قبل فترة غير بعيدة أوردت وكالات الأنباء خبراً عن إعلان إحدى الشركات الأميركية الشهيرة بصنع صلصة الطماطم المعروفة بـ «الكاتشب»، إطلاق حل جديد لمحبي منتجها ممن يتأثرون ويتضررون في بعض الأحيان جراء تطايره في وجوههم أو على ملابسهم - ويتمثل الحل الذي قدمته في أول وثيقة تأمين ضد «الكاتشب» في العالم.
وقالت الشركة إن التغطية التأمينية الجديدة تهدف إلى «التخفيف من الضغط والإزعاج الناجمين عن تسربات «الكاتشب» اليومية والرذاذ والبقع، لكي يتمكن مستخدمو منتجها من الاستمتاع بكل قطرة من «الكاتشب اللذيذ».
وأضافت بأنها استوحت الفكرة من «العديد من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تُظهر حوادث «الكاتشب»، وقالت إنها طورت حزمة تأمينية وفوائد شاملة تغطي 57 نوعاً مختلفاً من المطالبات، وصُممت الحزمة التأمينية «لتقديم تعويضات سريعة وسلسة للمتضررين، بدايةً من البقع على السجاد والملابس إلى الرذاذ على الحيوانات الأليفة أو السقف أو الأريكة وغيرها».
البعض منا ممن قرأ الخبر اعتبره من باب الدعابة أو الدعاية للشركة المنتجة، ولكنه في الواقع يكشف عن ثقافة التأمين الحاضرة بقوة في المجتمعات الغربية والولايات المتحدة تحديداً وحقوق المستهلك فيها، وحيث تعتبر مجتمعات استهلاكية من الدرجة الأولى.
برز أمامي ذلك الخبر، بينما نتابع الجدل القائم حالياً مع بعض شركات التأمين ومنها الكبرى التي تتهرب وتتنصل من التزاماتها في العديد من المواقف الطارئة ومنها تعويض المتضررين من الحالة الجوية التي تأثرت بها مؤخراً، سواء الذين دخلت المياه لبيوتهم ومحالهم أو التي اقتلعت الرياح الشديدة مزروعاتهم أو تضررت مركباتهم بشدة وتعطلت من الأمطار والبرد.
هذه الشركات تتخندق خلف سطور مطبوعة بحروف صغيرة في عقودها التأمينية التي لا تتضمن أي بند من بنود التأمين والتعويض عن مثل تلك الأضرار وتستقوي عليهم بجيش من المحامين والقانونيين المتمرسين.
كان من المفترض كأفراد ومتعاملين أن نستفيد من درس الأضرار التي نجمت عن الحالة الجوية منذ ثلاثة أشهر تقريباً، ونراجع وثائق التأمين الخاصة بالسيارات أو المنازل وغيرها حتى لا نكتشف فجأة أننا بدون غطاء تأميني أمام هذه المواقف الصعبة، ونحيي دور هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بنقل وإيواء الأسر والأفراد المتضررة منازلهم، بينما رفض بعض مستثمري الغفلة تحمل تكلفة نقل مستأجريهم لفنادق أو شقق فندقية ريثما يتم سحب المياه من بيوتهم.
مواقف وحالات نحتاج معها إعادة النظر في ثقافتنا ونظرتنا للتأمين وشركاته.. وسلامتكم.