بحنان أشبه بنسمة تمر على جبين وردة، وبحب كأنه الجدول يروي مشاعر الشجرة، وبيد كأنها الطوق المرصع بزمرد الحياة، وضمة كأنها انحناءة الغصن على ثمرة الوجود، هكذا تأملنا أبوة صاحب القلب الكبير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهو يحيط النقيب محمد سالم النعيمي، في زيارته الميمونة له في مستشفى زايد العسكري.
زيارة عبرت عن قُبلة الاعتزاز بالأوفياء من أبناء الوطن والذين يضحون بأرواحهم من أجل كرامة الوطن وسلامة الإنسانية من بطش الإرهاب، والذين يذودون عن حياض الناس جميعاً، متفانين، أسخياء بالدم والروح من أجل أن تستمر الحضارة بسلام وخير يعم الجميع.
النعيمي أحد البواسل الذين وقفوا إلى جانب الأشقاء في الصومال، وصمدوا في وجه البغي والطغيان، وغادروا الأهل والأحبة ليؤدوا واجب الدفاع عن الحقيقة، جنودنا أبطالنا، فلذات أكبادنا تمشي على الأرض، ثمرات تعب هذا الوطن الذي علم وربى وأنعم، والآن يجني حصاد ما زرع، الآن يثبت الأبناء جدارتهم في تحمل المسؤولية الأخلاقية والوطنية، الآن يؤكد هؤلاء البواسل أنهم على مستوى المهمات التي تناط بهم والمسؤوليات التي تلقى على عاتقهم، هم عيال زايد الخير، من أثره ينهلون، ومن تراثه العظيم يغرفون، ومن سجاياه القويمة يسكبون، ومن إيمانه بأن الرجال هم الذين يصنعون مجد الأوطان وليس المال.
والقيادة الرشيدة تعلق الآمال العريضة على هؤلاء العناقيد الرطيبة، هؤلاء الجهابذة الذين رفعوا شأن الوطن عالياً في جميع المنصات العالمية، وعلموا من لا يعلم بأن الإمارات، بقيادة الشهم الهصور، وضعت لها مكانة واسعة على خريطة العالم، وسكنت قلوب الشعوب المحبة للسلام والوئام.
قُبلة محمد بن زايد على رأس النعيمي، هي البوح الجميل بين القائد والأبناء، وهي اللغة الحنون التي تزرع الوفاء في قلوب الأجيال، وهي الجملة الفعلية في كتابة رواية المجد الإماراتي، هي الموجة التي تعانق سواحل الأفئدة لتمنحها البريق ورونق التألق بين الأمم.
الإمارات، اليوم، ليست دولة فحسب، بل أيضاً سماء زرقاء صافية تطوق قلوب العالم بزرقة الانتماء إلى الوجود من دون تضاريس تعرقل الوصول، ومن دون حواجز تعيق التواصل.
قُبلة القائد هي تحية عسكرية مكللة بحزم وثقة وإيمان بأن هؤلاء الرجال هم جسور تقدمنا نحو العالم، وهم نجومنا التي تضيء دروبنا، وهم الأقمار التي تلون حياتنا بالفخر والعزة والكرامة.
قُبلة القائد تحية عرفان ومحبة للذين يرخصون الروح من أجل اسم الإمارات، ومن أجل ثوابت الإمارات، ومن أجل دحر أعداء السلام وحملة سعار الأيام.
عندما تتأمل وجه الجندي الإماراتي، تشعر بأن العالم بخير، لأن في وجه الواحد من هؤلاء تشرق شمس الحرية، وترى بريق نجوم الحب يتلألأ في محاجرهم، تراهم عناقيد ترطب الأرواح بعبق الإيثار والتضحية، ليس من أجل الوطن فحسب، بل من أجل الآخر، كون الآخر هو العضو المكمل لباقي أعضاء الجسد.
هكذا تعلم هؤلاء من دروس زايد الخير، والقيادة الرشيدة تلقن الدروس نفسها وتسكب في الكأس الرحيق نفسه، وتمنح العقول والقلوب كل ما تبتغيه الحياة من تعانق الجذور واتساق الأغصان وتشابكها؛ لكي يبقى الظل كثيفاً والأرض خصيبة.