة حرارة التربة بواسطة أشعة الشمس من خلال تغطيتها بالبلاستيك الشفاف لمدة 4 إلى 6 أسابيع خلال فصل الصيف، ما يساعد على قتل معظم المسببات المرضية وإضعاف الجزء المتبقي منها لتقليل الضرر على النبات، حيث تصل درجة حرارة التربة بعد تغطيتها إلى 60 درجة مئوية.
وتكثف الهيئة في هذا الوقت من كل عام من برامج التوعية التي تساعد على تحسين خواص التربة في المزارع وزيادة كفاءتها من خلال حث المزارعين على استغلال فترة الصيف لإجراء التعقيم الشمسي الذي يساعد على التخلص من الآفات والمسببات المرضية في الحقول المكشوفة والبيوت المحمية على حد سواء.
ووضعت الهيئة التوعية بطرق التعقيم الشمسي وفوائده ضمن أولويات برنامج الزيارات الإرشادية وتدريب العمال خلال فترة الصيف، حيث يتم تنظيم برامج للتدريب الحقلي على الطرق الصحيحة للتعقيم الشمسي في الحقول المكشوفة والبيوت المحمية، ويقوم مهندسو الإرشاد بمساعدة أصحاب المزارع على إجراء التعقيم بالطرق الصحيحة للاستفادة من حرارة الشمس خلال هذه الفترة لتعقيم التربة وتنظيفها من مسببات الأمراض والآفات. ويعد التعقيم الشمسي بمثابة طريقة طبيعية غير كيميائية وصديقة للبيئة لمكافحة الآفات الزراعية باستخدام الطاقة الشمسية لزيادة درجة حرارة التربة إلى المستويات التي يتم فيها قتل أو إضعاف العديد من مسببات الأمراض التي تنقلها التربة.
مسببات الآفات
تنتشر الآفات والأمراض النباتية في الحقول الزراعية المكشوفة أو البيوت المحمية بسبب الزراعة المتتالية لنفس المحصول، أو إعادة زراعة محصول معين في نفس الموقع، أو من محاصيل تنتمي إلى نفس العائلة النباتية للمحصول الرئيس، وأيضاً عدم اتباع تطبيق الدورة الزراعية التي تتطلب تدوير زراعة المحاصيل المختلفة خلال فترة زمنية محددة، حيث إن عدم اتباع هذه الطريقة يؤدي إلى زيادة انتشار أعداد كبيرة من المسببات المرضية للنبات في التربة، ومنها الفطريات، مثل أنواع «الفيوزاريوم» وبعض أنواع «النيماتود» النباتي، وخاصة «نيماتود» تعقد الجذور، بالإضافة إلى الآفات البكتيرية.
